الكاتب المؤثر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الكاتب المؤثر

الكاتب المؤثر

 الجزائر اليوم -

الكاتب المؤثر

العرب اليوم
مأمون فندي

سألني صديق هل هناك كاتب مؤثر اليوم في العالم العربي؟ والسؤال بصيغة أخرى إذا كانت الإجابة بالنفي هو: ما الذي أدى إلى غياب الكاتب المؤثر؟ هل هي البيئة المنتجة لكبار الكتاب أو المناخ الذي يكتبون فيه؟ أم أن الكتابة نفسها أصابها عطب؟ أم أن الكاتب المؤثر موجود٬ ولكن ليس عليه إقبال وطلب٬ بمعنى أنها مشكلة المستهلك في المقام الأول وانحدار التذوق؟ إذا كان المستهلك يحب «الفالصو»٬ فلن يكون هناك رواج للذهب الخالص.

إذا أخذنا مصر كمثال٬ وهنا اتخذ من مصر مثالا لأن جماعتي لن يأخذوا الأمر بحساسية٬ ولكن المثال المصري ينسحب على بقية دول الإقليم كلها تقريبا. في الحالة المصرية إذا ما قارنا من حيث الكتابة الصحافية والكتابة العالية٬ نجد أن العهد الملكي أنتج كتابا كبارا٬ استمر كثير منهم إلى عهد عبد الناصر٬ أسماء مثل محمد التابعي وتلاميذه٬ مثل مصطفى وعلي أمين وإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل وأنيس منصور إلى موسى صبري٬ في الصحافة القائمة تطول٬ وعباس محمود العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ولطفي الخولي ولويس عوض في الكتابة العالية.

كل هؤلاء إنتاج بيئة التعليم الليبرالي الملكي٬ ولا أعني هنا الليبرالية كمفهوم سياسي٬ بل أعني مدارس وكليات الليبرال آرتس (٬(liberal arts أي الكليات التي لا يتخرج منها الطالب٬ إلا إذا كان دارسا للكورسات الأساسية أو الأصول٬ كأصول الفلسفة وتاريخ الآداب والفنون وكورسات في الرياضيات والفيزياء وربطها بالفنون الجميلة٬ وهذا ما تدرسه كليات الليبرال آرتس في الغرب اليوم. الحاصل على درجة البكالوريوس من هذه الكلّيات كالحاصل على الدكتوراه في جامعاتنا اليوم. إذن النقطة الأولى لغياب
الكاتب المؤثر هي البيئة التعليمية المنتجة للكتاب وبتلوث هذه البيئة تلوثت الكتابة.

وتلوثت البئر.

سبب آخر لإصابة فن الكتابة بالعطب أيضا٬ ربما غياب المنابر التي يطرح فيها طرح مطول٬ مثلما كان الحال في مجلتي «الرسالة» و«الطليعة»٬ أو حتى مجلات تسمح بطرح مطول على غرار المجلات الغربية الرصينة٬ مثل «نيويورك رفيو أوف بوكس» (of books New York review) أو «لندن رفيو» وغيرهما من المساحات المفتوحة التي تسمح بتجلي الأسلوب والمحتوى معا. اللوح٬ أو التمبليت٬ الموجود لا يسمح بظهور الكاتب المؤثر. سبب آخر يتعلق برعاة الكتابة.

فقد تغير الرعاة وتغير أيًضا المستهلك٬ فلم يعد هناك من يستهلك الأفكار الكبرى في ثوب أدبي٬ فقد تدنى الذوق وانحصرت الكتابة المطولة في مقالة الرأي التي لا تزيد على ألف كلمة في أحسن الأحوال وسبعمائة وخمسين كلمة أو مائتي كلمة في حالة العمود الصحافي٬ فمن أين يأتي الأسلوب الذي يحمل مضمونا؟ ولهذا اقتربت فكرة الكاتب المؤثر من الانقراض.

المستهلك للمعرفة عندنا٬ فوق وتحت٬ كما يقولون٬ أي لدى النخبة والعوام٬ أصبح مدخنا شرها٬ يستهلك كل أنواع التبغ الثقافي٬ مع أن الشعار عند النخب يجب أن يكون «لا للتدخين»٬ إلا أنهم يقربون إلى مجالسهم من يحرق ثيابهم من نافخي الكير والكراهية على حساب باعة المسك الذي تشتم منه ريحا طيبة.

فضلوا أن تحرق ثيابهم بمن حولهم من البهلوانات على حساب الكاتب التنويري الذي بالضرورة قد يكون مملا٬ فالأفكار الجديدة وغير المألوفة إما تسبب مللا أو نفورا.

فالمشكلة في جانب منها ليست أن البضاعة الرديئة تطرد الجيدة من السوق٬ بل المشكلة المستهلك الذي يزداد طلبه كل يوم على البضاعة الرديئة٬ وعلى وجبات الشارع التي تسبب تلوثا معويا وعقليا في ذات الوقت٬ لكنه الإدمان!!

هناك جوائز هنا وهناك للكتابة الجيدة٬ ولكنها في معظمها تنقصها المعايير الصارمة التي تسمح بظهور أصوات جديدة خارج الشلل «الثقافية» المغلقة. فالمطلوب من الكاتب الجيد الذي يظن في نفسه الجدة والجودة أن يتقدم بأعماله للجنة الجائزة باحثا عن مواعيدها وعناوينها٬ مع أن الجوائز المحترمة عالميا تبحث عن المواهب٬ ولا تأتي إليها المواهب.

الموهوب لا يأتي ولا يطرق الأبواب٬ أما من لا يكل ولا يمل من الطرق فهم أصحاب نصف الموهبة٬ الذين يصلون بالإلحاح وبالقرب. لذا ترى ما ترى٬ على السطح فقط من طرقوا الأبواب كثيرا ومهنتهم الطرق لا الكتابة٬ ولهذا تسمح ضجيجا ولا ترى طحنا. المستهلك هو المشكلة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب المؤثر الكاتب المؤثر



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria