لماذا لا نستبعد غِياب “الابتسامات” في لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في قمّة موسكو الخميس
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لماذا لا نستبعد غِياب “الابتسامات” في لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في قمّة موسكو الخميس

لماذا لا نستبعد غِياب “الابتسامات” في لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في قمّة موسكو الخميس

 الجزائر اليوم -

لماذا لا نستبعد غِياب “الابتسامات” في لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في قمّة موسكو الخميس

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

بعد فشل أربع جولات من المُفاوضات، وثلاث مُكالمات هاتفيّة على الأقل، وتلكّؤ روسي، يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيّب أردوغان في موسكو غدًا الخميس لبحث الأزمة المُتصاعِدة في مدينة إدلب وريفها، وتجنّب مُواجهة عسكريّة روسيّة تركيّة يعتقد كثير من المُراقبين أنّها باتت وشيكةً، بل وحتميّة.

الرئيس بوتين لم يُوافق على هذا اللّقاء إلا بعد أن تمكّن الجيش العربي السوري بغطاءٍ جويٍّ وإسناد مدفعي روسي من استِعادة مدينة سراقب الاستراتيجيّة بالكامل، وإخراج هيئة تحرير الشام (النصرة) والفصائل الأُخرى المصنّفة إرهابيًّا منها، والسّيطرة على الطّريق الدولي السّريع (إم 4) الذي يَربِط دِمشق بحلب، في كسرٍ مُتعمَّدٍ للإنذار التركيّ الذي انتهى بنِهاية شهر شباط (فبراير) الماضي.
هذا اللّقاء ربّما يكون الوحيد المعروفة أجندته مُسبقًا، ويكون فيه موقف الرئيس أردوغان الذي ألمح في طلبه لعقده، هو الأضعَف، ومن غير المُستبعد أن تكون احتِمالات الفشل أكثر من احتِمالات النّجاح، إلا إذا خضع الرئيس التركي لشُروط مُضيفه الروسيّ بالكامِل، وقدّم تنازلات غير مسبوقة.
***
ما يُؤكِّد على هذه الحقيقة البيان الذي صدر الأربعاء عن الكرملين ووزارة دفاعه معًا، يَصِف التدخّل العسكريّ السوريّ في ريف إدلب “صراحةً” بأنّه تدخّلٌ مشروعٌ يأتي تطبيقًا حرفيًّا لاتّفاق قمّة سوتشي (بين بوتين وأردوغان في سبتمبر عام 2018)، وأنّ القوّات الأجنبيّة في سورية، باستِثناء الروسيّة، التي جاءت بطلبٍ سوريّ “غير شرعيّة” ويجب أن تُغادر الأراضي السوريّة سلمًا أو حربًا، في إشارةٍ مُباشرةٍ إلى القوّات التركيّة.
الرئيس أردوغان يُريد إقامة “إمارة إسلاميّة” في مِنطَقة إدلب تحت عُنوانٍ آخِر “مِنطقة آمنة” تُوفِّر الإقامة شِبه الدائمة لأعدادٍ كبيرةٍ من عناصر الجماعات الإسلاميّة المُتشدّدة بزعامة تنظيم “النصرة” مُصنّفة إرهابيًّا، وتَضُم مُقاتلين من الإيغور والقوقاز وتركمانستان، والشيشان، جاءت بطلبٍ تركيٍّ للقِتال في سورية، ولكنّ هذا الطّلب مَرفوضٌ بالكامِل من الجانب الروسيّ، والرئيس بوتين شخصيًّا، لأنّه يعنِي استِسلامًا لهذه الجماعات والفصائل التي تُشَكِّل خطرًا على أمن واستِقرار روسيا أيضًا، ومُكافأةً لها، وفقًا لما ذكره سيرغي لافروف وزير الخارجيّة الروسي في مُؤتمر حُقوق الإنسان في جنيف.
هل ستتمخّض هذه القمّة عن حُلولٍ وسط، أو بمعنى آخر، تعديل بُنود  اتّفاق سوتشي؟ لا نعتقد ذلك، لسببٍ بسيط، وهو أنّ الرئيس بوتين لم يعد يَثِق كثيرًا بالرئيس أردوغان ووعوده، ويتّهمه بعدم احتِرام الاتّفاقات، بل ويُوقّعها من أجل عدم تنفيذها لاحِقًا كسبًا للوقت، حسب ما ذكره لنا مصدر روسي مُطّلع.
قصف الطائرات الروسيّة لرتلٍ عسكريٍّ تركيٍّ في مِنطَقة “النيرب” وجِوارها، ومقتل 34 جُنديًّا تركيًّا، ورفض بوتين لطلب الرئيس أردوغان بالوقوف على الحِياد في المُواجهة السوريّة التركيّة في إدلب، كان رسالةً واضحةً تُؤكِّد أنّ الموقف الروسيّ في دعمٍ مفتوحٍ عسكريٍّ وسياسيٍّ للجانب السوريّ لم يتغيّر فقط، بل ازداد صلابةً.
الرّوس بارِعون في نحت الحُلول للأزَمات، والسوريّة منها خاصّةً، ولكن هذه القاعدة التي نجَحت في حلب والغوطة الشرقيّة لم تعد واردةً، أو مُمكنةً في إدلب التي تُعتَبر المحطّة قبل الأخيرة في الأزمة السوريّة (الأخيرة هي شرق الفرات)، ويجب أن تكون محطّة الحسم لإنهاء وجود الجماعات الإرهابيّة كُلِّيًّا في سورية، واعتِبار هذه الجماعات مُشكلةً تركيّةً بالدّرجةِ الأولى.
لا نعتقد أنّ الجانب التركيّ يُمكن أن يخوض حربًا مع الروس على جبَهتين في الوقتِ نفسه، الأولى بعيدة في ليبيا، والثانية قريبة في إدلب والشمال السوري، خاصّةً بعد ان سدّ حلف “الناتو” آذانه على نِداءات استِغاثته للتدخّل إلى جانبه في إدلب، ومن المُستَبعد أن يتدخّل بعد حشد 130 ألف مُهاجر بالقوّة على حُدود رومانيا وبلغاريا واليونان واستِخدامهم ورقة ضغط على الاتحاد  الأوروبي في هذا الصّدد.
لا نُجادل مطلقًا في أنّ الأوروبيين كانوا شُركاء أصليين في التدخّل العسكريّ في سورية إلى جانب تركيا، ومن أبرز المُؤيّدين، بل والسّاعين، لتغيير النظام في دِمشق بالقوّة، ويجب أن يدفعوا ثمنًا لهذا التدخّل حتى لو تمثّل في استِضافة مِئات الآلاف من اللّاجئين، ولكن ما يغيب عن ذِهن الرئيس أردوغان أنّ أوروبا باتت تعتبر الإطاحة بحُكمه أولويّة تتقدّم على إطاحة النظام السوري في الوقت الرّاهن، وهذا ما يُفسِّر الهُجوم الأوروبي الشّرس الحالي على الرئيس أردوغان واتّهامه “بالبلطجة” و”الابتزاز” باستِخدامه اللّاجئين كورقةِ ضغط.
***
سنُراقِب ملامح وجهيّ الزّعيمين الروسيّ والتركيّ في لقاء قمّة الغد في موسكو بتمعّنٍ شديد، ليس بحثًا عن ابتِسامات، لأنّها لن تكون موجودةً حتمًا، وإنّما لتحسّس وقِياس حجم الغضَب، وغِياب الثّقة بين الجانبين.
إمكانيّات الاتّفاق تبدو محدودةً، إن لم تكُن معدومةً، ولا خِيار أمام الرئيس التركيّ الضّيف غير الرّضوخ للمطالب الروسيّة، أو مُعظمها، ووقف التّصعيد في إدلب، والتّسليم بأنّها مدينة سوريّة ويجب أن تعود لسيادة الدولة السوريّة مِثل جميع المناطق الأُخرى.
الرّفض والعِناد قد يُؤدِّي إلى تفعيل أنشطة الانفصاليين الأكراد في تركيا وشمال سورية، وضرب القوّات التركيّة في كُل من إدلب وليبيا معًا، واستِخدام ورقة الأقليّات العرقيّة في العُمق التركيّ من قبل الروس حسب بعض التّسريبات الصحافيّة الروسيّة.. وجميع هذه الأوراق المُهمّة لم تُستَخدم بعد، ولكنّها ستكون على مائدة اجتماع القمّة بين الزّعيمين ووفديهما عالِيا المُستوى في موسكو غدًا، صراحةً أو تلميحًا، وهي القمّة التي سينتظر الجميع دُخانها الأبيض أو الأسود، ونحنُ من بينهم بالطّبع.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نستبعد غِياب “الابتسامات” في لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في قمّة موسكو الخميس لماذا لا نستبعد غِياب “الابتسامات” في لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في قمّة موسكو الخميس



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria