عبد الباري عطوان
كُنّا نتمنّى من السيّد زياد النخالة، أمين عام تنظيم الجهاد الإسلامي أن يكون أكثر وضوحًا في تصريحه الذي أدلى به أمس عندما قال “إنّ على إسرائيل اختِيار الملاجئ أو إنهاء حِصار غزّة”، بمعنى أن يُحدِّد جدولًا زمنيًّا مُحدَّدًا لإنهاء الحِصار والإفراج عن الأسرى الفِلسطينيين في سُجون الاحتِلال.
الكلام نفسه ينطبق على تصريحاتٍ مُماثلةٍ أدلى بها السيّد يحيى السنوار، زعيم حماس في قِطاع غزّة، وأعرب فيها عن استِعداد حركته لتقديم تنازلاتٍ في مِلف الأسرى، أيّ التّفاوض على جثامين لجُنديين إسرائيليين مُقابل الإفراج عن دُفعةٍ من الأسرى من المُتقدِّمين في السّن والنّساء والأطفال.
الإسرائيليّون لم يعودوا يَثِقوا بتهديدات المُقاومة في الفترة الأخيرة، ولا يُعيرونها أيّ اهتمام لأنّ أطرافًا عربيّةً ستتدخَّل كالعادة وتُفرِغها من مضمونها.
إسرائيل لا تفهم إلا لُغة الحِوار بالصّواريخ مثلما حدث في الحُروب القصيرة السّابقة، وهي الصّواريخ التي دفعت بملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، دون أن يكون هُناك تهديد لفيروس الكورونا، فكيف سيكون الحال لو تدفّق الملايين من هؤلاء إلى الملاجئ هربًا من الصّواريخ أوّلًا، ومن الفيروس ثانيًا.
السيّد زياد النخالة يقول ويفعل، وعليه أن يَربِط تهديداته بالأفعال مِثل جميع المرّات السّابقة، فَمِن العار أن يتم حِصار مِليونيّ فِلسطيني في أصغرِ بُقعةٍ في العالم ينتشر في أوساطهم هذا الوباء دون أن يملكوا الحدّ الأدنى من المعدّات الطبيّة.
صاروخ الجهاد الإسلامي الأوّل وشيكُ الإطلاق، إذا ما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نِتنياهو قُبول هذا العرض، أيّ الملاجئ مُقابل إنهاء الحِصار، فهذا العدو لا يعرف إلا لُغة القوّة، ولا يُوجد من هو أقدر من فصائل المُقاومة، والجهاد الإسلامي خاصّةً، من تلقينهم درسًا في هذا الخُصوص، وفي القريب العاجِل، هذا عدوٌّ لا يستَحِي ولا يخجل، ولا يملك ذرّةً من الإنسانيّة، وعليه إطلاق سراح جميع المُعتَقلين الفِلسطينيين قبل فَوات الأوان وانتِشار فيروس الكورونا في المُعتَقلات.. والأيّام بيننا.