السياسيون نوعان، واحد يتكلم بسخفٍ عن أي موضوع، وآخر لا يحتاج الى موضوع ليتكلم بسخف.
عملتُ في الصحافة وأنا طالب ولكن كنت أطوي النفس على طموحات، بينها أن أصبح سياسياً لأنفق أموال الناس الآخرين.
ما سبق وغيره عاد إليّ وأنا أتابع العشاء السنوي للصحافيين الذين ينقلون أخبار البيت الأبيض، وسخرية باراك أوباما فيه من السياسيين والمراسلين، فقد كان هناك إجماع على أنه أجاد.
أوباما خاطب السناتور بيرني ساندرز الذي حضر العشاء بكلمة «الرفيق»، إشارة الى أنه اشتراكي ديموقراطي.
هو قال أن هيلاري كلينتون تشبه خالة مسنّة لا تعرف كيف تستعمل «فايسبوك».
أوباما أشار الى أن صحافيين كثيرين اقترحوا رئيس مجلس النواب بول ريان للرئاسة، إلا أن اسمه ليس مطروحاً، وأوباما قال لهم أن الطبق الرئيسي في العشاء لحم أو سمك، ولا شيء غير ذلك.
هو سخر من دونالد ترامب الذي لم يحضر العشاء وقال أن السهرة كانت دون مستواه، لأنه يفضل الاجتماع مع قادة مثل ملكات جمال السويد والأرجنتين وأذربيجان.
هو انتقد جيك تابر الذي يقدم برنامجاً في «سي إن إن»، وقال أن صحافيين كثيرين تركوا العمل في نقل أخبار البيت الأبيض، أما تابر فترك الصحافة لينضم الى «سي إن إن».
أوباما ما كان يحتاج الى السخرية من السناتور تيد كروز، لأن المادة المتداوَلة عنه لا تترك زيادة لمُستَزيد. كروز يُوصَف بأنه «تيد الكذاب» وهو لقب يكرره ترامب. وقرأت أنه «الشيطان على شكل إنسان»، وقيل إن الاختيار بين ترامب وكروز مثل الاختيار بين الموت بالرصاص أو بالسمّ. وهناك مَنْ وصف كروز بأنه ابن جو مكارثي، السناتور العنصري الراحل، ودراكولا، أو أنه كابوس على شكل إنسان.
في العشاء، أثار الإعلامي الأسود لاري ويلمور موجة من الانتقاد بسخريته الحادة من أخلاق واشنطن. هو قال: أهلاً بكم في ليلة للزنوج في واشنطن، أو كما يقول تلفزيون «فوكس» أن مجرمَيْن اقتحما عشاء فخماً في واشنطن.
هو سخر أيضاً من الحاكم السمين كريس كريستي الذي قال أخيراً أنه فقد كثيراً (من وزنه)، ورأى ويلمور أنه فقد احترامه لنفسه وكرامته، لتأييده ترامب للرئاسة.
ولاحظ ويلمور أن العشاء يضم مشاهير من سياسيين نافذين وأثرياء ولا يبقى سوى أن يُقرَن كل وجهٍ بالأسماء الواردة في أوراق بنما (عن المتهربين من الضرائب).
إذا كان لي أن أزيد مما قرأت ومن عندي، أجد أن ترامب انعزالي يريد أن تقود أميركا العالم، ما يعني أنه مرشح نموذجي للرئاسة الأميركية.
طبعاً أميركا بلاد ديموقراطية وكل مواطن يستطيع أن يختار مَنْ يحكمه، إذا تزوج شقراء أو سمراء أو حمراء الشعر.
السياسي في الحكم لا يعرف الجواب عن أي سؤال، فإذا تقاعد يصبح يعرف كل الأجوبة. وقد اختير توني بلير مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط، وترك هذه المهمة بعد ذلك. وسمعتُ أن اختياره مثل أن يُطلب من بعوضة أن تجد الدواء للملاريا. أجد السياسيين نوعاً من الوباء لا علاج له.