براءة مبارك ودلالات اضطراب الثورة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

براءة مبارك ودلالات اضطراب الثورة

براءة مبارك ودلالات اضطراب الثورة

 الجزائر اليوم -

براءة مبارك ودلالات اضطراب الثورة

عبد الرحمن الراشد

حسني مبارك رئيس مصر المعزول مجرد رمز للماضي، لم يمثل لحظة خطرا على النظام الجديد، كونه بلا قوة مجتمعية، ولا تيار سياسي حقيقي. وحتى قبل اعتقاله فعليا كان قد مات سياسيا في فبراير (شباط) عام 2011، نتيجة إجماع القوى المختلفة ضده، وعلى رأسها مؤسسة الجيش. صار خروجه نهائيا، ولم يوجد وهم في عقل أحد باحتمال عودته. ولهذا السبب كانت هناك توقعات بالإفراج عنه منذ بداية اعتقاله، لكنه بقي موقوفا إلى اليوم، وربما يموت على سرير سجنه إن لم تحكم المحكمة بجواز الإفراج عنه وولديه.

وحتى خلال شعبية الدعوة لمحاكمته، كانت هناك أصوات تحث على تبني مصالحة سياسية خلال فترة الحكم الانتقالية، لكن قيل حينها لا بد من رئيس شرعي يقرر ذلك. وباعتلاء أول رئيس مصري منتخب، محمد مرسي، كان القرار عكسيا؛ بدلا من عفو عام يدشن به عهدا جديدا خاليا من الانتقام، ويفتح الباب لمصالحة واسعة، رفض الدعوة ومنح العفو فقط للمحكومين والموقوفين من رفاقه من الإخوان المسلمين. لكن عهد مرسي، الذي دام عاما واحدا، انشغل بالصراع على السيطرة على القضاء، والنيابة العامة، وملاحقة الخصوم أمنيا وقضائيا، حتى انهار نظام مرسي منهكا من المعارك، وتراكم العداوات، وانشغاله بالخصومات عن إدارة خدمات الدولة.

ومن الطبيعي أن يستنكر فريق من المصريين الحكم ببراءة مبارك، وربما الإفراج عنه لاحقا، وفريق آخر يرفض الاستمرار في اعتقاله، فالتنازع على التاريخ القريب، وما يعنيه من شرعية أو نزعها.

السؤال ليس عن تبرئته، أو الإفراج عنه، بل لماذا اعتقل مبارك في البداية، وهو الذي أعلن تنحيه عن السلطة ولم يشأ تحدي الثوار، بعد أن انحاز الجيش ضده، وجنب خروجه السريع البلاد الفوضى والانقسام؟

معظم الأنظمة التي افتتحت عهودها بالاقتصاص فشلت في تحقيق الاستقرار لزمن طويل، من الثورة الفرنسية إلى البلشفية، والانقلابات العسكرية العربية، وأحدثها ما يقع من اقتتال في العراق نتيجة اجتثاث الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومن معه. في حين حقق نيلسون مانديلا ليس إسقاط النظام العنصري الفاشي الأبيض في جنوب أفريقيا، بل الأعظم من ذلك؛ حقق التعايش بين الفئات المختلفة، واكتفى بتقديم المذنبين لمحكمة الاعتراف والاعتذار. مرسي الذي تشدد في ملاحقة نظام مبارك، سهل على خصومه ومنافسيه أن يفعلوا به الشيء نفسه، في الثورة الثانية. في نظري، فإن حقده وهمه الوحيد بالانتقام والجلوس على الكرسي السلطوي نفسه، هو الذي قضى على نظام «الإخوان».

الأرجح أن مبارك لن يعمر طويلا ليستمتع بحريته، إن أطلق سراحه، فالرجل مريض منذ العقد الماضي، ومرضه الطويل من أسباب ضعفه الذي سهل انهيار الدولة التي كانت تقوم عليه، وعلى ولده جمال. لقد كان ديكتاتورا غبيا، لكنه لم يكن رجلا دمويا، كما يشاع. غباؤه في عجزه عن إدراك اللحظات التاريخية التي كان يمكن أن ينقل فيها مصر إلى نظام مدني ديمقراطي يخلد اسمه ويحقق ما عجز عنه 3 رؤساء سبقوه، فقد أقر متأخرا نظام الانتخاب الرئاسي بدلا من الاستفتاء، عام 2005، بسبب الضغوط الغربية عليه، ثم احتال عليه باختيار أسلوب الإقصاء والتزوير للبقاء رئيسا لتصبح الثورة عليه نتيجة محتملة. مبارك كان فرديا، سلطويا، متشبثا، مراوغا، لكنه لم يكن دمويا كما شهدنا في بقية أرجاء المنطقة، وما استمرار الملاحقات والمحاكمات إلا علامة على اضطراب الوضع السياسي، ومن دون مصالحة سيتعب المجتمع المصري.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

براءة مبارك ودلالات اضطراب الثورة براءة مبارك ودلالات اضطراب الثورة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:38 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت تسعى إلى عودة تاريخية للساحة الدولية

GMT 02:59 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

أمير كرارة ينتهي من تصوير مسلسله "كلبش" 10 رمضان

GMT 14:33 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

نادي أحد ينهي تعاقده مع البرازيلي داليسون دي سوزا

GMT 04:49 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

ميلانيا ترامب تقضي يوم الحب مع المرضى الصغار

GMT 07:06 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"ماكسيما" ملكة هولاندا تزور مؤسسة "بيبيهويس" غير الربحية

GMT 23:03 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الدوم لعلاج ضغط الدم المرتفع

GMT 04:00 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

​فريق تورو روسو يتعاقد مع هوندا لثلاثة أعوام
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria