تصعيدٌ عسكريّ إثيوبي ضد مِصر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تصعيدٌ عسكريّ إثيوبي ضد مِصر.

تصعيدٌ عسكريّ إثيوبي ضد مِصر.

 الجزائر اليوم -

تصعيدٌ عسكريّ إثيوبي ضد مِصر

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

يبدو أنّ الحرب الكلاميّة والإعلاميّة المُستَعِرة حاليًّا بين مِصر وإثيوبيا حول سد النهضة ربّما تُمَهِّد لمرحلة التّصعيد العسكريّ الزّاحفة بشكلٍ مُتسارعٍ، بعد انهِيار مُفاوضات واشنطن الثلاثيّة، وانسِحاب أديس أبابا من جولتها الأخيرة أواخِر الشهر الماضي، ورفض السودان الانضمام إلى مِصر وتوقيع الاتّفاق المُتمخِّض عنها بالأحرف الأولى، الأمر الذي شكّل صدمةً للحُكومة المِصريّة، بعد الصّدمة الأكبر التي تعرّضت لها من جرّاء رفض نظيرتها السودانيّة تأييد قرار لمجلس وزراء الجامعة العربيّة يحفظ حقّ مِصر والسودان التّاريخي في مِياه النيل ويُطالب إثيوبيا باحتِرام القانون الدولي، ومُطالبة مندوبها بإزالة اسم بِلاده من القرار.

بينما تنشغل السّلطات المِصريّة بكارثتيّ انتشار فيروس كورونا، والفيضانات والعواصف غير المسبوقة التي ضربت مُدنها مُؤخَّرًا، لجأت إثيوبيا، وعلى أعلى المُستويات، إلى التّصعيد العسكريّ في مُوازاة تصعيد إعلامي غير مسبوق، حيث ردّدت مُعظم الصّحف الإثيوبيّة الشعار الذي يقول “الأرض أرضنا.. المياه مياهنا.. ولا توجد قوّة على الأرض تستطيع منعنا من بناء سد النهضة ومَلء خزّاناته” في استفزازٍ مُباشرٍ، وقالت صحيفة “كابيتال” الأسبوعيّة “إنّ إثيوبيا قد تبدو من الوزن الخفيف عسكريًّا بالمُقارنة مع تفوّق القاهرة العسكريّ الظّاهر والمدعوم  من دول خارجيّة، إلا أنّ مِصر تملك سد أسوان العِملاق، وتعيشُ في بيتٍ من الزّجاج”.
***
الأخطر من ذلك أنّ هذه الصّحف المقرّبة من الحُكومة ألمحت إلى “نيّة النظام المصري التّخطيط لشنّ حربٍ مفتوحةٍ، وسافرة، على إثيوبيا لتدمير 70 بالمئة ممّا تم إنجازه في عمليّة بناء سد النهضة”، وجرى دعم هذا التّلميح من خلال الزيارة التي قام بها الفريق أوّل آدم محمد، رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي، إلى السّد مصحوبًا بعددٍ كبيرٍ من جنرالاته يوم أمس وتهديده بأنّ جيش بلاده “مُستعدٌّ للتصدّي لأيّ هُجوم عسكريّ يستهدف سدّ النهضة، وسيتم الرّد عليه بالمِثل”، وأبرزت وسائل الإعلام الإثيوبيّة تصريحات أُخرى مُوازية للعميد يلما موديسا، قائد القوات الجويّة الإثيوبيّة، قال فيها “إنّ طائرات إثيوبيا مُستعدّةٌ لإحباط أيّ هجمات جويّة لضرب سدّ النّهضة ومُنشآته”.
اللّافت أنّ خُطورة المُواجهة المُحتملة لا تَنعكِس في التّهديدات العسكريّة أو الحرب الإعلاميّة فقط، وإنّما في تحرّكات دبلوماسيّة نشطة يقوم بها طرفاها هذه الأيّام للتّمهيد لها، وشرح مواقف البلدين، فمِصر أرسلت وفودًا بقيادة وزير خارجيّتها سامح شكري، ورئيس مُخابراتها  العامّة عباس كامل إلى مُعظم العواصم العربيّة والأوروبيّة، وفعَلت الحُكومة الإثيوبيّة الشّيء نفسه وأرسلت مبعوثين إلى عواصم الدول الإفريقيّة والأوروبيّة.
سدّ النهضة يُمثِّل بالنّسبة إلى إثيوبيا مشروعًا اقتصاديًّا لإنتاج الكهرباء، وبيعها للجِوار الإفريقي، ولكنّ مياه النيل الأزرق المُقام عليها تُمثِّل مسألة حياة أو موت بالنّسبة إلى مِصر ومِئة مليون من أبنائها، لأنّ أيّ نقصٍ في حصّة مِصر التي تَبلُغ 55.5 مِليون متر مكعّب سنويًّا سيعني تجويع خمسة ملايين فلّاح مِصري على الأقل.
الحُكومة المِصريّة بدأت فِعلًا مرحلة الإعداد العسكريّ لأيّ هُجوم مُحتمل لتدمير السّد إذا مضت نظيرتها الإثيوبيّة في مَلء خزّاناته بحواليّ 74 مِليار متر مكعّب من مِياه النيل الأزرق (تُشكّل مياهه أكثر من 80 بالمئة من مياه النيل) اعتبارًا من شهر تمّوز (يوليو) المُقبل، وفي غُضون ثلاث سنوات وليس سبع سنوات مِثلما تُطالب مِصر، وعقَد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا مُغلقًا لقادة الأسلحة المِصريّة البريّة والجويّة والبحَريّة لبحث جميع الخِيارات قبل خمسة أيّام.
أيّ خِيار عسكري مِصري لا يُمكن أن يكون في ذروة فاعليّته دون تعاون السودان المُلاصقة لإثيوبيا، ولا نستبعد وقوف جهات سودانيّة “مُوالية” لمِصر خلف مُحاولة الاغتيال التي تعرّض لها الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني كردٍّ على موقف حُكومته الدّاعم لإثيوبيا، وموقفها من أزمة سدّ النهضة ورسالة إنذار لها، وربّما هذا ما يُفسِّر زيارة اللواء كامل عباس، رئيس المُخابرات العامّة المِصريّة، ذات النّفوذ الهائل في السودان وإدانته للعمليّة فور وصوله بساعاتٍ بعدها إلى الخرطوم، وكذلك اللواء محمد حمدان دقلو رجل السودان القوي، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني إلى القاهرة اليوم السبت في زيارةٍ مُفاجئةٍ لتَطويق الخِلافات المُتفاقِمة بين البَلدين.
***
المزاج العام في مِصر، بشقّيه الرسميّ والشعبيّ “مزاج حرب” وتعبئة عامة، وأيّ مُتابع للإعلام المِصري المُسيطَر عليه من قبل الدولة وأجهزتها، يَخرُج بهذا الانطِباع، ولعلّ توجيه هذا الإعلام انتقادات مُبطّنة لأبرز حُلفاء مِصر في الخليج، واتّهامهم بالانخِراط في تمويل سدّ النهضة (السعودي والإماراتي) وعدم مُمارستها أيّ ضغط على إثيوبيا للتّجاوب مع المطالب المِصريّة هو أحد أبرز الأدلّة في هذا الصّدد.
عندما يُعيد بعض الكتّاب المِصريين البارزين تذكير القِيادة السعوديّة، ودون ذِكرها بالاسم، بموقف الملك فيصل، رحمه الله، الدّاعم لمِصر وسورية في حرب أكتوبر عام 1973 واستِخدامه سلاح النفط، فإنّ هذا التّذكير يَشِي بالكثير من العتَب، وربّما الغضَب أيضًا.
معركة سد النهضة إذا اشتعل فتيلها ستكون بين مِصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي التي تحمي منظوماتها الدفاعيّة سد النهضة، وليس مع إثيوبيا فقط، ولهذا تحتاج مِصر لدعم كُل الدول العربيّة، ومحور المُقاومة أيضًا، وهذا ما يُفَسِّر زيارة اللواء عباس كامل السريّة لسورية واجتِماعه مع الرئيس بشار الأسد الخميس الماضي.
الأشهر الثّلاثة المُقبلة ستكون حاسمةً بالنّسبة إلى مِصر سِلمًا أو حربًا، وقد تُعيد رسم خريطة تحالفاتها عربيًّا ودوليًّا، ومع دول الخليج خاصّةً، فهي أمام معركة مصيريّة، وكُل الخِيارات مفتوحة، بِما في ذلك التّحالف مع محور المُقاومة والعودة لمُواجهة الحِلف الإثيوبي الإسرائيلي، والعودة إلى الحُضن الروسي، وفكّ الارتباط تدريجيًّا مع الولايات المتحدة إذا لم تَلجِم حليفها الإثيوبي وتُنقِذ المُفاوضات الثلاثيّة.. واللُه أعلم.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيدٌ عسكريّ إثيوبي ضد مِصر تصعيدٌ عسكريّ إثيوبي ضد مِصر



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria