أوباما بين الرياض وجاكرتا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أوباما بين الرياض وجاكرتا

أوباما بين الرياض وجاكرتا

 الجزائر اليوم -

أوباما بين الرياض وجاكرتا

عبد الرحمن الراشد

زادنا حيرة٬ في حديثه لمجلة «أتلانتيك».

كيف٬ ولماذا٬ تغيرت عقيدته doctrine في سبع سنوات؟
الحقيقة أن الرئيس باراك أوباما كان أكثر زعيم أميركي استطاع كسب محبة العرب والمسلمين٬ في أصعب وقت للجانبين. فقد افتتح عهده مع منطقتنا بأسلوب حميمي غير مألوف لنا. ألقى خطبتين في قلب أهم مدينتين إسلاميتين تاريخيتين٬ القاهرة وإسطنبول. وكانت كلمته في جامعة القاهرة قطعة أدبية رائعة٬ باح فيها برؤيته للإسلام والسلام٬ وعن تجربته في جاكرتا٬ وأصوله الأفريقية والمسلمة جزئًيا. كسب محبة كثيرين من الثلاثمائة مليون عربي٬ الغاضبين عادة من أميركا.

لا شك أن أوباما٬ الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة٬ كان أول زعيم أميركي يصل إلى قلوب المسلمين. غلطته الكبرى هي سوريا٬ حيث لا أحد يفهم لماذا رئيس أقوى دولة في العالم يرفض أن يساعد شعًبا٬ قُتل منه نصف مليون إنسان؟
في حديثه٬ نشعر أن الرئيس٬ بعد أن أفرغ ما في صدره٬ أنه٬ على الأرجح٬ بدل كثيًرا من رؤاه. ففي بداية رئاسته ظهر علينا أوباما دافًئا٬ متحمًسا٬ راغًبا في التواصل٬ وفي هذا الحديث نشعر به بارًدا٬ محبًطا٬ منكفًئا!

ومن اللكمات الغاضبة التي سددها أوباما إلى أصدقائه لم يستثِن السعودية. وكثيرون من خصوم الرياض احتفوا بانتقادات الرئيس٬ واستخدموها للتشفي من السعودية٬ التي لها أطول علاقة مستقرة في المنطقة مع الولايات المتحدة٬ لكن رغم آرائه السلبية لم يلمح إلى تغيير في سياسته٬ على الأقل هذه قراءتي للموضوع. أما تزامن نشر الحديث قبيل إعلان زيارته للسعودية٬ وزيارة نائبه بايدن٬ ووزير خارجيته جون كيري٬ فلا يعني أنه رسالة٬ فحواره مع جيف غولدبيرغ تم على مدى أشهر٬ و«أتلانتيك» مجلة شهرية٬ وليست موقع صحيفة يومية يمكن تعديل مواعيد النشر وفق الأحداث المتسارعة. وهذا لا يقلل من الضرر الذي أحدثه بوح الرئيس بمشاعره وأفكاره كما نشرت.

فيه٬ نكتشف أن أوباما «طور» فهمه للتطّرف والإرهاب بخلاف ما سمعناه منه في جامعة القاهرة. آنذاك٬ طرح مفهوم التعاون لمحاربة التطّرف٬ والآن يلوم السعودية٬ ويتعاون مع إيران٬ التي يظن أنه اكتشف فيها من خصال حميدة ما لم يكتشفه الرؤساء الأميركيون من قبله. التطّرف ليس دولة٬ ولا ديًنا٬ بل حالة عامة.

والهروب نحو سياسة الملامة٬ ومشجب الاتهامات٬ لن يقضي على الوباء. فالتطّرف فيروس فكري طارئ يعم المجتمع الإسلامي٬ بما في ذلك مجتمع المسلمين في الغرب. يقول أوباما إنه عاش فترة من حياته في مجتمع أغلبيته مسلمة متسامحة٬ إندونيسيا٬ وعندما عاد لزيارتها وجد التطّرف قد وصلها٬ وأنه نتاج الفكر السعودي المتطرف. التطرف في الإسلام الحديث قضية معقدة وليست مسألة انطباعية. صحيح أنه ظهر في السعودية ومحيطها٬ مطلع الثمانينات٬ لكنه ترافق مع استيلاء الخمينية المتطرفة على الحكم في الجارة إيران٬ ومع شن الحرب الدينية ضد «السوفيات الملحدين» في أفغانستان باسم الإسلام٬ بشراكة سعودية أميركية باكستانية.

في تلك المرحلة تم تسييس الدين. أما قبل ذلك٬ أي في السبعينات٬ لم أعرف٬ أو أسمع٬ عن مسجد واحد في مدينتي الرياض٬ خصص خطبة الجمعة٬ أو وعظ ما بعد الصلوات٬ عن أي شأن سياسي على الإطلاق. كانت كلها حول العبادات والأخلاق. ولم يكن يظهر رجال الدين في وسائل الإعلام يدلون برأيهم فيما يحدث في شؤون العالم. ولم تكن هناك جمعيات خيرية٬ أو مراكز دعوية٬ أو معسكرات شبابية يديرها أصحاب فكر ديني أو غيره. كان السائد حينها٬ المفهوم السني السلفي السعودي التقليدي٬ عرف عنه التشدد في المسائل الاجتماعية٬ لكنه يترك العمل السياسي٬ مع بقية شؤون الدنيا٬ لولي الأمر٬ هو من يتخذ القرارات ويحاَسب عليها في الآخرة.

وصول الخميني إلى الحكم في إيران٬ وتبني مفهوم الجهاد في الصراعات٬ ولّد التطرف بالصيغة التي نراها اليوم. الحكام الإيرانيون الجدد هم أول من استخدمو الدين في إدارة العلاقات الخارجية. وعندما يشتكي أوباما مما أصاب مجتمع مسلمي جاكرتا٬ من تطرف٬ فإننا مثله نشتكي مما أصاب الرياض والقاهرة والدار البيضاء من التطّرف نفسه. مدينتي الرياض لم تكن هكذا٬ عشتها الفترة نفسها التي عاشها أوباما في جاكرتا.

تحليل الرئيس صحيح٬ لكنه أخطأ عندما قفز على مسألة معقدة٬ دينًيا وتاريخًيا وسياسًيا واقتصادًيا وكذلك تقنًيا٬ وأشار بإصبعه إلى مكان واحد٬ وجماعة واحدة٬ في تبسيط شديد.
للحديث صلة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما بين الرياض وجاكرتا أوباما بين الرياض وجاكرتا



GMT 07:29 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مركزية فلسطين في زمن «التطبيع»

GMT 05:51 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

(الارهابي نتانياهو يتهم بالفساد)

GMT 05:59 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أوباما.. بين فلسطين وحلب

GMT 05:39 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

مع ترامب البندول يتأرجح بعيًدا عن مخططات أوباما

GMT 05:51 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

لن يحمل بناء أوباما لافتة «ترامب»

GMT 09:49 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

"الشباب" يُعلن تمديد عقد فاروق بن مصطفى حتى 2020

GMT 05:46 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تكشف طرق التعذيب في السجون السورية 

GMT 03:49 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "توم فورد" يدخل بقوة إلى موضة عطور الشتاء للمرأة الأنيقة

GMT 09:32 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

انطلاق فعاليات مهرجان "ربيع أملج" في الشبحة السبت

GMT 02:17 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

دواء يستعيد الذاكرة المفقودة في عمر كبير

GMT 06:00 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة راندا البحيري تَتغزل فِي بَطل مُسلسل "سرايا حمدين"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria