بقلم - أمينة خيري
نهدأ كده يا جماعة شوية ونعقل ما ورد فى تقرير على موقع «دويتشه فيله»، وعنوانه «التطعيم ضد كورونا: لماذا تعتبر إسرائيل رائدة عالميًا؟»، بداية إذا كنت عزيزى القارئ ممن هم غارقون فى خرافة «الكوكب يتآمر علينا»، و«كلما رأونا نصلى ونكبر ملأ الخوف قلوبهم»، و«دعاؤنا على القردة والخنازير سيؤتى ثماره إن لم يكن فى هذه الألفية ففى ألفيات مقبلة»، فهذه المعلومات ليست لك. إسرائيل تتبوأ مكانة الصدارة عالميًا- أى تسبق دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية- فى عدد الجرعات التى تلقاها المواطنون. تعدادها تسعة ملايين نسمة، وحتى الآن تلقى 3.67 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح، وهو ما يمثل 40 فى المائة من السكان.
وتلقى 28 فى المائة الجرعة الثانية. وتم تطعيم ما يزيد على 80 فى المائة من الأشخاص فوق سن الـ60. وحاليًا هى مستعدة لتلقيح أى شخص فوق سن الـ16. واليوم تمتلك إسرائيل كمًا من اللقاحات ربما يفوق حاجتها. واليوم تُظهر حملات التطعيم أثرها فى انخفاض الإصابة. ويوضح التقرير أن عظمة هذا الإنجاز ليست فى القدرة المادية فى الحصول على اللقاحات فقط، بقدر ما تكمن فى شروط التعاقد. إسرائيل وافقت على دفع سعر أعلى للقاح «بيونتيك وفايزر» (23 يورو للجرعة، فى مقابل 12 يورو سعر الجرعة للاتحاد الأوروبى). كما تحملت إسرائيل مسؤولية سلامة المنتج. وفى المقابل، تزود إسرائيل مصنعى اللقاح ببيانات حملات التطعيم أسبوعيًا، أى أن اللقاح فى مقابل البيانات. ما هى البيانات؟ هى أرقام العدوى والتطعيم والمعلومات الديموغرافية للمريض مثل العمر والجنس ولكن دون ذكر هوية الأفراد. بمعنى آخر، توصلت إسرائيل بهدوء وتروٍ إلى Win win situation، حيث الجميع فائز. إسرائيل فازت بكم لقاحات مذهل، وبالتالى انخفاض مذهل أيضًا فى الإصابات، ما يعنى صحة أوفر للمواطنين، وضغطًا أخف على القطاع الصحى، وإنعاشًا أسرع للاقتصاد، وعودة أوقع للحياة شبه الطبيعية.
ومصنعو اللقاح فازوا ببيانات بالغة الحيوية عن أثر لقاحاتهم ونسب فاعليتها وتفنيد دقيق عن جنس وعمر وأصل وفصل المرضى، وهى معلومات لو تعلمون لا تُقدر بمال. مرة أخرى على السادة الذين ترتعد أجسادهم غضبًا وتنفر عروقهم سخطًا أن يُهدئِوا من روعهم ويتفكروا فى أمرهم. صحيح- وكما هو متوقع- صالت إسرائيل وجالت تعسفًا واستفزازًا فيما يختص بإتاحة اللقاحات للأراضى الفلسطينية المحتلة، لكن اللقاحات بدأت فى الوصول «بعدما سمحت السلطات الإسرائيلية بذلك»! أكاد أسمعك عزيزى وأنت تتوعد بالمضى قدمًا فى إلقاء هذا فى البحر وذاك فى المحيط، لكن قبل أن تستمر فى مضيك هذا أهمس لك عن صفقة متداولة أخبارها بين إسرائيل وسوريا حيث الأسرى فى مقابل اللقاح!! اللقاح عزيزى أصبح قوة سياسية وأمنية جديدة فى الشرق الأوسط. يمكنك الآن أن تعاود صراخك وهتافك وتوزيع الشماعات يمينًا ويسارًا