هل ما زال الصراع عربيا  إسرائيليا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

هل ما زال الصراع عربيا - إسرائيليا؟

هل ما زال الصراع عربيا - إسرائيليا؟

 الجزائر اليوم -

هل ما زال الصراع عربيا  إسرائيليا

مأمون فندي

حرب غزة تمثل الحلقة الثانية في تحويل مجرى الصراع الإقليمي من صراع عربي إسرائيلي، كما كان معهودا، إلى صراع إسرائيلي - إقليمي. ولهذا تبعات جديدة على إمكانية أي سلام في المنطقة أو نوعية السلام وكذلك حزمة القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات. في هذه الحرب استدعت قطر لاعبا إقليميا آخر هو تركيا ليكون طرفا، بينما كانت حروب 1948 و1967 و1973 صراعا عربيا خالصا. اليوم لم يعد تماما الصراع كذلك.

عندما أقول إن حرب غزة هي الحلقة الثانية في تغيير طبيعة الصراع، فلا بد أن نسأل عن الحلقة الأولى. الحلقة الأولى كانت في حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006 حيث دخل حزب الله حربا بالوكالة عن إيران مع إسرائيل. أي أنها كانت حربا إسرائيلية إيرانية على أرض لبنان.

في حرب غزة الأخيرة دخلت تركيا طرفا، وكانت أيضا إيران في خلفية المشهد، بينما في حرب 2006 كانت إيران لاعبا، وظهرت أيضا تركيا في خلفية المشهد. إسرائيل الآن في مواجهة مع أطراف إقليمية غير عربية بأجندات مختلفة عن الأجندة العربية مما يعقد أي عملية سلام محتملة. إذن كما يبدو المشهد فهو صراع بين دول جوار غير عربي على أراضي العرب في حربين مختلفتين في 2006 في لبنان وفي 2014 في غزة. وتم تهميش الدور العربي ليختزل فقط بالمفاوضات في القاهرة، أو في مشروع إعادة إعمار غزة تتبناه دول الخليج فيما بعد، أي أن الإعمار على العرب والخراب على غيرهم.

فهل أصبح الصراع الإقليمي الجديد شيئا آخر غير الصراع العربي الإسرائيلي ويجب تسميته باسم آخر؟ وماذا يعني هذا التوصيف الذي يبدو غريبا رغم بساطة وضوحه كما شمس الظهيرة؟ وما تبعاته السياسية؟

بداية، اللاعبان اللذان دخلا على المشهد: إيران وتركيا، يأتيان من خلفيتين مختلفتين، فالأولى دولة دينية شيعية بحكم دستورها، والثانية تحكمها جماعة الإخوان في صورتها المستنيرة وتتأهب لتكون قيادة السنة في العالم الإسلامي. إذن نحن أمام حالة من تديين الصراع وإبعاده عن شكله القومي (إسرائيلي - عربي) إلى صراع (يهودي - سني - شيعي). والسؤال هنا: هل طبيعة الصراع هي التي تغيرت، أم أن غطاء قوميا زائفا كان يغطي هذا الصراع، ويصبغه بصبغة قومية والآن يرد إلى جوهره وأصله ليكشف عن مكنون صراع ديني في الأساس؟ لا أدعي أن مقالا قصيرا كهذا قادر على الإجابة عن هذا السؤال الكبير بكل تفاصيله وتبعاته، ولكنه سؤال جوهري كمرحلة أولى للحديث عن تغير طبيعة الصراع وتبعات هذا التغير إقليميا ودوليا؟ هذا التغير إذا ما صمد أمام اختبار النقاش الجاد، فنحن نتحدث عن صراع ديني بين اليهود والجوار المسلم، وداخل الجوار المسلم بين سنة وشيعة لأسباب مختلفة، وداخل الخط الأخضر في دولة إسرائيل بين مكوناتها الداخلية المختلفة دينيا.

كانت استراتيجية إسرائيل منذ أن بدأت عمليات السلام المختلفة بين إسرائيل ومصر وبين إسرائيل والأردن، ثم بعدها مدريد وأوسلو وملحقاتهما، كانت هذه الاستراتيجية تضييق طبيعة الصراع وتحويله من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع فلسطيني إسرائيلي، وأدى أيضا استهدافهم غزة وتركهم الضفة الغربية، إلى تضييق الصراع أكثر وتحويله إلى صراع بين حماس وإسرائيل، أو غزة وإسرائيل ليضيق الصراع إلى صورته الأصغر فالأصغر حتى يتلاشى. لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن الإسرائيلية، وبدلا من تضييق الرقعة اتسع الصراع أكثر ليتحول من صراع عربي - إسرائيلي إلى صراع إقليمي يهودي - سني - شيعي. فهل يعني هذا وجود إيران وتركيا على طاولة أي مفاوضات مقبلة؟ وهل يختلط النووي الإيراني بالدم الفلسطيني والأرض العربية لتجلس إيران على الطاولة؟ ولا ندري ماذا تريد إسرائيل أن تناقش أولا: النووي الإيراني أم الدولة الفلسطينية؟

كتبت منذ زمن بعيد عن الخلل الحادث في السياسة العربية من خلال تعاظم دور الحركات السياسية من نوعية «حماس» و«حزب الله»، وأخيرا «داعش»، على حساب الدول التي تعيش فيها، ومن هنا يمكننا الحديث عن لاعب آخر في أي صراع أو مفاوضات مقبلة: حماس، حزب الله، داعش إلى آخر القائمة. في حالة الصراع يمكن القول بأن حروب الجيوش (جيش لجيش) تكاد تنعدم في المنطقة، ليصبح الصراع غير المتكافئ هو الصيغة الجديدة asymmetrical warfare يصبح حربا بين جيوش نظامية وجماعات مسلحة وميليشيات وتراجع دور الدول.

فهل دخول إسرائيل في جنوب لبنان وفي غزة هو نوع من التدريب الميداني على الحروب غير المتكافئة؟ الحديث عن الحروب غير المتكافئة ليس وليد اليوم، فهو أصبح مادة تدرس في الكليات الحربية المختلفة منذ الستينات في حرب فيتنام، ولكن هذه الظاهرة تفاقمت، ومعها زادت الدراسات والتدريبات العسكرية معها.

النقطة الرئيسية التي أريد أن أضعها أمامكم هنا، هي أن طبيعة الصراع تغيرت ولم يعد عربيا إسرائيليا كما كان، وأن توصيفه بهذه الصفة لا يعكس الواقع في الميدان، ومضلل لأي تحليل جاد يريد الوصول إلى حلول في تلك المنطقة من العالم التي ستكون مصدر قلاقل واضطرابات خلال العشرين سنة القادمة، على أقل تقدير.

أما النقطة الثانية فهي حروب الحركات ضد الدول والتي تنتقل معها الحروب الميدانية في المنطقة إلى الحروب غير المتكافئة بدلا من حروب الجيوش النظامية. وستبقى مفاهيم النصر والهزيمة ضبابية تماما. كل يعلن نصره بلغته ولجمهوره، وهناك عشرات بل مئات الأدلة لتؤيد وجهة نظره.

النقطة الثالثة هي تديين الصراع أي تحويله إلى صراع ديني ومذهبي بين الدول وداخل الدولة الواحدة.

إذا أخذنا كل هذا في الاعتبار، فنحن أمام حالة من الحروب المستمرة التي تجعل الحرب جزءا من طبيعة المنطقة. ترى ما الحل في هذا الخلط الإقليمي الجيوسياسي والديني والعرقي؟

الحل يبدأ بقراءة جديدة لواقع جديد يفرض نفسه على الأرض من ليبيا حتى غزة مرورا بلبنان وأنقرة وطهران. الحديث على أن حرب غزة هي حلقة في الصراع العربي الإسرائيلي، هو اختزال لما هو حادث إقليميا، فقد تغير اللاعبون وتغيرت القضايا ومعها تغيرت طبيعة الصراع. مهمة صانعي السياسة ومراكز التفكير في العالم العربي هي تقديم قراءة جديدة وتقييم جديد وفهم لطبيعة الصراع إن أردنا الخروج من المأزق، وبداية الفهم في حالة فلسطين هي الإدراك بأن الصراع لم يعد صراعا عربيا إسرائيليا.

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ما زال الصراع عربيا  إسرائيليا هل ما زال الصراع عربيا  إسرائيليا



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria