الدين والسياسة دروس من تجربة الاتحاد الأوروبي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الدين والسياسة.. دروس من تجربة الاتحاد الأوروبي

الدين والسياسة.. دروس من تجربة الاتحاد الأوروبي

 الجزائر اليوم -

الدين والسياسة دروس من تجربة الاتحاد الأوروبي

بقلم : مأمون فندي

تبدو فرضية مباَلغ فيها أن نقول إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاء بدافع ديني، لكن برنت نيلسون وجيمز غوس في كتابهما «الدين والصراع على وحدة أوروبا» أو الحدود الثقافية للاتحاد الأوروبي، الذي نشرته جامعة جورجتاون عام 2015 ،يطرحان مقولة مفادها أن الكاثوليك هم أهل اتحاد، بينما البروتستانت هم أهل تفرقة، أو بصورة أدق داخل الديانة المسيحية وفي التجربة الأوروبية يبدو البروتستانت وكأنهم يؤمنون بالدولة الوطنية أساسا للنظام الدولي المستقر، بينما يرى الكاثوليك أن الاتحاد ما فوق الدولة الوطنية كتجربة الاتحاد الأوروبي هو عامل الاستقرار الأساسي. ترى هل يمكننا أن نطرح فرضية مثل هذه للحديث عن الشيعة والسنة داخل البيت الإسلامي مثلا، حيث يكون السنة هم من يؤمنون بالدولة الوطنية والوضع الراهن quo status ،بينما يؤمن الشيعة بفكرة الطائفية وما فوق الدولة والعمل الثوري من أجلها؟ وكيف نفهم فكرة الخلافة عند السنة فيما سبق تاريخيا، وهل هناك فرق بين إسلام الدولة السنية الذي يركز على وحدة الدولة، وبين راديكالية الجماعات السنية المتطرفة، التي ما زالت تحلم بالخلافة؟ أم أن فقه الدولة الوطنية لم يتطور عند أي من الطائفتين؟ أعتقد أن نقل هذه الفرضية إلى فضاءات الإسلام السياسية وتاريخ بناء الدول، أمر محفوف بكثير من المخاطر رغم أهمية الحراك الفكري الذي قد تحققه هذه الفرضية المثيرة للجدل.

بالطبع داخل الخيمة المسيحية كانت هناك محاولات دائمة لإقحام العوامل الثقافية ومنها الدين، الذي تعتنقه مجموعة ما في فهم السلوك السياسي للجماعات والدول؛ إذ كتب ماكس فيبر كتابه الشهير «الأخلاق عالم نشره كتاب وهو The Protestant Ethic and the Spirit of Capitalism «الرأسمالية وروح البروتستانتية الاجتماع الكبير عام 1905 ،أي منذ أكثر من قرن من الزمان والذي طرح فيه مقولته الشهيرة، التي تدعي أن أساس ظهور الرأسمالية في أوروبا هو الأخلاق البروتستانتية التي تعلي من قيمة العمل، طرحَرآه المثقفون من الكاثوليك بأنه متحيز ضدهم، ويعكس رؤية ماكس فيبر البروتستانتي ضد الطائفة الكاثوليكية داخل البيت المسيحي.

فكرة فيبر الآن يتبناها المؤلفان نيلسون وغوس من خلال تطبيقها على السياسة لا على الاقتصاد وحده، وهي قراءة ثقافية لسلوك الدول تحاول التفسير من خلال عوامل آيديولوجية يكون الدين أحد أعمدتها.

فتصاعد تيار اليمين الديني في بريطانيا مثلا، هو الذي أدى إلى خروجها من الاتحاد الأوروبي، فهل سيفعل الدين الشيء نفسه بفرنسا مع تصاعد تيار ماري لوبين؟ هذه القراءة الثقافية تفتح كوة جديدة من النور للبحث في الدوافع الثقافية التي أوصلتنا اليوم إلى ما يمكن تسميته الصراع على روح الاتحاد الأوروبي، وما يصاحبه أيضا من صراع على هوية أوروبا الثقافية.

ولكن تبقى الأسئلة الأكبر والخاصة بطبيعة التحديات التي خلقت جوا من البلبلة في عقل صناع السياسة4  غِّرد اليوم. فمثلا تعود القادة العسكريون في السابق وخصوصا في أميركا وأوروبا على مواجهة تحديات محددة، مثل الاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة، أو حتى المنافسة مع روسيا والصين اليوم رغم أنهما (أي روسيا والصين) في مستوى منافس حقيقي مع الولايات المتحدة حتى الآن، ولكن التعود على الصراعات التقليدية، ربما هو الذي أوصلنا إلى حالة الارتباك الحالية التي تبحث في الجذور الثقافية لتهديدات غير تقليدية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وكل الجماعات الإرهابية المسلحة بتكنولوجيا العصر.

هذه المساحات الرمادية الغامضة في تفسير ما يحدث من حولنا مما يبدو وكأنه انهيار العالم، ربما هي التي تدفعنا إلى مثل هذه التفسيرات، أم أن هناك بالفعل تفسيرا ثقافيا لما يحدث يكون الدين أهم عناصره؟ هل ما حدث في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا من قبل وكذلك أميركا هو الذي دفعنا إلى هذا النوع من الأبحاث، أم أن هذه التهديدات غير التقليدية لا تفسير لها سوى الدين والثقافة؟ في مقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا مع شبكة «سي إن إن» لم يتردد في وصف الإرهاب بـ«الإسلامي»، وقال إنه مسلم ويقول ذلك، فهل هذه جرأة تستحق التقدير، أم أنه تفسير تفرضه تحديات المجتمع والدولة في مصر؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل هو إرهاب سني أم شيعي أم كلاهما؟ أم أن التفسير الثقافي وحده لظاهرة الإرهاب، هو تفسير ناقص يتجاهل الدوافع السياسية والاقتصادية للظاهرة؟ أتصور أن نقل هذا النوع من الحوار حول الدين ودوره في تماسك الدولة الوطنية أو تفكيكها، لهو أمر جدير بالتدبر، رغم أنه وحده لا يفسر لماذا تنهار الدول في محيطنا، ولا يفسر لماذا يفشل المسلمون في تكوين اتحاد أوسع، كما أنه لا يفسر تماسك بعض الدول الإسلامية وانهيار بعضها الآخر.

اللحظة العالمية التي نعيشها تطرح تحديات كبرى للباحثين والساسة لمعرفة أسباب حالة التوتر والسيولة في العلاقات الدولية اليوم، ولكن في عالمنا العربي من يتعرض لهذه الحوارات هم أقل الناس تأهيلا للاستمرار في نقاش منطقي مطول يأخذنا إلى نهاية منطقية. أنه شيء أشبه بعنوان رواية الأميركي دون داليليلو الموسومة «الضوضاء البيضاء» noise white وحتى تقل الضوضاء ويرتفع صوت العقل المدرب، نبقى في حالة ضبابية فكرية لا تأخذنا إلى تلك الجرأة الأوروبية في طرح الأسئلة الصعبة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين والسياسة دروس من تجربة الاتحاد الأوروبي الدين والسياسة دروس من تجربة الاتحاد الأوروبي



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 06:53 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

متجر "فاشي" في لندن يتيح تصميم المجوهرات حسب الطلب

GMT 13:04 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ظهور نسخة جديدة من كيا موهافي في ألمانيا

GMT 11:42 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

خالد مسعد يؤكد اعتزازه بعمله كسائق أجرة

GMT 06:49 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس تحارب الشتاء من خلال إطلالة مثيرة

GMT 05:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إضافة اللوحات المطبوعة إلى الحائط يعد فكرة مميزة

GMT 20:55 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ميسي يتمنى الفوز بلقب كأس العالم 2018 في روسيا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria