بقلم - علي العمودي
كان تراجع تطبيق «واتساب» عن خططه لتغيير شروط وأحكام الاستخدام مكلفاً له بعد أن شهد هجرة جماعية لمئات الآلاف من المستخدمين باتجاه تطبيق «سيغنال» غير المعروف على نطاق واسع قبل أن يغرد عنه متغزلاً بخصائصه إلون ماسك رئيس «تيسلا» أغنى شخص في العالم بفضل زيادة القيمة السوقية لشركته المنتجة للسيارات الكهربائية بنسبة 800% العام الماضي، بثروة تقدر بنحو 195 مليار دولار.
وبعد تلك التغريدة الشهيرة تصدر «سيغنال» قائمة أكثر التطبيقات تحميلاً على متاجر التطبيقات الذكية. بل وعانى مشكلات تقنية جراء الضغط الهائل على تنزيله واستخدامه المفاجئ رغم أنه كان قد سُلطت عليه الأضواء في العام 2014، من قبل خبراء اعتبروه أحد أكثر تطبيقات المراسلة أماناً في العالم خصوصاً بفضل ما قالوا عن قدرته على التشفير التام للرسائل والاتصالات بالصوت أو الفيديو بين طرفي الاتصال.
ليس ذلك فحسب بل كانت شركة أخرى مغمورة على موعد مع الثراء المفاجئ بعد تغريدة ماسك -ولديه 41 مليون متابع- التي تسببت في ارتفاع القيمة السوقية للشركة لأكثر من 600 مليون دولار ارتفاعاً من 55 مليون دولار قبل يومين من التغريدة بسبب تشابه اسمها إثر اندفاع كثيرين لشراء أسهم في «سيغنال» غير مدرجة أصلاً في البورصة. بعد أن شهدت شركة «سيغنال المتقدمة» صعود سهمها من 60 سنتاً إلى 7.19 دولار للسهم، محققاً مكاسب بنسبة 1098%.
لم تكن المرة الأولى التي يقع فيها باحثو الربح السريع ضحايا تشابه أسماء ففي أبريل 2019، وفي اليوم الذي طرحت فيه أسهم شركة «زووم»، قفزت أسهم شركة صينية تدعى «رووم تكنولجيز» بأكثر من 80% في ساعتين من التداول. وقبل ذلك مع «تويتر» فبينما كان المستثمرون ينتظرون الاكتتاب العام الأولي على أسهم موقع التواصل الاجتماعي، ارتفعت أسهم شركة أخرى تحمل الاسم ذاته بأكثر من 1000% ولكنها لمجموعة أخرى للترفيه المنزلي.
لقد نجحت الهجرة الجماعية من «واتساب» والخوف من ارتفاع أعداد المنسحبين منه في تراجع التطبيق الشهير وإعلانه أن التغيير لا يتعلق بالأفراد و«إن تحديث سياسة الخصوصية الذي أعلنته الشركة لا يتسبب في أي تغيير يتعلق بممارسات مشاركة البيانات ولا يؤثر في خصوصية المستخدمين». وجود البدائل دائماً في صالح المستخدم الذي جاءت النتيجة لصالحه.