بقلم - مشعل السديري
تعقيباً على مقالي الذي نشر السبت الماضي، وردتني هذه الرسالة الكريمة التي تفضل بها عليّ سعادة السفير المصري (أحمد فاروق)، والتي جاء فيها:
اطلعت على مقالكم بجريدة «الشرق الأوسط»، بتاريخ 24-1-2021، تحت عنوان (مافيش حد أحسن من حد»، واسمح لي أخي الكريم أن أحييكم على الموضوعية والحيادية التي تناولت بها الموضوع، فكل مجتمع به الصالح والطالح، والتجمعات البشرية لا تخلو من المواقف المشرّفة، وأحياناً المخجلة، فهذه طبيعة الحياة، بغض النظر عن البقعة الجغرافية.
أما بالنسبة لمصر والسعودية، فالشعب واحد، والعادات واحدة، والهدف واحد، والمصير واحد.
حفظ الله بلدينا الشقيقين من كل سوء، وألهم قيادتهما الرشيدة القدرة على تحقيق ما يصبو إليه الشعبان الكريمان - انتهى.
ليس بعد هذا الكلام كلام، فقد وضع سعادته النقاط على الحروف، ولا أملك إلا أن أدعو خلفه: حفظ الله بلدينا الشقيقين من كل سوء، وأختم بهذا المثل الشعبي الدارج عندنا، القائل: (اضرب يا بو زيد، والناس يكفونك الثناء) - وللتنبيه فـ(الضرب) هنا يعني (العمل).
***
فعلاً من له حيلة فليحتل، وقد بدأت هذه الحادثة عندما تشاجرت (شيربل) وصديقها (إيثان)، وضربها وهددها بالسكين، ورفض السماح لها بمغادرة المنزل، وأخذ منها هاتفها، لكنها تمكنت من إقناعه بالسماح لها بطلب البيتزا للأولاد باستخدام تطبيق توصيل الطلبات على هاتفها الذكي، فوافق الغبي.
وبالفعل، استخدمت التطبيق الخاص بأحد مطاعم البيتزا في منطقتها، وكتبت رسالة في خانة الملاحظات: أرجوكم ساعدوني، اتصلوا بخدمة الطوارئ من أجلي؛ أنا رهينة في منزلي.
وبدورهم، قام العاملون في مطعم البيتزا بالاتصال بخدمة الطوارئ، وإعطائهم عنوان منزل (شيربل)، وقام رجال الشرطة بمداهمة المنزل، وأخرجوها هي وأولادها، ثم ألقوا القبض على صديقها الذي وجهت له تهم متعددة، منها الاعتداء بالسلاح والضرب، والسجن بدون وجه حق؛ لو أنني عرفت والتقيت بتلك المرأة الذكية، لشددت على زنديها إعجاباً بشجاعتها وذكائها.
***
تصوروا لو أننا كثفنا واختصرنا عدد سكان العالم (7.8) مليار إلى (100) شخص، فيكون:
(11) في أوروبا، (5) في أميركا الشمالية، (9) في أميركا الجنوبية، (15) في أفريقيا، (60) في آسيا. أما عن عدد اللغات: (12) يتكلمون الصينية، (5) الإنجليزية، (5) الإسبانية، (3) العربية، (3) الهندية، (3) البنغالية، (3) البرتغالية، (2) الروسية، (2) اليابانية، (62) يتكلمون لغاتهم الخاصة (!!)
ولو أنك جمعت هؤلاء الـ(100) في قاعة واحدة، وقلت لهم تفاهموا، لاحتاسوا حوسة لا أول لها ولا آخر - وهذا هو باختصار حال العالم اليوم.