تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية!

تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية!

 الجزائر اليوم -

تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية

هدى الحسيني
بقلم - هدى الحسيني

أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ في أنقرة لإقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بوقف الحرب على أرمينيا. إلهامي علييف الرئيس الأذري رد كل دعوات وقف إطلاق النار ما لم تنسحب أرمينيا من إقليم ناغورنو كاراباخ.
بعد أحداث يوليو (تموز) الماضي (مقال الأسبوع الفائت) تجمعت حشود في باكو عاصمة أذربيجان مطالبة باستعادة ناغورنو كاراباخ، ثم وقع الصدام الحالي، ما جذب الانتباه المتجدد من القوى الإقليمية مثل روسيا وتركيا. الوضع الآن في حالة تصعيد يحمل خطراً حقيقياً لحدوث صراع جيو - سياسي أوسع.
ناغورنو كاراباخ منطقة جبلية صغيرة في القوفاز تقع داخل الأراضي الأذربيجانية، لكن تحكمها سلطة ناطقة بالأرمينية نصَّبت نفسها بنفسها، وهكذا فإنَّ الصراع يتضمن بعداً عرقياً واضحاً. الأذريون هم من المسلمين الشيعة الناطقين بالتركية، في حين أن الأرمن من المسيحيين الأرثوذكس، ومع ذلك فإنَّ كلاً من أرمينيا وأذربيجان دولتان صغيرتان في القوقاز محصورتان بين ثلاث دول أقوى بكثير: إلى الجنوب الشرقي تقع إيران، وفيها جالية أذرية كبيرة، وتحافظ على علاقات جيدة مع باكو بسبب العقيدة الشيعية المشتركة. إلى الشمال، باستثناء جورجيا التي عانت من صراعات عرقية طويلة الأمد توجد روسيا، وهي بالتأكيد الدولة التي تمتلك القوة العسكرية الأكبر. لموسكو حصص في كل من باكو ويريفان عاصمة أرمينيا، كما أنها منخرطة اقتصادياً في أذربيجان الغنية بالمواد الهيدروكربونية، ولكنها كدولة أرثوذكسية، صديقة لأرمينيا ولديها قاعدة عسكرية في غيومري- أرمينيا. وفي الواقع إن أرمينيا هي جزء من «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي ترعاها روسيا، وتعكس بنودها التأسيسية آلية الدفاع المشترك المنصوص عليها في المادة 5 من معاهدة الناتو. وتنص المادة 4 من «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» على أنه إذا تعرضت إحدى الدول الأعضاء للعدوان فسوف تعتبره الدول الأعضاء بمثابة عدوان عليها جميعاً. لكن هذه المعاهدة لا تغطي ناغورنو كاراباخ، حيث إنها معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان التي ليست في «معاهدة الأمن الجماعي». وأخيراً تحد الدولتين إلى الغرب تركيا العضو في حلف الناتو والمؤيدة للأذريين على أساس التراث التركي المشترك.
يسلط هذا المشهد الضوء على التعقيد الجيو - سياسي لمنطقة القوفاز - التي تُعد أيضاً منطقة عبور مهمة لخطوط الأنابيب - ويفسر ردود فعل القوى المختلفة على اندلاع أعمال العنف مؤخراً. لقد دعت روسيا إلى ضبط النفس وعرضت التوسط، وكذلك فعلت إيران، لكن الأطراف المتحاربة رفضت العرضين.
كل من موسكو وطهران متورطتان في صراعات أخرى. الأولى في أوكرانيا وسوريا وليبيا، والثانية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولا تريدان اشتباكاً مسلحاً آخر قريباً جداً من بلديهما ما قد يضر بمصالحهما الاقتصادية عبر تعطل البنية التحتية للطاقة في القوفاز. يضاف إلى ذلك، أنَّ كلتيهما لهما أسباب لتجنب الصراع: إيران لا تريد تصعيداً قد ينتهي به الأمر إلى إشراك أذربيجان الإيرانية، ثم إن روسيا إذا طلب منها التدخل على أساس «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» تشعر بالقلق من أي عمل تركي محتمل لدعم أذربيجان، لأن احتمال خوض معركة مباشرة مع تركيا يحمل خطر إدخال حلف الناتو في اللعبة.
في الواقع وخلال المناوشات الأولية في شهر يوليو الماضي بين القوات الأرمينية والأذرية، أعربت أنقرة بالفعل عن استعدادها لحماية أذربيجان، وحالياً بعد وقت قصير من التبادل المسلح الأخير، كررت هذا الالتزام مما أثار خلافاً دبلوماسياً جديداً مع قوة غير إقليمية هي فرنسا.
سارعت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الرد عندما بدأ القتال، وتستضيف فرنسا جالية أرمينية كبيرة وفعالة، لكن سبب تحرك ماكرون ينبع على الأرجح من تدهور علاقة فرنسا مع تركيا المصرة على فرض نفوذها على ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
في شرق البحر المتوسط تضغط تركيا على مطالبات بحرية مثيرة للجدل، وبقوة عسكرية، إذ قامت قبل فترة سفينة حربية تركية بتفعيل رادار استهدف وحدة فرنسية، وفي وقت لاحق بعدها أرسلت سفينة استكشاف التنقيب برفقة فرقاطات لإجراء عمليات مسح في المياه المعترف بها دولياً على أنها خاضعة لليونان، فأرسلت فرنسا مقاتلتين من طراز «رافال» وسفينة حربية إلى المنطقة، ثم وقَّعت صفقة بيع أسلحة جديدة مع اليونان.
عندما اندلعت الاشتباكات الأخيرة في كاراباخ دعت باريس إلى وقف الأعمال العدائية، لكن القضية سرعان ما تحولت إلى خلاف آخر مع أنقرة في 30 سبتمبر (أيلول)، إذ قالت أرمينيا إن طائرة إف - 16 تركية أسقطت لها طائرة سوخوي - 25. بالطبع نفت أنقرة الأمر، وقالت: ينبغي على أرمينيا الانسحاب من الأراضي الواقعة تحت احتلالها بدلاً من اللجوء إلى حيل الدعاية الرخيصة، عندها أعلنت فرنسا أنها قلقة للغاية من الرسائل الحربية التركية، التي في نظرها ستشجع الأذريين على الاستيلاء على ناغورنو كاراباخ، فردت أنقرة بتحدي أنها على استعداد تام لفعل ما هو ضروري لمساعدة باكو في الميدان وعلى طاولة المفاوضات حتى تتمكن من استعادة أراضيها المحتلة.
من الواضح أن القضية قد اتخذت بعداً دولياً أوسع، وإذا استمرت الحالة في القوقاز في التصعيد، فإنَّ التبعات سيتردد صداها إلى ما هو أبعد من المنطقة.
إنَّ إصرار تركيا على دعم أذربيجان يثير مخاوف بشأن عملية عسكرية تركية وشيكة ضد أرمينيا. وكما ذكرنا، فإنَّ أرمينيا جزء من «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، التي تنص على أن الهجوم على عضو واحد سيعتبر عدواناً على الجميع، وهذا يعني أنه إذا تعرضت أرمينيا للهجوم ولم تتدخل موسكو، فإنَّ مصداقية «معاهدة الأمن الجماعي» التي ترعاها، ستنهار، وكذلك صورة روسيا كقوة عظمى، وهو الشيء الذي يستمد منه الرئيس فلاديمير بوتين شرعيته السياسية في الداخل. لكن هجوماً روسياً مباشراً على الأراضي التركية قد يدفع أنقرة - رغم التوترات الأخيرة مع أعضاء كثيرين في حلف الناتو - إلى تفعيل آلية الأمن الجماعي التابعة للحلف.
إن التذرع بالمادة 5 بهذه الطريقة وفي عمل الاعتداء التركي، من شأنه أن يؤدي إلى معضلة دبلوماسية للحلف ولقوته الرائدة، الولايات المتحدة بشكل أساسي، فهل يقدم المساعدة لتركيا ويخاطر بحرب مع روسيا المسلحة نووياً، أو يتخلى عن الأتراك الذين صارت مهمتهم زرع المشاكل في كثير من الدول - وهذا يكون بضغط اللوبي الأرميني القوي في أميركا - ويتسبب أيضاً بتقويض مصداقية الناتو بشكل خطير. إن طموح تركيا لإشعال حرب يتورط فيها حلف الناتو، سيشعرها بأنها انتصرت عليه بما يتضمن من دول أعضاء.
الذي قد يخفف الهيجان التركي أنه لا توجد رغبة لأحد في خوض حرب بسبب إقليم ناغورنو كاراباخ، لأنه لا توجد مصلحة كبيرة لأي دولة في هذه القضية، لذلك فإنَّ النتيجة النهائية الأكثر ترجيحاً هي تسوية تفاوضية ربما بوساطة أطراف محايدة نسبياً، مثل الاتحاد الأوروبي، وربما حتى روسيا نفسها. ومساء الاثنين الماضي، دعا وزراء خارجية روسيا وأميركا وفرنسا إلى تهدئة الصراع.
على كل، إذا لم تشمل الاشتباكات أراضي أرمينيا أو تركيا، فلن يكون هناك أساس قانوني لدعوة أي من الحلفاء إلى التدخل عسكرياً، لأن هذه الأراضي تقع خارج النطاق الجغرافي لمعاهداتهما، ثم وهذا الأهم، لا يزال بإمكان روسيا وتركيا القتال بوسائل غير مباشرة وصراعات أخرى بالوكالة.
الصراع يتصاعد محلياً. أذربيجان تشعر بقوة تسليحها من إسرائيل وتركيا، وأرمينيا تشعر بأنها متروكة من العالم. لن يتحول إلى صراع أوسع بين قوى عظمى، ومع ذلك فمن الواضح أن الأهمية الأساسية للاشتباكات الجارية في كاراباخ، لا تنبع من المكاسب الإقليمية المحلية، بل من قدرة الصراع على إشعال حرب أوسع بين أنظمة التحالف المتعارضة.
الآن كندا علَّقت مبيعات الأسلحة إلى تركيا بسبب استعمالها في أذربيجان. إردوغان يعرف أنه ليس من أجله ستشتعل حرب عالمية ثالثة، حتى لو اشتعلت فإنَّ السلطنة لن تعود ولن يكون سلطاناً.
‎يسأل طفل جدته وهما يسيران هرباً من كاراباخ إلى يريفان، لماذا هي خائفة كل هذا الخوف من إردوغان الذي قال في حرب سوريا إن تركيا لم ترتكب مذبحة مدنية في التاريخ. وتطلب منه الجدة أن يتذكر التاريخ: الإبادة الجماعية للأرمن عام 1914، والإبادة الجماعية الآشورية عام 1914، ومجاعة جبل لبنان عام 1915، والإبادة الجماعية اليونانية 1913، ومجازر الحميدية عام 1894، ومجازر ديار بكر 1895، ومذبحة باتاك 1876، ومجزرة إدلب 1850، ومجزرة أضنة 1909.
‎إردوغان يحب استرجاع التاريخ، لكن التاريخ ليس كله ناصعاً، قديماً كان أو حديثاً. فهل تعطي أذربيجان الغطاء لتركيا، وبحجة محاولة استرجاع كاراباخ، ويشهد العالم المشغول، مجزرة جديدة أو تطهيراً عرقياً!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria