كورونا «احتل» العالم بهوية صينية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كورونا «احتل» العالم بهوية صينية!

كورونا «احتل» العالم بهوية صينية!

 الجزائر اليوم -

كورونا «احتل» العالم بهوية صينية

هدى الحسيني
هدى الحسيني

يوم الأحد الماضي، قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي، إنه مصرٌّ على اعتقاده بأنه من الجنون نشر الشائعات عن أن فيروس «كورونا» نشأ من مختبر عسكري تابع للولايات المتحدة، فردّ بذلك على المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، الذي روّج للمؤامرة. نأي السفير بنفسه عن تصريحات الخارجية الصينية رأى فيها الأميركيون إشارة مهمة من كبير ممثلي القيادة الصينية في الولايات المتحدة.

لقد أعرب كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب، عن غضبهم لمحاولة المسؤولين الصينيين نشر نظرية المؤامرة، لذلك يصر ترمب على تسمية «الفيروس الصيني»، خصوصاً أنه لا يوجد عالِم وبائي موثوق به في العالم أشار إلى أن الفيروس نشأ في أي مكان باستثناء الصين ومن الحيوانات التي تباع في سوق «ووهان».
ورغم الثناء على الصين بأنها نجحت خلال شهرين في السيطرة نسبياً على الوباء في «ووهان» بسبب الحجْر الكامل على المواطنين في منازلهم، فإن هذا لن ينقذها من تكلفة اقتصادية مرتفعة جداً. تضع البيانات آفاق الانتعاش الاقتصادي في موضع الشك وأسوأ بكثير من التوقعات. الأكثر إقلاقاً لأصحاب القرار السياسي في الصين بسبب الفيروس الذي اجتاح العالم وأغلق اقتصادات كثيرة وحجْر مليارين و300 مليون إنسان في بيوتهم، أن الضربة الاقتصادية الصينية بدأت. فوفقاً للمكتب الوطني للإحصاءات في الصين انخفض الناتج الصناعي بنسبة 13.5% خلال الشهرين الأولين من السنة، وهو أعمق انكماش مسجّل في مثل هذه الفترة، وانخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 20.5%، ولا يتوقف «الحبر الأحمر» عند هذا الحد، إذ انخفض قطاع البناء بنسبة 45%، وكذلك بيع المنازل 40%، والاستثمار العقاري والتجاري 16.3%، كما ارتفعت نسبة البطالة في المناطق الحضرية، وهو مقياس تتم مراقبته عن كثب من المسؤولين كونه يشكّل احتمالاً لاضطرابات اجتماعية، والبطالة وصلت إلى 6.3% في شهر فبراير (شباط) الماضي، أي ما يعادل فقدان 5 ملايين شخص لوظائفهم خلال شهرين.
البيانات مجتمعة تشير إلى انكماش حاد بنسبة 13% في الناتج المحلي الإجمالي خلال الشهرين الأولين من العام. تعطي هذه البيانات دلالات مهمة: أولاً، أنها أسوأ بكثير مما توقعه معظم المحللين، وثانياً، أنها أيضاً أسوأ بكثير مما اعتادت السلطات الصينية إبلاغه للرأي العام. يشرح محدِّثي مدى عمق هذا السوء، يقول: «كان الاعتقاد أن معظم الأثر الاقتصادي لفيروس (كورونا) سيكون محسوساً في الربع الأول، لكن الانتعاش سيصبح راسخاً بحلول الربع الثالث من هذا العام». يضيف: «ظن كثيرون أن الصين ستشهد انتعاشاً سريعاً على شكل حرف (V)، لكن عدة عوامل تخفف مثل هذا السيناريو، فهناك مسألة اللوجستيات، وهي إعادة الجميع إلى العمل على الرغم من أن البلاد عادت إلى طبيعتها خلال الأسابيع الماضية، وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أن عشرات الملايين من العمال معزولون عن عملهم، وقدّر أحد مديري الشركات أن المصانع لا تزال تعمل بنصف طاقتها».

ثم هناك مشكلة الاستهلاك، من المؤكد أن المستهلكين الصينيين سيبتعدون عن عبء الديون وسيعتريهم الخوف من احتمال فقدان وظائفهم أو الاضطرار إلى دعم أفراد من أسرهم فقدوا وظائفهم. وهذا لا يمثل إطار العقل الذي يُفضي إلى عودة صاخبة للنمو من خلال المستهلك في النصف الأخير من عام 2020.

