أطلق صاروخ من قطاع غزة باتجاه بير السبع في فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي وردت إسرائيل بتدمير مبنى في وسط غزة من خمسة طوابق وجرح ١٨ من سكانه.
حماس قالت إن رجالها كانوا يتدربون على القتال داخل القطاع وإنهم لم يطلقوا صاروخاً باتجاه العدو، فلربما كان فريق غير معروف وراءه. القوات الإسرائيلية أكدت في بيان لاحق صحة كلام حماس.
هناك الآن مشروع آخر لوقف إطلاق النار تقوده مصر والأمم المتحدة أرجو أن ينجح لحماية أرواح الغزيين. كل اتفاق سابق فشل، ولعل الاتفاق الجديد سيلحق بها، إلا أنني أغلّب الأمل على الواقع وأتمنى أن نرى فترة هدوء طويلة بين أهل غزة والمحتلين.
الإرهاب الإسرائيلي مستمر، ولا أستطيع أن أسجله يوماً بعد يوم لأنه سيأخذ محل كل الأخبار الأخرى. أسجل خبراً واحداً هو مقتل إيناس خماش وابنتها بيان في غارة إسرائيلية اعترف ناطق إسرائيلي بإجرائها. كانت إيناس في آخر مراحل الحمل عندما قتلت.
جريدة «هاآرتز» تقول إن رئيس الوزراء (أقول الإرهابي) بنيامين نتانياهو سيعلن موعد إجراء انتخابات نيابية جديدة خلال أيام. يبدو إنه واثق من الفوز مع الأحزاب اليمينية الموالية له والموجودة في الحكومة.
يبدو إن هناك خلافاً في إسرائيل حول التجنيد في الجيش، فهو إلزامي للرجال والنساء إلا أن المستوطنين وأمثالهم لا يريدون الخدمة العسكرية بل يفضلون أن يموت الإسرائيليون الآخرون دفاعاً عنهم.
الأحزاب الدينية الإسرائيلية أبدت استعداداً للموافقة على قانون التجنيد مع تعديلات قليلة. وهذا الأحزاب تضم «الحراديم» من اليمين وشاس والحزب اليهودي المتحد وإسرائيل بيتنا وغيرها كثير. والكنيست الآن في إجازة وسيعود إلى العمل في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع، جزء من عصابة الحكم وآخر ما قرأت له كان دفاعاً عن الميجور جنرال يائير غولان، المرشح لرئاسة الأركان، فقد هاجمته جماعة يمينية اسمها «إم ترتزو» ورد ليبرمان بأن غولان ضابط ممتاز وشجاع وقد نذر نفسه للدفاع عن إسرائيل.
ليبرمان إرهابي من مولدافا وغولان ليس أفضل منه، والمهم الآن أن يصمد آخر اتفاق بين حماس وإسرائيل عن طريق الوسطاء. إسرائيل تقول للوسطاء إنها ترفض أن يهددها أي طرف، وحماس تقول إنها سترد على أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة.
إسرائيل وحماس لا تريدان تصعيداً في المواجهة إلا أن إصرار كل منهما على موقفه يعني احتمال التصعيد وربما مواجهة عسكرية جديدة. حماس حذرت إسرائيل من أنها تريد اتفاقاً على التهدئة ليس لأنها ضعيفة أو عاجزة، وإنما لأنها تريد جواً من الهدوء يستطيع فيه سكان القطاع أن يعودوا إلى العمل والإنتاج.
قد لا تكون حماس مسؤولة عن التصعيد الأسبوع الماضي، فقد أطلق نحو٢٠٠ صاروخ باتجاه جنوب إسرائيل (فلسطين المحتلة) وجرح إسرائيليون. إسرائيل ردت بهجوم على دير البلح وزعم ناطق عسكري أنها استهدفت مواقع عسكرية ولم تقصد إصابة مدنيين.
أعود إلى ليبرمان فهو يقول إن حرباً جديدة مع حماس ستقع والسؤال ليس هل تقع بل متى تقع. قال إن حماس خسرت ١٦٨ من رجالها في «مسيرة العودة» وجرح ٤.٣٤٨ آخرون. لعله كان ينقل عن وزارة الصحة في غزة التي قالت إن ١٦٨ شخصاً قتلوا، وكان بينهم أطفال.
وأختتم بخبر إسرائيلي يفضح ما ترتكب دولة الجريمة، فقد نشرت الميديا تفاصيل تقرير عسكري سري قال إن أخطاء عسكرية في جمع المعلومات أدت إلى غارة جوية إسرائيلية أدت الى قتل أربعة أولاد فلسطينيين كانوا يلعبون على شاطئ البحر سنة ٢٠١٤. ضباط شاركوا في الهجوم اعترفوا بالجريمة، وبما أن الرئيس الأميركي والكونغرس يحميان إسرائيل ويساعدانها على ارتكاب الجرائم، فهي ستظل قادرة على ارتكاب المزيد منها. إسرائيل دولة جريمة والولايات المتحدة شريكته.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الحياة