موت الأفكار الكبيرة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

موت الأفكار الكبيرة؟

موت الأفكار الكبيرة؟

 الجزائر اليوم -

موت الأفكار الكبيرة

بقلم : مأمون فندي

رغم أن الجميع يشهد أن عالمنا العربي في مفترق طرق ويواجه تحديات كبرى؛ ثقافية وحضارية ومن بعدهما اقتصادية وسياسية٬ فإن الأفكار الكبرى التي يمكن أن . استعاض العرب عن الأفكار الحية بالمقالات القصيرة في الصحف السيارة٬ وكذلك تصلح الأوضاع يبدو أنها غائبة٬ أو يمكن القول إن الأفكار الكبيرة قد ماتت تماماً التغريدات والكتابة على صفحات «فيسبوك»٬ أو شبه لهم.

وقبل الحديث عن موت الأفكار الكبرى التي أنتجها العرب في حقب مختلفة؛ آخرها كانت فكرة القومية العربية التي أ ّرخ لها بشكل سردي مدهش المرحوم ألبرت حوراني٬ المستشرق الإنجليزي من أصل لبناني في كتابه المشهور «الفكر العربي في العصر الليبرالي». تتبع حوراني الجذور الفكرية للقومية العربية بالتركيز على لبنان ومصر كبلدين أساسيين في تطوير هذا الفكر٬ ويعتبر الكتاب نوعاً من التأريخ الفكري٬ حيث تتبع حوراني حركة الأفكار عبر الزمان من العهد العثماني٬ مروراً بعصور الاستعمار والاستقلال حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي ذلك الكتاب عرض حوراني بإمتاع للأصول الثقافية للقومية العربية٬ الفكرة من المقال هنا ليست لكتاب ألبرت حوراني الذي يعد من الكلاسيكيات الآن٬ بقدر ما هي طرح للقارئ عن موت الأفكار الكبيرة في الفترة التي نحياها الآن أو فترة ما بعد الاستعمار. عرضاً وهنا أنا أفضل عبارة «ما بعد الاستعمار» على عبارة «ما بعد الاستقلال»٬ ذلك لأن أمر الاستقلال غامض في أحسن تقدير. النقطة التي أود إثارتها هي أن كل ما هو للمشكلات الآنية٬ شيء أقرب إلى عقلية السباك

معروض تقريباً لا يرتقي إلى مستوى الأفكار الكبرى٬ بقدر ما هو عنقود من الأفكار التكتيكية الصغيرة التي تتلمس حلاً منها عن واضع الخطة الاستراتيجية لخطوط المياه وبدائلها في عاصمة كبرى. ولكن المشكلة الحقيقية ليست في موت الأفكار الكبرى بقدر ما هي مشكلة مستهلكي الأفكار الصغيرة من نخبنا السياسية الحاكمة٬ الذين ينبهرون في الأغلب الأعم بالأفكار الصغيرة٬ ولكن متى ما صفقوا لها وتداولتها مجالسهم٬ شبه للعوام أنها أفكار كبرى أو لا تقل.

عندما نتحدث عن موت الأفكار٬ فنحن هنا نتحدث بصورة مجازية٬ وليس المطلوب الآن طرح أفكار جديدة للرد على دعوة هذا المقال٬ بقدر ما هي دعوة لقراءة متأنية في الأسباب التي أدت إلى حالة الاضمحلال والركود الفكري السائدة.

بداية٬ الأفكار اليوم ليست حكراً على منطقة جغرافية بعينها أو جنس معين من البشر٬ كأن تقول إن الأفكار ماتت في المنطقة العربية أو ماتت عند العرب٬ فهذا تبسيط فيه خلل كبير. لكنه يمكننا أن نتحدث عن حركة الأفكار وعن جغرافيا الأفكار في عالم تسود فيه وسائل التواصل والإعلام السريع. ومع ذلك٬ تبقى الأفكار النابعة عن الماضية على الأقل٬ لا تستحق كثيراً من الاهتمام لما فيها أولاً من تكرار فج لأفكار عالمية مطروحة٬ أو لكونها مجرد شذرات أفكار المنطقة العربية خلال العشرين عاماً لا تصمد أمام أي اختبار دقيق.

وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة خلقت محيطاً من أشباه الأفكار التي بدت للبعض كأنها أفكار خلاقة لمجرد تكرارها أو مشاركتها على برامج «واتساب» و«فيسبوك» و«تويتر». عندما يصبح الوهم حقيقة لمجرد تكراره أو أن تلوكه الألسنة في الفضاءات الإعلامية المختلفة٬ فتأكد أنك تعيش ضمن حضارة أصابها داء الانحطاط. كما أن واحدة من مشكلات وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أنها أصبحت منتديات مغلقة لمن يتشاركون فيها. أي أن الانفتاح ليس صفة وسائل الاتصال الجديدة٬ بل الانغلاق هو الأساس٬ إذ يتحدث كل منا مع من يشبهه في الأفكار٬ وليس من يتنافر معه٬ ومن هنا أقول بالانغلاق لا الإطلاق.

المنحى الثوري الذي حدث عام ٬2011 كان من الإمكان أن ينتج أفكاراً كبرى حول تنظيم المجتمعات وقيمها الجديدة٬ ولكنه وبدخول القوى التقليدية عليه أصبح منحى انتقام حتى جاءت الثورات المضادة بانتقامها أيضاً٬ وخير مثال على الثورة المضادة وقدرتها على التخريب٬ هو ما قام به نظام علي عبد الله صالح في اليمن. النقطة هي . ثورة أفكار كبرى

أن ما عرف بالثورات أو الربيع كانت ثورات حركة على الأرض٬ وتبنت شظايا الأفكار على حساب الأفكار الكبيرة. الثورة تحدث في الرأس أولاً ملهمة كشعار الثورة الفرنسية الذي تلخص في المساواة والإخاء والحرية. وكان لكل هذه الأفكار من ينظرون لها من الفلاسفة. أما عندنا فكانت شعارات بلا أساس فلسفي. كانت ثورات في مجتمعات متخلفة.

أساس التخلف هذا كان نتيجة لغياب الأفكار الكبرى. المجتمعات التسلطية وبعقلية الزحام تجعل من أكثر الأمور تفاهة٬ كأنها أفكار كبرى٬ وهذا ما سماه الماركسيون تزييف الوعي أو الوعي الكاذب٬ الذي يصور للإنسان السراب كأنه الماء. عقلية الزحام تزور الأفكار وما حدث بعد عام 2011 كانت عقلية الزحام٬ ومع انتصار عقلية في مياه

الزحام مات الأمل في تنظيم مجتمعاتنا حول منظومة قيمية جديدة تلهمها أفكار كبرى عن علاقة الإنسان بالزمان٬ وحتى يحدث هذا٬ فستبقى منطقتنا تخوض دوماً . فأياً كان بريق التكنولوجيا الحديثة٬ فهي تحمل أفكاراً طينية وبحركة بطيئة نحو الحداثة والمستقبل. ولا يمكن لاستخدام التكنولوجيا كمظهر حداثي أن يخفي مخبراً متخلفاً قديمة أو أشباه أفكار.

إن لم يتعرض مجتمعنا العربي إلى مشروع نقد حضاري وثقافي ذاتي٬ فإن موت الأفكار الكبرى قد يؤدي بالمجتمعات إلى السكتة الدماغية الكاملة والمجتمعات والثقافات مثلها مثل البشر تموت.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موت الأفكار الكبيرة موت الأفكار الكبيرة



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria