المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله

 الجزائر اليوم -

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله

هدى الحسيني
بقلم - هدى الحسيني

الأسبوع الماضي فقد الإيرانيون واحداً من أهم موسيقييهم ومطربيهم؛ محمد رضا شجريان، وخيّم الحزن على إيرانيي الداخل لفقدان رجل في الثمانين من العمر مثّل قوة فارسية عملاقة، وكان رمزاً للوحدة الوطنية والأمل في أكثر الأوقات التي يشعر بها الشعب الإيراني بالتشرذم. من الصعب تصور ساحة من الحياة العامة الإيرانية لم تتأثر على مدى عقود بنغمات شجريان المرتعشة والحادة والألحان الشعبية التي رافقتها.
كانوا يسمونه «المايسترو»، وكان يكره السياسة؛ لكن السياسة وجدته. عام 2009 انضم إلى صفوف «الحركة الخضراء»، وعندما لاحق رجال الأمن المتظاهرين الذين احتجوا على تزوير الانتخابات التي أتت بمحمود أحمدي نجاد، ووصفوهم بـ«الأوساخ والغبار» رد شجريان: «أنا، وبشكل قاطع، أطلب من كل وسائل الإعلام الرسمية عدم بث صوتي، لأنه صوت الأوساخ والغبار، وسيبقى كذلك». خلال الأيام الأخيرة من حياته، تجمع الإيرانيون خارج المستشفى الذي كان يرقد فيه وظلوا ينشدون مقاطع من أغنية: «عصفور الفجر»، وهي أغنية فارسية عن عصفور ظل ينشد لوضع نهاية لليل القمع ومن أجل إطلالة يوم التحرير.
عند مدخل مقبرة بهشت الزهراء اصطف أفراد أمن مسلحون لإبعاد الحشود يوم الجمعة الماضي، لكن دون رادع، وظلوا ينشدون أغنية «عصفور الفجر» التي تعود إلى عام 1927 والحركة الدستورية، وعلى أنغامها أسدل الستار على حياة المايسترو، لكن كما قال أحد الإيرانيين: «روحه التقدمية ستظل تعيش فينا جميعاً».
كشفت وفاة شجريان عن مواقف بائسة يتخذها آية الله خامنئي تجاه الشخصيات السياسية والدينية والثقافية البارزة التي انتقدته في حياتها، وكشفت عن حقده الدفين على كل من يكتشف حقيقته.
لقد قدم عدد لا يحصى من الشخصيات الثقافية والسياسية البارزة تعازيهم وأشادوا بشجريان، لكن خامنئي ظل ساكتاً. ويذّكر هذا بموقف قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» في لبنان، حيث لم تأتِ على ذكر 3 من عمالقة لبنان عندما توفوا؛ هم: الشاعر الكبير سعيد عقل، والمطربة الرائعة صباح، وصاحب الصوت النادر وديع الصافي.
سلوك خامنئي له سوابق فيما يتعلق بوفاة كثير من الإيرانيين البارزين الذين تحدثوا ضده أو أساءوا إليه، فكان إما لا يعترف بموتهم كأنهم لم يكونوا، وإما يصدر تعليقاً مغلفاً بالسخرية.
يقول أحد الإيرانيين إن عدم قول أي شيء على الإطلاق يكشف عن أن خامنئي رجل يؤمن بالانتقام. بالنسبة إلى شجريان، تعامل مع موته بالصمت.
في السنوات الأولى بعد الثورة كانت لخامنئي علاقة أفضل مع شجريان مقارنة بمسؤولين آخرين؛ لأن كليهما يتحدر من مدينة مشهد. وفي تعزيته؛ قال الرئيس حسن روحاني إن خامنئي هو من قدمه إلى شجريان، لكن حُذف هذا الجزء من الفيديو لاحقاً. وقبل وفاة المايسترو، قرر مجلس بلدية طهران إعادة تسمية شارع في العاصمة الإيرانية باسمه تكريماً لشجريان، لكن الأمر لم يحدث، لأن المرشد عارض ذلك بقوة.
هذا الموقف الانتقامي ورثه خامنئي عن آية الله الخميني المؤسس الفعلي للجمهورية الإسلامية. كانت القيود المفروضة على مراسم الدفن والحداد ومنع تقديم التعازي هي طريقة عمل الجمهورية الإسلامية منذ البداية. منع الخميني مراسم تشييع كثير من رجال الدين البارزين الذين تحدثوا ضده. ومن أبرز الأمثلة على ذلك وفاة آية الله العظمى محمد كاظم شريعتمداري عام 1986، وكان طلب في وصيته أن يقرأ الصلاة على جسده آية الله رضا صدر، لكن الخميني أصدر أمراً باعتقاله، وأدى ذلك إلى احتجاجات من قبل السلطات الدينية ورجال الدين البارزين.
في بعض الحالات كان خامنئي يحاول أن يتجاوز حقده فتأتي تعزيته جوفاء. ففي عام 2002 بعد وفاة آية الله يد الله الصحابي؛ العضو البارز في حركة الحرية والبطل القومي بنظر الإيرانيين في حملة تأميم النفط الإيراني عام 1953، كان كل ما فعله خامنئي في التعزية أنه أشاد بقتاله ضد الشاه، رغم أن الصحابي بعد ثورة 1979 عمل وزيراً بلا حقيبة وكان نائباً لأربع سنوات، لكن دفاعه عن الديمقراطية والتعددية أدى إلى قطيعة بينه وبين النظام. كتب خامنئي: «بعد أن خرج من السلطتين التنفيذية والتشريعية لم تؤد خلافاته في الرأي مع النظام إلى جره إلى حفرة الحقد والانحياز». كانت رسالته موجهة إلى أبناء يد الله الصحابي بشكل عام، في حين أن نجل الصحابي؛ عزت الله الصحابي، وهو سياسي معارض ومعروف، تقدم معظم المسؤولين بتعازيهم إليه تحديداً. وفي الواقع؛ قضى يد الله الصحابي العام الأخير قبل وفاته وهو يحاول تأمين إطلاق سراح ابنه من السجن، وعندما توفي عزت الله الصحابي عام 2011 التزم خامنئي الصمت.
وعندما توفي آية الله حسين علي منتظري؛ الوريث المعين للخميني عام 2009، قال خامنئي في رسالة مصوغة بعبارات مزخرفة إنه يأمل أن يخضع منتظري لـ«تساهل الله بعد فشله في الاختبار»، وكان يشير إلى الانتقادات التي وجهها منتظري ضد عمليات القتل الجماعي للسجناء السياسيين عام 1988. لكن هذه الإشارة انقلبت غضباً على خامنئي وسارت مظاهرات في الشوارع منددة به.
وفقاً لتفسير في «ولاية الفقيه»؛ المبدأ التأسيسي للجمهورية الإيرانية، فإن «المرشد الأعلى ليس الوصي على الحياة فحسب؛ بل أيضاً على الموت، وليس فقط على المنزل في هذا العالم، ولكن أيضاً على مكان الراحة الأخير. ومثل أي شيء آخر في الحياة أو الموت؛ من يتم دفنه، وأين، ومن يهتم بالجثة، وأين يقع القبر... كلها تقع تحت سلطة المرشد الأعلى».
في السنوات الأخيرة، بدا الإيرانيون كأنهم ينتظرون وفاة مسؤول كبير كرجل دين ليلاحقوا رسائل تعزية خامنئي التي صارت تأخذ كثيراً من الاهتمام. ففي عام 2015 عندما توفيت شقيقة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، قدم خامنئي تعازيه لوالدتهما، ولكن ليس لخاتمي نفسه، وعندما توفيت والدة خاتمي أصدر المرشد رسائل مماثلة، لكن وجهها للعائلة ولم يوجهها إلى الرئيس الأسبق.
كما لم يقدم خامنئي تعازيه بعد وفاة عزت الله الصحابي عام 2011 وإبراهيم يزدي أول وزير خارجية للجمهورية الإسلامية في حكومة مهدي بازركان عام 2017؛ لا بل أطلق رجال الأمن الحصار على الجنازة، وتوفيت هالة الصحابي ابنة عزت الله بذبحة قلبية بسبب اشتباكات قوات الأمن مع المعزين. وهكذا يكون خامنئي تخلص من آية الله يد الله الصحابي، وابنه عزت، وحفيدته هالة، من دون تعزية.
مع السنين؛ إنما تدريجياً، تعلم الإيرانيون بشكل أفضل ما يفكر فيه خامنئي حول منتقديه، ومتى وكيف وما إذا كان يزعج نفسه في تقديم التعازي بعد وفاة من انتقده.
في شهر ديسمبر (كانون الأول) 1979، بعد أقل من سنة على انتصار الثورة، هدر صوت شجريان: «يا إيران يا أرض الأمل، لقد بزغ عليك صباح جديد». كانت الكلمات لهوشنغ ابتهاج؛ الشاعر الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بحزب «توده» الشيوعي. كلمات ابتهاج التي غناها شجريان ببراعة ارتكزت على مبادئ: «طريقنا هي طريق الحقيقة، طريق السعادة، الوحدة هي سر النصر».
في عام 2016، قال شجريان: «لم أرغب في دخول الأحزاب السياسية والسياسة. أريد أن أبقى فناناً وأعمل من أجل الناس وأخبر الناس بالحقيقة».
عندما وافته المنية يوم الخميس الماضي كان شجريان قد أثبت نفسه بصفته أهم فنان حي في إيران. لم يكن يُعدّ المايسترو الحقيقي للموسيقى الإيرانية فحسب؛ بل أصبح رمزاً وطنياً نادراً للوحدة، محبوباً من قبل الإيرانيين عبر جميع الخطوط التي فرقتهم. صار معارضاً مريراً وشرساً للجمهورية الإسلامية، بعد أن وجد أن النفور من السياسة ليس خياراً في بلاده. لذلك أرسل النظام شرطة مكافحة الشغب ضد أنصاره الذين تجمعوا أمام المستشفى الذي أسلم فيه الروح، وجددوا شعاراً ردده هو بفخر في شوارع طهران: «الموت للديكتاتور». ونتساءل: لماذا الديكتاتور لم يعزِّ به؟!
نقل جثمانه إلى مقاطعة خراسان رضوي شمال شرقي إيران، وهي موطن لبعض أفضل المواهب الموسيقية الإيرانية. ودفن بالقرب من مدينة مشهد، إلى جانب الشاعر الإيراني الكبير في القرن الحادي عشر: أبو القاسم الفردوسي.
كِبَرُ شجريان في حياته ككبره في مماته، لا تؤثر فيه رسالة تعزية، وصلت أم لم تصل من خامنئي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria