صينيون يقاتلون مع داعش
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

صينيون يقاتلون مع "داعش"!

صينيون يقاتلون مع "داعش"!

 الجزائر اليوم -

صينيون يقاتلون مع داعش

هدى الحسيني

يقول صياد السمك النيجيري يانايه غريما، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه ظل مختبئا في حفرة تحت أوراق الشجر لثلاثة أيام، ومقاتلو «بوكو حرام» يعيثون في قريته «باغا» تدميرا وحرائق. كان يسمعهم ليلا يتبادلون «النكات» عما اقترفته أيديهم. وعندما اقتربت الحرائق من بيته خرج من مخبئه ليلا وظل يركض في الاتجاه المعاكس للهجوم. يقول: «على طول 5 كيلومترات كنت أركض على الجثث».

هجوم «بوكو حرام» هذا وقع في 3 يناير (كانون الثاني) الحالي. المؤلم أن قليلين في العالم سمعوا صوت غريما، فهو أفريقي. أوروبا تدمع، أما أفريقيا فتنزف. ثم وقعت مجزرة «شارلي إيبدو» في باريس، وشعر العالم كله بأنه صار على فوهة بركان الإرهاب. شقيقان من تنظيم القاعدة، والمتواطئ الثالث من تنظيم داعش. وقع ذلك يومي الأربعاء والجمعة الماضيين، ومساء السبت بثت إذاعة الـ«بي بي سي» باللغة الإنجليزية ضمن برنامج «الدولة الإسلامية: الوحشية والبيروقراطية» مقابلة مع من أطلقت عليه اسم «أيمن الدين»، الذي انضم إلى «القاعدة» عام 1997، ثم سقطت كل أحلامه عندما خاضت «القاعدة» غمار الإرهاب.

خطورة ما قاله «أيمن الدين» تجعله يستحق أن يُنشر ويعمم، خصوصا أنه مستمر في اتصالاته مع قادة في «داعش» عبر «الواتس أب». بالنسبة إلى التجنيد والسلاح والمال «داعش» أقوى بمائة ضعف عما كانت عليه «القاعدة». أحد أصدقاء «أيمن الدين» قاض في إحدى محاكم «داعش» الشرعية في الرقة، في الثلاثينات من العمر ويفخر بأنه أصدر 34 حكما بقطع الرأس، والصلب والجلد.

يعكس هذا القاضي سلطة ظالمة تحررت من كل مسؤولية من خلال تفسيرها الخاص للآيات القرآنية. هناك شعور عند متشددي «داعش»، يمكن وصفه بالنخبوية الانعزالية التي تحرر اضطرابهم العقلي. هناك الكثير من المضطربين عقليا، وما يمنعهم من إيذاء الآخرين هو الضمير والإحساس بالذنب، لكن في حالة هؤلاء المتشددين، كما يقول «أيمن الدين»، فإذا قيل لهم إن بإمكانهم قطع الرؤوس، وقتل الأعداء، وإحراق القرى، أثناء خدمتهم للقضية، فإن «الله سيكافئكم في الحياة الآخرة». إن هذه الوعود تصنع العجائب في تحرير هؤلاء من أي شعور بالذنب.

يقول «أيمن الدين»، لهذا لا يرى هؤلاء أنفسهم جزءا من هذا العالم، بل من عالم جديد أكثر «نقاء». يروي حوارا جرى بينه وبين القاضي حول تكفير واعتبار كل من لا يقدم لهم البيعة عدوا يجب قتله. سأله: «هل تقصد أن تقول إن 50 إلى 60 ألف مسلم على حق، وإن مليار ونصف المليار مسلم على خطأ؟»، فكان الجواب صاعقا حيث قال: «تذكّر أن الله أباد كل البشرية من أجل 12 مؤمنا مع النبي نوح (عليه السلام)، ووضعهم في السفينة. نحن السفينة للبقاء». ثم أضاف: «إن الله أعطانا مثلا لنتبعه».

هذا التفكير مخيف، ويؤكد أن «داعش» إذا ما حصل على قدرات طائلة أو حصل في المستقبل على سلاح كيماوي أو نووي فإنه سيستعمله من غير تردد.

المتعصبون في «داعش» تشدهم «الرؤى الرهيبة». هناك نبوءات تتحدث عن أفغانستان، وجيوش التشدد في اليمن والعراق وشمال أفريقيا وأخيرا سوريا، لهذا يوجدون في كل هذه الأماكن، إنما تبقى سوريا هي الأهم في النضال، وهي جوهرة التاج للحركات المتشددة، إذ حسب اعتقادهم فيها ستدور المعركة الحاسمة التي تمهد لإقامة الخلافة. هذا الاعتقاد جعلهم يستعدون لسوريا، ورأوا في بداية الأحداث هناك أن «يد الله» تمهد الطريق لهم، لذلك كان تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا، وكان أول ما أرادوه إقامة الخلافة، لذلك انقسموا عن «القاعدة».

جذور تنمية فكرة الخلافة تعود إلى أبو مصعب الزرقاوي، الذي قاد «القاعدة» في العراق وتسبب في أسوأ المعارك المذهبية. عام 2006 جاء مقتله إنما بعدما كان وضع أسس الخلافة. يقول «أيمن الدين» إن مئات الملايين من الدولارات سرقت من المصرف المركزي في بغداد. وحملها نقدا قصي وعدي ابنا صدام حسين، لكن أثناء هربهما اعترضهما رجال الزرقاوي. لم يستعملوا المال لشراء الأسلحة، بل ليكونوا رجال أعمال شرعيين، فاشتروا المقاهي والمطاعم ومحلات الجزارة والخياطة وكل المحلات القريبة من مراكز حكومية وعسكرية وأمنية من أجل التجسس وتجنيد موظفين من هذه المراكز. تخطيطهم هذا ساعدهم على الهجوم على سجن «أبو غريب» عام 2013 وتحرير 2500 متشدد، كذلك حرروا مساجين من سجون أخرى ممتدة من الموصل حتى الرمادي.

يضيف: «لا يمكن احتلال ربع العراق وثلث سوريا من دون بنية تحتية صلبة من التمويل والاستخبارات. شبكة أعمال (داعش) تشمل الآن حقول نفط تنتج الوقود للاستهلاك المحلي وللبيع في السوق السوداء. لكن الأمر يتطلب خبراء فنيين في خدمة (دولة داعش) ».

بعد الإطاحة بصدام حسين، اتخذت الإدارة الأميركية آنذاك قرارا كارثيا بحل الجيش العراقي، وطرد كل موظفي الحكومة، وبدأت الأحزاب الجديدة التي شكلت حكومات أعوام 2004 و2005 تطرد أساتذة الجامعات من كل اختصاص لأنهم كانوا بعثيين. صاروا بحاجة للمال والانتقام وصار لـ«دولة داعش» طاقم قوي من المهندسين النفطيين والمخططين الماليين والأطباء ورجال الأعمال. كبار بعثيي صدام حسين هم الآن أساسيون في «دولة داعش» التي «تحكم 8.5 مليون نسمة» بقيادة أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه الخليفة.

وحشية البغدادي قزّمت أعمال كل من سبقه، ومع ذلك فإن المتشددين تواقون لاتباعه. هناك 20 ألفا جاءوا من الخارج إلى سوريا والعراق من عدد كبير من الدول العربية والأجنبية. وحسب «أيمن الدين» فإن الهدف تقوية الصفوف وإثبات أن «دولة داعش» إسلامية وليست عربية أو أي صفة أخرى. إنما يشكل العراقيون والسوريون الكتلة الأكبر من المقاتلين يليهم خليجيون وتوانسة ومصريون وأتراك، وهناك أيضا مسلمون صينيون.

عن هؤلاء يقول «أيمن الدين»: «هناك المئات منهم توجهوا من تركيا التي استوعبت نحو 400 ألف مسلم صيني هربوا في نهاية الخمسينات من مقاطعة سنجانغ، ولا يزال (الأويغور) يلجأون حتى الآن إلى تركيا. بالنسبة إليهم الصين تريد الاستثمار في النفط العراقي، ثم يهمهم اكتساب التدريب والخبرات العسكرية كي ينقلوا التشدد لاحقا إلى الصين».

هؤلاء المجندون مهمون لدولة «داعش»، لأنهم يوفرون التمويل الخارجي عبر نظام يدعى «تجهيز الغازي». هذا النظام دعم المجموعات المتشددة طوال العقود الثلاثة الماضية. لأن كل متشدد على وشك الخروج يحمل إضافة إلى مال التجهيز تبرعات بنحو 10 آلاف دولار يقدمها لقادة «داعش» لدى وصوله. فإذا وصل إلى «داعش» كل شهر ألف متطوع يحملون هذا المبلغ فهذا يعني 10 ملايين دولار، وخلال عام 120 مليون دولار.

أثارت العالم السرعة التي سيطر بها «داعش» على مناطق واسعة وحافظ عليها. نشر التنظيم شبكات من رجال الأعمال يعملون سرا في العراق، وهناك شبكات أخرى في تركيا حيث أقام «داعش» عدة شركات فيها لاستيراد أسرّة للمستشفيات ومعدات طبية وأدوية. ثم هناك، حسب «أيمن الدين»، الكثير من المتعاطفين الأتراك مع «داعش»، وإلى حد ما في الأردن وفي كردستان العراق، وأغلب هؤلاء يمارسون التجارة من استيراد وتصدير.

يبدو أن الحكومة التركية غير فعالة في مقاتلة «داعش»، يقول «أيمن الدين»: «لا أحد مستعد لأن يهب لنجدة تركيا عندما ستواجه تبعات تفكيك مصادر تمويل (داعش)، ولأن (داعش) يمكنه وبسهولة شن حملة إرهاب في تركيا تضرب السياحة وتعرض الاقتصاد التركي لانهيار رهيب الوقع».

على الرغم من البشاعات التي ترتكبها «دولة داعش»، هناك من يصمت على أساس أن معتقداتها دينية، لذلك يقول «أيمن الدين»: «يجب مواجهة هؤلاء وكشف زيفهم. يجب أن نكشفهم آيديولوجيًا ودينيًا. إذا ظل التركيز على الجبهة العسكرية، وتم نسيان أن هناك معركة توضيح ديني يجب تحقيق الانتصار فيها، ليس فقط باللغة العربية، بل أيضا باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية وحتى الصينية، فلا أمل للحملة العسكرية التي إذا قتلت 7 اليوم يأتي مكانهم في اليوم التالي 14»!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صينيون يقاتلون مع داعش صينيون يقاتلون مع داعش



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria