بقلم - مشعل السديري
صحيح أن القناعة كنز لا يفنى، ولكنها حتماً ستفنى في حالتين: الأولى إذا كنت أنت سفيهاً مبذراً، والثانية أن تكون كسولاً لا تعمل وهذه بديهة واقعية لا يركز عليها كثير من الناس، وسوف أضرب لكم ثلاثة أمثال حقيقية، وقد تستخلصون منها جماعياً أو انفرادياً، النتيجة السلبية أو الإيجابية.
فهذا رجل أميركي من أصول عربية، اشترى بطاقة يا نصيب، ويبدو أنه من شدة لهفته قرأ الأرقام غلط، وشعر في البداية بالضيق، إذ اعتقد أنه بدد أمواله القليلة على بطاقة خاسرة، لكن عندما عاد إلى التطبيق بتليفونه وقارن أرقام التذكرة بالأرقام الفائزة صعق من حجم المفاجأة، حيث ربح مليوني دولار. ويا ليته اقتنع واكتفى وتوقف عند ذلك، ولكنه بقرار أرعن استقال من عمله في أحد المصانع، وأخذ يصول ويجول بين أعمال لا يتقنها، وبين تبذير لا يبقي ولا يذر، وما هي سوى أقل من ثلاثة أعوام وإذا به على (الحديدة)، وفوق ذلك لديه قضايا (متلتلة) في المحاكم، وينطبق على أخينا المثل الحجازي عندنا والقائل: يا آخذ القرد على مالو، يروح المال ويبقى القرد على حالو.
وعكسه تماماً عاملة النظافة الصينية، وتدعى (يوي يوتشينغ) وهي مثابرة على عملها، وذلك عندما ربحت في (اليانصيب)، وفي مقابلة لها قالت: أريد أن أعطي مثلاً لابني وابنتي ولباقي أفراد عائلتي، أنه لا يمكن أن أبقى في البيت كل يوم مكتفية بالأكل والشرب والنوم معتمدة على أموال جاءت فجأة وقد تذهب فجأة وهي لا تزال تمارس عملها بالنظافة.
أما المثال الثالث: فقد حكى رجل الأعمال النيجيري (اليكو دانجوتي) قصة نجاحه التي بدأت من الصفر، قائلاً: عندما تبدأ مشروعاً تجارياً لأول مرة، يكون هدفك هو الحصول على مليون دولار، لكن بعد عدة أعوام، أدركت أنني حصلت على أكثر من 10 ملايين دولار، وقلت لنفسي كل هذه الأرقام مجرد أرقام مكتوبة.
فذهبت إلى البنك وفي ذلك الوقت لم تكن هناك قيود، وكتبت شيكاً وصرفت 10 ملايين دولار، ووضعتها في صندوق سيارتي وذهبت إلى المنزل وفتحتها ونظرت إليها وتحسستها بيدي، وقلت: حسناً الآن تأكدت أن لديّ أموالاً.
وأضاف: ثم أعدت الأموال إلى البنك في اليوم التالي، وعندما سألوه عن مقدار المال الذي بحوزته الآن، أجاب: ولا حتى دولار، لا شيء.
ووصل النيجيري إلى المرتبة الـ 23 من بين أغنياء العالم في عام 2014، وفقاً لمجلة (فوربس).