بقلم - علي العمودي
تتسابق مختلف الوزارات والجهات الرسمية والمجتمعية في تنظيم جلسات «تصميم الخمسين المقبلة» في أضخم صور للمشاركة والعصف الذهني تجري في الدولة، استجابة للدعوة السامية لفارس المبادرات وعاشق التميز والمركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات بالشراكة مع المجتمع.
تابعت مؤخراً أصداء جلسة «تصميم مستقبل الأسرة الإماراتية» للخمسين المقبلة التي نظمتها وزارة تنمية المجتمع وأدارتها الزميلة الدكتورة ميساء راشد غديّر- ضمن ورش متعددة تتناول محاور مسؤوليات واختصاصات الوزارة - حيث تناولت تلك الجلسة التوقعات المتعلقة بجودة حياة الأسرة الإماراتية، وتفاعلها مع متغيرات المستقبل، وأخرى خاصة بتعزيز بنيان الأسرة وتماسكها في ظل المتغيرات والظروف المحيطة بها، وذلك لبلورة ملامح «مجتمع 2071» على أرض الإمارات.
خطفت أضواء الجلسة التي كانت تُعقد عن بُعد مداخلة غير مجدولة للسيدة الفاضلة «أم خالد» أمدّ الله في عمرها ومتعها بالصحة، فاجأت بها ابنتها معالي حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، متحدثة بعفوية عن بنات جيلها اللائي ربين الأجيال، معتمدات على أنفسهن ودون الاستعانة بعمالة مساعدة، وتفاعلت الوزيرة مع المفاجأة ولم تستطع حبس دموع الفرح بالمشاركة القيمة التي كانت بمثابة شهادة فخر واعتزاز بإسهامات جيل يمثل صورة زاهية لعطاء المرأة الإماراتية رغم شظف العيش وقلة الموارد والإمكانيات.
استطاعت المرأة في تلك الحقبة الصعبة وبالفطرة - وهي التي لم تصب من العلم إلا قليلاً- أن تحقق أعظم توازن في الحياة وقتذاك، بين عملها في الرعي أو جلب الماء، وغيرها من الأعمال وفي الوقت ذاته رعاية البيت والأسرة وتربية الأبناء، والحرص على تعليمهم، وتشكيل هويتهم. وفي زمن بعيد صعيب، حيث كانت تجري الولادات في المنزل وتسجل واحدة من أعلى نسب وفيات الأمهات والرضع.
نتحدث بكل فخر واعتزاز بتلك الأدوار والنماذج لمثيلات «أم خالد»، وغيرها من جيل الأمهات والجدات ونحن نخطط للمستقبل، لنستلهم الوسائل المثلى لتحقيق التوازن المطلوب للمرأة والأسرة الإماراتية، وهي تواجه اليوم العديد من التحديات، وبالذات ما يتعلق بالعمل والوظيفة والإنجاب والأعباء المتزايدة مع اختلاف إيقاع الحياة المعاصرة، متمنين أن نخرج بتوصيات تحقق ما نصبو إليه لمجتمع تنعم فيه كل أسرة بالاستقرار والتماسك، ويسهم كل فرد فيها بإيجابية لرفعة شأن الإمارات.