كارلوس غصن ليس “جيمس بوند” ولا “روبين هود” وإنّما هاربٌ من وجه العدالة ومُتّهمٌ بالفساد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كارلوس غصن ليس “جيمس بوند” ولا “روبين هود” وإنّما هاربٌ من وجه العدالة ومُتّهمٌ بالفساد.

كارلوس غصن ليس “جيمس بوند” ولا “روبين هود” وإنّما هاربٌ من وجه العدالة ومُتّهمٌ بالفساد.

 الجزائر اليوم -

كارلوس غصن ليس “جيمس بوند” ولا “روبين هود” وإنّما هاربٌ من وجه العدالة ومُتّهمٌ بالفساد

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

في الوقت الذي تزدحم فيه الشّوارع والميادين في لبنان بآلاف الشابّات والشبّان احتِجاجًا على استِفحال الفساد والمُطالبة بتقديم الفاسِدين الذين نهبوا أكثر من 300 مِليار دولار من عرَق الفُقراء والمَحرومين، يتحوّل كارلوس غصن اللّبناني الفرنسي البرازيلي إلى بطلٍ لا يشقّ له غُبار لأنّه نجح في الهُروب من القضاء الياباني الذي يفرِض عليه الإقامة الجبريّة في قصرهِ الفاخر، انتظارًا لمُحاكمته بتُهم الفساد.

كارلوس غصن ليس بطلًا، ولا هو جيمس بوند، ولا حتّى روبن هود، وإنّما هو شخصٌ “مُجرم”، وفار من العدالة، ويجب أن يتم التّعاطي معه في لبنان وغير لبنان على هذا الأساس، واستِقباله على أعلى المُستويات في بيروت يُسِيء للبنان وصورته ومُؤسّساته الديمقراطيّة، وإرثه الأخلاقيّ، مثلما يُسِيء في الوقت نفسه للحِراك الشعبيّ اللبنانيّ، وربّما سيُؤدِّي إلى تأجيجه.
***
عندما اختارت شركة نيسان العالميّة لصِناعة السيًارات، ومقرّها في اليابان، السيّد غصن للتربّع على مِقعَد القيادة، لم يتم هذا الاختِيار لأنّه لبناني، أو فرنسي، وإنّما لأنّه يملك الكفاءة الأعلى في مَيدان الإدارة، وهو الأفضل من بين نُظرائه في هذا المِضمار، ومن يتحدّث عن مُؤامرة عنصريّة يابانيّة ضدّه، لأنّه عربي أو لبناني يُغالِط الحقيقة، ويبحث عن أعذارٍ لتأييد جريمته الأكبر في الهُروب من وجه العدالة، ناهِيك عن تُهَم الفساد الأربع المُوجّهة إليه.
السيّد غصن كان يتمتّع بحريّة تنقّل نِسبيّة في اليابان، ووظّف واحدة من أكبر الشُركات اليابانيّة للدّفاع عنه، ويحمِل ثلاثة جوازات سفر، لبناني وفرنسي وبرازيلي، ونفى أن تكون أسرته (زوجته) قد لعبت دورًا في تهريبه في صندوق وعلى متن طائرة خاصّة إلى تركيا، ومن ثمّ إلى بيروت، ومن غير المُستَبعد أن تكون إحدى العِصابات الاجراميّة الدوليّة قد وضعت خُطّةَ الهُروب هذه ونفّذتها، وهذا في حدّ ذاته خُروجٌ على القانون، وتُهمة إضافيّة.
إذا صحّت التّقارير الإخباريّة التي تقول إنّه تعرّض لقُيود على حريّته الشخصيّة من بينها منعه الحديث مع زوجته من مقرّ إقامته الجبريّة، فهذا أمرٌ مُدانٌ بكل المقاييس، ولكنّ هُناك تقارير أُخرى تُؤكِّد أنّ من شُروط الإفراج عنه بكفالة منعه من الاتّصال بزوجته وابنه في الولايات المتحدة، وأنّ طلبًا تقدّم له للاتُصال بهم أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد قد رفض الأمر الذي دفعه إلى الهُروب، ورُغم تسليمنا بحقّه في الاتّصال بأُسرته، فإنُ هذا المنع لا يجِب أن يكون عُذرًا للهُروب.
أمرٌ مُحزنٌ أن يتمكُن الأثرياء، أو بعضهم، الهُروب من وجه العدالة، ويجِدون من يُسَهِّل لهم هذا الهُروب، ويفرِش لهم السجّاد الأحمر، ولو كان هؤلاء من الفُقراء المُعدَمين، وأيًّا كانت جنسيّتهم، فإنّ الأمر سيكون مُختلِفًا، بل مُتناقِضًا، إنها سطوة المال التي تَحكُم مُعظم السّلوكيّات العربيّة هذه الأيّام للأسف.
لسنا من بين الخبراء في القانون الياباني ولكن ما نعرفه من خلال قراءاتنا، أنُ الوزراء في اليابان لا يستقيلون من مناصبهم الوزاريّة في حال توجيه أيّ تُهَم لهم بالفساد، بل يُقدِم بعضهم على الانتحار لغسل العار الذي لَحِق به وأُسرته.
لا يجب أن تتستّر العدالة اللبنانيّة، ورُغم كُل المآخذ عليها على هذه الجريمة، لأنّ الرّجل المُتّهم لبنانيًّا وثَرِيًّا، خاصّةً في هذا التّوقيت الذي تُثار فيه العديد من علامات الاستفهام حول شفافيّة هذه العدالة واستِقلاليّتها، خاصّةً بعد أن تقدّم ثلاثة مُحامين لبنانيين بدعوى ضدّه بتُهمة التّطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عندما تولّى منصبه كرئيس تحالف “رينو ـ نيسان) وأطلق عام 2008 شراكة مع شركة إسرائيليّة لتصنيع سيارات كهربائيّة، وزار فِلسطين المُحتلّة عدّة مرّات مِثلَما قال المحامي حسن بري للصحافيين، الأمر الذي يُشَكِّل خَرقًا للقانون اللبناني، وربّما يُفيد التّذكير باحتِجاز عودة الفاخوري المُتّهم بالخيانة، والإقامة بفِلسطين المُحتلّة تحت حِماية قوّات الاحتِلال الإسرائيلي، وارتكَب جرائم في حقِّ شعبه، فلماذا ما ينطَبِق على الفاخوري لا ينطَبِق على السيّد غصن؟
***
نفتخر دائمًا بأن يصل مُواطنون من أُصولٍ عربيّة في دول أوروبيّة أو أمريكيّة شماليّة أو جنوبيّة إلى احتلال مناصب، من بينها رئاسة الجمهوريّة، أو رئاسة الوزراء، وعبر صناديق الاقتِراع، مثلما حدث في البرازيل والأرجنتين والدومانيكان والأمثلة كثيرة، ولكن ما يُؤلمنا أنُ بعض هؤلاء ينتهي في السّجون أو بالإدانة بتُهم أبرزها الفساد، وكأنّ هذه التُّهم باتت من مُواصفات الشخصيّة العربيّة.
ربّما يكون السيّد غصن بريئًا من التّهم الأربع بالفساد المُوجّه إليه، ولكن صُكوك البراءة لا تصدر من بعض وسائل الإعلام، واستنادًا لتعصّب عِرقيّ أو طائفيّ، وإنّما من هيئة المحكمة التي تنظُر فيها، وكُنّا نتمنّى لو  بَقِي السيّد غصن في اليابان ودافع عن نفسه وسُمعته، ولكن ما نتمنّاه شيء، وما يحدُث شيء آخَر، وما علينا إلا انتِظار الفصل الأخير من هذا المُسلسل المُثير الحافِل بالمُفاجآت.. واللُه أعلم.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارلوس غصن ليس “جيمس بوند” ولا “روبين هود” وإنّما هاربٌ من وجه العدالة ومُتّهمٌ بالفساد كارلوس غصن ليس “جيمس بوند” ولا “روبين هود” وإنّما هاربٌ من وجه العدالة ومُتّهمٌ بالفساد



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria