بقلم : عزة كامل
فى صباح يوم غائم، ترددت فى قبول دعوة أصدقائى للذهاب إلى هناك، لكن راودنى إغراء شديد بالموافقة للاستمتاع بالصحبة، بعد أن باعدت بيننا جائحة «كورونا» اللعينة، فكم اشتقت لممارسة الحياة الطبيعية، التقينا فى معرض ديارنا للحرف اليدوية، والذى تم تنظيمه تحت شعار دال وجميل، وهو: «مصر بتتكلم حرفى».
منذ أن وطئت أقدامنا جناح المعرض حاصرتنا الإجراءات الاحترازية: (التعقيم لقياس درجة الحرارة، والتأكد من ارتداء الكمامة)، استمتعنا بالتنويعات المختلفة من الحرف اليدوية المصرية، والمعروضة بشكل أنيق، وبألوان تبهر الأبصار، والشىء المميز أن المعرض نظّم ورش أشغال يدوية للأطفال، وأماكن مخصصة لعدد من ورش الحرف اليدوية لتعليم المشاركين مختلف الفنون، النحاس، الصدف، الحلى، الخيامية، الخزف، الشموع، الفسيفساء، الخشب، الإكسسوار، السجاد وغيرها من حرف أخرى.
هذا المعرض أقيم تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى لعرض منتجات الأسر المنتجة والحرفيين من الجنسين، وكذلك من جميع محافظات مصر، أى من سيناء إلى مرسى مطروح وسيوة، وذلك بمشاركة بنك الإسكندرية، وبالشراكة مع الشركة المصرية للاتصالات we، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
وحضرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كضيف شرف، وتمثل النساء نسبة 80% من الحرفيين، سواء اللاتى يعملن من خلال مشروعاتهن الخاصة، أو من خلال المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى أن المعرض يدعم دعما لذوى الإعاقة، ويشجعهم على عرض وتسويق كافة إبداعاتهم، وتسهيلا على المواطنين للذهاب للمعرض تم توفير عدد من الأتوبيسات فى عدد من النقاط فى مختلف أنحاء القاهرة لنقل الجمهور من وإلى المعرض.
واللافت للنظر تلك المسؤولية المجتمعية لبنك الإسكندرية، والتى تعكس المساهمة فى مساعدة أصحاب الحرف والمهارات والمواهب، وربطهم بفرص تدريب وعمل، وفرص تسويقية لمساعدتهم على استمرار حياتهم المهنية، وكذلك الانخراط فى سوق العمل، وهو استمرار لجهود البنك منذ إطلاق المبادرة الرائدة «إبداع من مصر» للحرف اليدوية، والتى كان لها مردود ملحوظ فى دعم الفنانين وخاصة من النساء من خلال رعاية مواهبهن وتمكينهن من الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية.
هذا المعرض جاء بمثابة دعم وإحياء لصناعة حرفنا التراثية الوطنية، والمهددة بالاندثار تماما. لذلك نحن فى حاجة إلى مزيد من الممارسات التى تتحمل فيها الأطراف المعنية كافة مسؤوليتها، وفى مقدمتها البنوك الوطنية، باعتبارها القطاع الأكثر ربحية بين قطاعات الاستثمار والإنتاج، كما أن المسؤولية الاجتماعية للبنوك جزء من التسويق لها بغرض بناء سمعتها وتعزيز صورتها فى المجتمع.