ثم هناك التدهور السريع للشركاء التجاريين الرئيسيين للصين بسبب الوباء. إن كبرى وجهات التصدير للصين: اليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، كلها تعاني من تفشيه بدرجات متفاوتة، مع تزايد احتمال أن يصبح أكثر انتشاراً في الولايات المتحدة مع مرور الأيام. ثم إن الاتحاد الأوروبي مجتمعاً يمثل أكبر سوق تصدير للصين وهو أيضاً في خضم التخبط في الوباء مما سيؤدي حتماً إلى اهتزاز اقتصادي كالذي شهدناه في الصين.
إذن، وببساطة فإن احتمال أن يكون الانتعاش الصيني على شكل حرف (V) هو مجرد حلم. حتى إذا انتعشت، فلمن ستبيع والكل يتوقع انكماشاً عالمياً؟!
النتيجة الثانية المستخلصة من البيانات الاقتصادية الصينية هي أكثر إثارة لقلق السلطات الصينية، لأن أخباراً بهذا السوء غالباً ما تبقى بعيدة عن آذان الشعب الحساسة. وقد تكون هناك عدة أسباب لذلك القلق، لأنها تهز الدرجة العالية من الثقة الدعائية التي تعتمدها السلطات التي حاولت تبرئة نفسها من تفشي الفيروس في البداية من خلال التستر، وارتكبت أخطاء إدارية، وبوضعها الفيروس كقوة قاهرة سبّبت تداعيات اقتصادية تظهر الحكومة كمنقذ نهائي ستعمل على التعافي بسرعة. هذه الثقة المصطنعة ستتعزز أكثر ما دامت الدول الأخرى تفشل في الارتقاء إلى مستوى التحديات التي فرضها الفيروس. فهذه الدول الديمقراطية المنفتحة على الحريات فاجأها انقضاض هذا الفيروس على شعوبها، لكنها مع تزايد عدد الوفيات ستكون بمثابة أمثلة سلبية أمام إتقان الصين عدم السماح للوباء بالتفشي من خلال عملية حجْر الملايين من الناس وبسرعة.
هناك احتمال آخر لنشر هذه البيانات، هو أن السلطات تدرك أن المزيد من الألم الاقتصادي سيحمله عام 2020، فمن الأفضل إدارة توقعات الناس عن طريق الإبلاغ عن الأخبار السيئة في المقدمة.
إن أرقام شهر مارس (آذار) التي تؤكد جميع المؤشرات أنها ستكون سيئة بسبب الإغلاق، ستمثل هدفاً مغرياً للرقابة الحكومية، لأنها ستخبر ما إذا كان الرئيس شي جينبينغ نجح أم لم ينجح في التحكم بالواقع، خصوصاً أن الحزب الشيوعي الحاكم قلق بشأن الاضطرابات الكبيرة المحتملة في البلاد. الذي يبعث على الاعتقاد بأن قيادة الحزب الشيوعي الصيني متوترة هو اللجوء إلى نظرية المؤامرة.
من الواضح لبقية العالم أن الولايات المتحدة كمن «قبض عليها عارية» في ردة فعلها على هذا الفيروس، من هنا فإن نظرية المؤامرة التي حاولت الصين تسويقها أُبطلت بسهولة، وإن كان بعض العرب مصرّين على القول إن الحرب البيولوجية - الجرثومية التي شنتها الولايات المتحدة على الصين، أفلتت من السيطرة ووصلت إليها. لكن محاولات الحزب الشيوعي الصيني، كما عادة الأنظمة الشيوعية أرادت حشد الشعب حول عدو خارجي «مسمن». وكانت هذه كارثة علاقات عامة للرئيس شي والحزب الشيوعي الحاكم.
ومع هذا تصر بكين على المناورة من «أجل اغتنام الفرصة» التي أتاحتها مأساة الفيروس. يقول هان جيان، من الأكاديمية الصينية للعلوم: «حالياً تم احتواء فيروس (كورونا) في الصين، واستأنفت معظم المناطق العمل والإنتاج، لذلك من الممكن تحويل الأزمة إلى فرصة لزيادة الثقة والاعتماد في كل دول العالم على مفهوم (صنع في الصين)».
لكن بالنسبة إلى مئات الملايين من الناس في العالم أصبحت الثقة سلعة نادرة بعد انتشار الوباء المخيف.
مشكلة «التستر» الصيني كلّفت العالم ضحايا بشرية واقتصادية، إذ تم الإبلاغ عن أول ضحية رسمية لسلسلة فيروس «كورونا» في ووهان في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على الرغم من الأنباء عن الإصابات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (صحيفة «الغارديان» البريطانية 13 الشهر الجاري). ثم في 31 ديسمبر أبلغت لجنة ووهان الصحية المستشفيات عن التهاب رئوي لأسباب غير واضحة بعد بروز 27 إصابة. وأخيراً تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض الغامض.
في الداخل الصيني أصدر تشاو شيلين، الذي كان سابقاً أحد أفراد أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في الصين، رسالة علنية موجهة إلى الرئيس شي في 23 فبراير «مزّق» فيها كل الضوابط الاجتماعية الصارمة والرقابة على المعلومات والأخبار التي أدت إلى سوء التعامل مع تفشي فيروس «كورونا» المدمر. وقال شيلين لشي: «إن الخسائر لا حصر لها». وأضاف: «بسبب خطأ بشري فقدنا أهم نافذة ذهبية من الوقت لمكافحة الوباء».
وهكذا سقط العالم بسبب فخ التستر الصيني في نفق ضراوة عظمى.
وبسبب التستر الصيني، فإن الركود العالمي، ربما بأبعاد قياسية صار شبه مؤكد ويمكن أن يخسر العمال في جميع أنحاء العالم ما يصل إلى 3.4 تريليون دولار كمداخيل بحلول نهاية هذا العام.
إنها المأساة التي تجعل العيون مفتوحة ليل نهار والقلوب مستنفَرة على الأعداد من البشر التي ستسقط كل دقيقة لا كل ساعة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا «احتل» العالم بهوية صينية كورونا «احتل» العالم بهوية صينية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria