هل يكون بايدن امتداداً لأوباما
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

هل يكون بايدن امتداداً لأوباما؟

هل يكون بايدن امتداداً لأوباما؟

 الجزائر اليوم -

هل يكون بايدن امتداداً لأوباما

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

 

ما إن يهدأ غبار الانتخابات الأميركية إلا ويكون جو بايدن هو الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، والسؤال في منطقتنا العربية هو: هل سيكون جو بايدن امتداداً لباراك أوباما وسياسته في المنطقة أم أنه سيكون شخصاً مختلفاً؟ بدايةً أُتيحت لي فرصة لقاء جو بايدن أكثر من مرة في إطار جلسات استشارية جمعتني وأكاديمياً آخر بدعوة من مكتبه لرفع مستوى إلمامه ببعض تفاصيل قضايا الشرق الأوسط، وكان الرجل بالفعل ملماً بالكثير من المحركات الأساسية للسياسة في دول الشرق الأوسط، وربما كان ذلك نتيجة خبرته بصفته رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والذي يَرِد أمامه كثير من القضايا العالمية ومن ضمنها منطقتنا. في هذه اللقاءات كان جو بايدن يسأل الأسئلة الصعبة التي تنمّ عن عقل يريد أن يعرف ومع ذلك كانت له آراء واضحة تصل إلى حد القناعة التي يصعب زحزحتها. ولكن يبقى انطباعي أن الرجل لديه نهم للمعرفة ورغبة في التعلم، ولكنه مثاليٌّ في فهمه للعالم لدرجة يمكن وصفه بأنه ولسونيان (نسبة إلى الرئيس الأميركي وودرو ولسون). وكان ذلك واضحاً من موقفه من سلوبودان ميلوسيفيتش وضغطه أيامها على الرئيس بيل كيلنتون للتدخل ضد سياسة التطهير العرقي في البوسنة. كان جو أيامها رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

يختلف جو بايدن كثيراً عن باراك أوباما في فهمه للعالم عموماً وللشرق الأوسط خصوصاً.

جو بايدن يرى لأميركا دوراً قيادياً مبنياً على تحالفات تكون فيها الولايات المتحدة على رأس الطاولة، كما جاء في مقاله الأخير بمجلة «فورين أفيرز» التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي بنيويورك.

بينما اهتم الرئيس دونالد ترمب بالتطبيع العربي الإسرائيلي من ناحية وفرض عقوبات على إيران من ناحية أخرى، أي ينظر إلى المنطقة من العدسة الإسرائيلية، نجد أن بايدن لديه منظور أشمل فيما يخص الأمن الإقليمي، ومنها سنجد تركيزاً لدى إدارة بايدن على النظر إلى المنطقة من منظور الملف النووي الإيراني كتهديد أكبر للاستقرار في الإقليم، ومن هنا تكون إيران وليس إسرائيل هي الأولوية.

وهذا لا يعني أن بايدن سيتخلى عن السلام العربي الإسرائيلي، ولكنه سيستخدم الملف النووي الإيراني للعودة بأميركا إلى تحالفاتها الدولية من خلال مجموعة الخمسة زائد واحد، أي الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن مضافة إليها ألمانيا، أو ما يسميه الأوروبيون ثلاثة أوروبيين زائد ثلاثة. وتلك هي أهمية الملف الإيراني الذي يخلق من حوله حواراً دولياً يأخذنا مرة أخرى إلى دور أميركي رائد في قضايا العالم الملحّة.

في إحدى الجلسات وعندما كان بايدن رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ طرح مفهوماً جديراً بالتأمل فيما يخص الشرق الأوسط وهو مفهوم يعتمد على ثنائية السلام كمنظور للأمن الإقليمي، والإصلاح كمفهوم يخص توسيع المشاركة داخل الدولة الواحدة في الشرق الأوسط. وظنّي أن هذه الفكرة الجوهرية التي كان يتبناها قبل ظهور الملف الإيراني على السطح تظل باقية في ذهنه، ولذلك يجب أن نتوقع أن ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان سيكون أولوية في نظرة بايدن للشرق الأوسط وسيدفع باتجاهها بقوة لم نعرفها من قبل. فرغم أن بايدن يبدو هادئاً مع تقدمه في العمر فإنه شخصية شديدة الحماس فيما يخص ما يعتقده صواباً، لا يترك أمراً إلا وينهيه.

إضافة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان سنجد بايدن أيضاً شديد الحماس في قضايا تمكين المرأة خصوصاً من خلال نائبته كاملة هاريس، كما تنطق هي اسمها، والتي تهتم بقضايا الأقليات، فهي امرأة وسمراء وآسيوية من أصول هندية ومتزوجة من رجل يهودي فلديها تقريباً كل الحساسيات الخاصة بالأقليات.

ومع ذلك فنائب الرئيس يبقى في الظل، فالرئيس هو الرجل الأول، وكما كان بايدن بالنسبة لأوباما، تكون كاملة بالنسبة لبايدن.

هذه بعض ملامح سياسية أولية عن جو بايدن، ولكن بايدن الرئيس سيكون غير بايدن عضو مجلس الشيوخ أو نائب الرئيس. بايدن الرئيس سيكون مفاجئاً في قوة حجته وأحاديثه، وسيتحدث كثيراً وربما يخطئ كثيراً ولكنه يرى نفسه في مصافّ زعماء مثل الرئيس فرانكلين روزفلت، زعيماً يريد أن يغيّر وجه أميركا داخلياً وحول العالم.

لم يتصور أكثر المراقبين لجو بايدن أنه يمكن وفي يوم من الأيام أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، كان البعض يتصور أن آخر سقف جو بايدن هو نائب للرئيس، لذا لم يحظَ بما يمكن تسميتها عقيدة بايدن (Biden Doctrine). والحقيقة أن هناك ما يمكن تسميتها «عقيدة بايدن»، فهو رجل ينتمي إلى المدرسة الواقعية في السياسة بمثالية ولسونية. الفارق بينه وبين أوباما هو أن بايدن يحسب ثلاث خطوات ما بعد القرار، ولا يستخدم القوة في الحرب إلا بشكل هائل يبهر العدو مع استراتيجية خروج واضحة وتحسب لما يدور حوله، وهو في هذا أقرب إلى جورج بوش الأب منه إلى أوباما.

ولكي تعرف بايدن لا بد أن يكون لديك صبر لمعرفة قصصه الشخصية وعلاقتها برؤيته لأميركا والعالم، فغالباً ما يبدأ حديثه بـ«قال لي أبي: يا جو أنت تستطيع أن تغيِّر العالم ولكن لا بد أن تتمسك بإيمانك»، وهذه عبارة تجدها في أحاديثه الأخيرة وتويتاته، ويقول: «قال لي أبي: إذا كنت تتحسب لذئب خارج الباب فلا بد أن تعرف أن هناك ذئاباً أخرى في المحيط القريب». الإيمان والحذر واستخدام القوة بشكل كاسح هو ما يشكّل عقل ثاني رئيس أميركي كاثوليكي، وهو عقل يختلف عن عقل أوباما.

قد يفاجأ العالم بالاختلاف الشاسع بين جو بايدن وبارك أوباما. عندما يتملك بايدن زمام أموره ويصبح رئيساً للولايات المتحدة.

العلاقات الدولية بالنسبة لجو بايدن هي علاقات شخصية في المقام الأول فإذا استحسن بايدن أحد القادة انعكس ذلك على علاقة البلدين، وهو في ذلك غير أوباما الذي كانت تتسم علاقاته بالقادة بشيء من البروتوكول والأدب ولكنها كانت دوماً علاقات باردة.

لا أظن مثلاً أن بايدن سيكون صديقاً لنتنياهو، كما كان الحال مع ترمب أو باراك أوباما. بايدن لن يستسيغ نتنياهو، فكلاهما لديه إيغو (ego) أو غرور شخصي لا تتسع له غرفة، ونتنياهو يتمتع بما يسميه المصريون «الجَلْيَطة» السياسية (التذاكي الفج) وهذا لن يروق لبايدن أبداً. لا بد لنتنياهو أن يتخلى عن غروره وتصوير نفسه على أنه يعرف مصلحة أميركا أكثر من الأميركان حتى يمكنه التعامل مع بايدن.

هناك الكثير الذي يمكن كتابته عن عقيدة بايدن وتبعاتها على منطقتنا، ولكن لضيق المساحة المخصصة للمقال، سأترك البقية لمقال قادم، ولكن الخلاصة هي أن بايدن ليس امتداداً لأوباما، فهو رجل مختلف تماماً.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكون بايدن امتداداً لأوباما هل يكون بايدن امتداداً لأوباما



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria