قناة السويس بين السفينة والسياسة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

قناة السويس بين السفينة والسياسة!

قناة السويس بين السفينة والسياسة!

 الجزائر اليوم -

قناة السويس بين السفينة والسياسة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

في الأيام الأربعة الأخيرة كانت هناك قصة أخرى تنافس أخبار الجائحة، وهي قصة أخبار السفينة الجانحة في قناة السويس. جنوح السفينة العملاقة «إيفر غيفين» في قناة السويس وعدم مقدرتها على الإبحار، وبالتالي تعطيل حركة الملاحة البحرية التجارية في الاتجاهين في هذا الشريان المائي المهم الذي يعتمد عليه الحراك التجاري الدولي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركتين الشمالية والجنوبية.
في عام 2019 مر خلال قناة السويس أكثر من مليار طن من المواد المشحونة، وهو يمثل أربعة أضعاف الكمية التي مرت من خلال قناة بنما في نفس السنة، وذلك حسب البيانات الرسمية التي أصدرتها هيئة قناة السويس رسمياً. وما إن بدأت وكالات الأنباء العالمية في تناقل أخبار جنوح السفينة العملاقة، واحتمالية تأخرها وتعطيل التجارة الدولية عبر هذا الشريان المائي الحيوي بالأيام، وقد يكون الأمر بالأسابيع، إلا وظهرت مقالات «تطالب» بإيجاد البديل واستغلال الحالة الجديدة للاقتصاد العالمي جراء تفشي جائحة «كوفيد – 19» وتبعاتها والتخفيف من فكرة الاعتماد على منظومة «العولمة» التي تصاب بخلل عنيف متى ما انكسرت إحدى حلقات التوريد الحساسة في سلسلة التوريد والإمداد الدقيقة.
والباحثون عن فكرة إحياء بديل لقناة السويس هما بالدرجة الأولى الصين وروسيا، اللتان لدى كل منهما مشروعها العملاق الذي تسعى لترويجه كبديل لوجيستي لخدمة العالم تجارياً بشكل فعال ومؤثر، فالصين التي تروّج بشكل مستمر لمبادرة «الحزام والطريق»، التي تعدّها طريق الحرير الجديد، تتبنى فيها مسلكاً بحرياً وآخر يُعتمد فيه على السكة الحديدية فائقة السرعة التي تَعِد بتوصيل الركاب والبضائع المشحونة من مدينة شنغهاي الصينية إلى قلب أوروبا، وتحديداً في مدينة روتردام الهولندية في مدة 48 ساعة، وهو إنجاز أشبه بالخيال العلمي في أحسن الأحوال. والروس أيضاً يروجون لفكرة اختصار خط التجارة بين آسيا وأوروبا وذلك عبر خط سكة حديدي فائق السرعة أيضاً يمر في أقصى الشمال الروسي بالقرب من القطب الشمالي من دون المرور في الخط البحري التقليدي.
لدى كل من الصين وروسيا قناعة كبرى يروّجان لها في أدبياتهما الاقتصادية منذ تفشي جائحة «كوفيد - 19»، وعادت مجدداً للتداول الآن، ومفادها أن العالم اليوم مُقبل على لحظة تحول تاريخية تشهد بدايات أفول الولايات المتحدة كالقوة الوحيدة والعظمى حول العالم وصعود كل من الصين وروسيا في موقعها. وكان لافتاً أحد التعليقات الذي اطّلعتُ عليه أمس والخاص بدعم وجهة النظر الصينية فيما يخص موضوع تعطيل الملاحة البحرية في قناة السويس بسبب جنوح سفينة الشحن العملاقة. كان التعليق يتطرق إلى المقارنة الممكن إجراؤها بين ما حصل في قناة السويس عام 1956 بعد قرار الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وانطلاق العدوان الثلاثي على مصر من كل من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، والتدخل الأميركي الحاسم لصالح مصر وقرارها (ضد حلفائها التاريخيين)، هو في الواقع كان بمثابة رصاصة الرحمة الأخيرة على نعش وحقبة مرحلة الاستعمار البريطاني في المنطقة والعالم، وهيمنة العصر الأميركي بشكل هائل ومؤثر. والآن ترى الصين (ومعها روسيا بطبيعة الحال) أن التعطل الكبير في الحركة التجارية البحرية هي بداية النهاية لنظام العولمة الذي روّجت له الولايات المتحدة، وأصبحت الراعي الأول له، وهي اليوم وعلى لسان رئيسها تروّج لفكرة «إنقاذ الوضع الملاحي في قناة السويس» لخطورته على التجارة العالمية، وأنها وحدها «تملك العتاد والأدوات لحل وضع السفينة العالقة أكثر من أي دولة أخرى حول العالم».
هناك جبهة سياسية وإعلامية فُتحت على مصراعيها، كل فريق يروّج فيها لنفسه ويستعرض فيها قوته ويفرد فيها عضلاته وإمكانياته. المنافذ المائية هي قنوات ملاحة للتجارة البحرية والإبقاء على سلامتها وتأمين انسياب الحركة فيها مسؤولية عظيمة، وهذا يفتح المجال للتساؤل عن غياب اليد الغليظة للمجتمع الدولي لمعاقبة من يتسبب في التهديدات والمخاطر الملاحية في كلٍّ من مضيق باب المندب ومضيق هرمز.
تحدي جنوح السفينة العملاقة في قناة السويس سيمر وينتهي، ولكنه يكشف لنا هشاشة وحساسية منظومة الإمدادات العالمية ودقّتها والاستغلال السياسي الفوري لأي ثغرة تحدث فيها بشكل فجّ وصريح مما يستدعي أهمية الحدث والأماني التي تكون خلف الحدث.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة السويس بين السفينة والسياسة قناة السويس بين السفينة والسياسة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria