بقلم : مشعل السديري
أكثر ما يرفع ضغطي ويجيب لي (الكافية) أحياناً، هي الأرقام القياسية لموسوعة (غينيس)، التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأغلبها ما يقدم ولا يؤخر، منها مثلاً:
أن أطول مدة من الوقوف على رجل واحدة بلغ 7 ساعات ونصف الساعة، قام به (كوريه فليتشر)، وينبغي في هذه الرياضة أن تبقى الرجل الثانية مرفوعة دون إسنادها إلى الرجل المتكأ عليها.
رغم أن المسؤولين في عالم الرياضة لم يولوها الاهتمام، وفوق ذلك هي تضر الجسم وتسبب آلاماً في العمود الفقري، وإذا لم تصدقوني أرجوكم جربّوها حتى لو 3 ساعات فقط.
وهل تعلمون أن الزعيم الصيني ماو تسي تونغ الذي ذهب (طعام جحوش)، طبع له من كتابه (الأحمر) 800 مليون نسخة، وبعد وفاته ذهب (99 في المائة) منها إلى حاويات الزبالة ولم يعد أحد يقرأ الكتاب اليوم.
ولا شك أنني أعذر التايلانديين العاشقين اللذين حطما الرقم القياسي العالمي لأطول قبلة بعد أن تمكنا من تقبيل أحدهما الآخر من دون توقف لمدة 58 ساعة و35 دقيقة و58 ثانية، على ما أعلن منظم هذا الماراثون الفريد من نوعه.
فالحب من وجهة نظري (يجب ما قبله وما بعده)، ولولاه ما عرفنا (البوسات)، أي القبلات. أما الرقمان اللذان لم أهضمهما إطلاقاً فهما:
أولاً: حطم هندي رقماً قياسياً لأطول محاضرة أكاديمية، بعد استمراره في إلقاء درس حول الحساب العلمي دام أكثر من 139 ساعة، وأكد ذلك المسؤولون وعلى رأسهم البروفسور المساعد بجامعة (أرفند ميشرا)، وأخذت أفكر في المستمعين الذين تعاقبوا على محاضرة ذلك الثرثار، وكم واحدا منهم نعس يا ترى، وكم واحدا منهم قطع المحاضرة وولّى الأدبار؟، ولو كنت من الحاضرين فلن أتورّع من أن أصيح به قائلاً: اخرس كفاية رغي.
وثانياً: نقلت قناة (NDTV) الهندية أن تلميذاً هندياً واسمه (محمد ذبيح الله) في الـ12 من العمر تلا القرآن الكريم عن ظهر قلب في غضون 12 ساعة، ولم يقع في خطأ أثناء تلاوته، والعديد من العلماء ومدير المدرسة الدينية التي يدرس فيها أشاروا إلى أن الطفل لم يتلعثم قط أثناء تلاوته الآيات ولم ينس ولو كلمة واحدة... انتهى.
ما شاء الله عليه، وليس هناك أبرك من تلاوة القرآن الكريم، ولكن ليس بهذه الطريقة التي يختبرون بها طفلاً عمره 12 سنة، لا ينام فيها طوال الوقت، ولا يعرف حتى كيف يأكل!!