بقلم : محمد أمين
الزمان: الإثنين 22 فبراير.
المكان: معبد أبوسمبل.
المناسبة: تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى.
الحضور: آلاف الناس من جميع دول العالم يحضرون الظاهرة ويغنون على أنغام وديع الصافى «عظيمة يا مصر يا أرض النعم، يا مهد الحضارة يا أصل الكرم».
سهرنا طوال الليل، وكنا أول الحاضرين لاحتفالية تعامد الشمس على وجه أعظم ملوك الأرض. تجهزنا للزيارة من العاشرة مساء وسافرنا من النوبة إلى أبوسمبل. قطعنا الطريق فى ثلاث ساعات وأنهينا الإجراءات وانتظرنا ساعتين لحظة شروق الشمس. وأُطفئت الأنوار ليظهر وجه رمسيس على المسرح، وهاتك يا صور لتسجيل الرحلة للتاريخ.. هل تعلم أنك محظوظ بالزيارة؟ هل تعلم أنك صافحت ملك مصر العظيم؟.. وهل تعلم أنك ستترك هذه الصورة لأبنائك وأحفادك.. إنها لحظة تاريخية!
كنت فى مكان الحدث أتخيل عظمة المهندس المصرى الذى بنى المعبد بطريقة تتوافق مع الظاهرة الفلكية النادرة لتتعامد الشمس مرتين كل عام على وجه الملك.. يوم مولده ويوم تتويجه على العرش.. الأولى فى 22 أكتوبر والثانية يوم 22 فبراير.. وكان اختيارًا جيدًا عندما اختيرت أغنية عظيمة يا مصر ليغنى معها بعض جمهور الحضور من الناطقين بالعربية والدموع تملأ العيون. وأتساءل: أين نحن الآن من أجدادنا؟ وأذكر أننى حين أقدمت عليه قلت بصوت مسموع: السلام عليك أيها الملك العظيم؛ فانتبه المحيطون بى. وقالوا لا إله إلا الله، لا لكى يقولوا الملك هو الله، ولكن كانوا متأثرين وهم يشعرون بالفخر والانبهار!
وكانت أجهزة الدولة حاضرة وممثلة بكل هيئاتها وكأنهم فى تشريفة للملك العظيم.. بعد قليل انطلقت الاحتفالات والألعاب المائية فى البحيرة وكانت اللانشات ترفع علم مصر فى نسخة محترمة كأنه تم إعدادها لهذا اليوم العظيم!
وهكذا انتهت الطقوس على خير، واللافت للنظر أن الحضور كانوا يعرفون أنهم فى المعبد، فسادت حالة صمت كأن البعض يتعبد.. ورجعنا من حيث أتينا لمدة ثلاث ساعات ونصف أخرى.. الطريف أن الشمس كانت تصافح وجه الملك رمسيس ولكنها لم تشرق على الملك بتاح إله الظلام.. وهو الجديد فى الأمر.. المهم أن كل من كان فى أسوان والنوبة والأقصر قد ذهب ليحتفل كأنه يحج ويتجهز للزيارة. ويصافح أصدقاءه بقوله كل سنة وأنت طيب.. وهى دعوة بأن يعيد الله علينا هذه الذكرى ونحن فى خير وعزة ونصر!.