بقلم - جهاد الخازن
احتفل العالم يوم الأحد بالذكرى المئوية الأولى لنهاية الحرب العظمى (الحرب العالمية الأولى) واحتفل اللبنانيون بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال.
الرئيس دونالد ترامب تغيّب عن احتفال تذكاري يوم السبت بسبب المطر. رأيت الذكرى على التلفزيون والمطر انهمر على الناس جميعاً إلا أن ترامب اختار البقاء بعيداً.
ترامب غاب أيضاً عن مؤتمر السلام الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وانتقد بحدّة وشدّة دعوة الرئيس ماكرون دول اوروبا الى بناء قوة دفاع تجعلهم في غنى عن مساهمة الولايات المتحدة أو غيرها.
ناس من جميع أنحاء العالم انتقدوا غياب الرئيس الاميركي عن الاحتفال مع أنه وصل الى فرنسا لحضوره، وأختار قول وزير الدولة البريطاني لشؤون قدامى المحاربين توبياس إلوود «المطر لم يمنع أبطالنا الشجعان من اداء مهماتهم.» وكان يقصد المقاتلين من الحلفاء بين 1914 و1918.
أكبر معمّرة في بريطانيا وهي غريس جونز التي بلغ عمرها 112 سنة قالت إنها تذكر أن الناس عانقوا بعضهم بعضاً وغنّوا مع إعلان الهدنة. هي قالت إن فرحة الناس بنهاية الحرب لم تعرف حدوداً.
أنتقل الى عيد الاستقلال الخامس والسبعين في لبنان وهو يوافق 22 من هذا الشهر. كانت سلطات الاستعمار الفرنسي اعتقلت في 11/11/1943 الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح ووزير الخارجية سليم تقلا والنائب عن لبنان الشمالي عبدالحميد كرامي ووزير التجارة والصناعة والتموين كميل شمعون وسجنت كلاً منهم على انفراد داخل القلعة التي بناها الصليبيون في القرن الحادي عشر لحماية قوافل التجار من فلسطين نحو بلاد الشام وكنقطة مراقبة لمواكب الحجاج.
الرئيس الخوري تحدث الى الجنرال الفرنسي كاترو وهما اجتمعا في 19/11/1943 واعتذر الجنرال عن سوء معاملة الرئيس اللبناني وصحبه وسمع منه عن سوء معاملة الرئيس واللبنانيين عموماً منذ ترك الجنرال لبنان في الصيف الماضي. المطران جورج خضر حكى كيف كان في مقهى في ساحة التل في طرابلس عندما مرت أمامه مظاهرة سلمية المشاركون فيها كانوا حسب أعمارهم، والأطفال في المقدمة فأطلق الجنود الفرنسيون النار عليهم وقتِل أمامه 11 طفلاً. في النهاية لبنان استقل وكان الرئيس الخوري أول رؤساء الاستقلال وتبعه كميل شمعون، وعمل رياض الصلح رئيساً للوزراء حتى قتِل في مطار عمّان.
أريد أن أختتم بشيء أفضل من المظاهرات والقتل فقد كنت في بيروت الأسبوع الماضي وشهدت جزءاً من ماراثون بيروت، فقد رأيت مسيرة الناس من شرفة في البيت ونزلت للفرجة إلا أن الركب سبقني، وذهبت الى وسط المدينة ورأيت الناس عائدة الى ساحة الشهداء، وكانت البنات أكثر كثيراً من الأولاد، ويبدو أنهن من مدارس شاركت في الماراثون.
كان بين الناس أصدقاء صافحتهم، ورأيت شعارات كثيرة للصليب الأحمر وجمعيات خيرية وغيرها. أيدت بشدة مظاهرة نسائية ضد الاغتصاب حملت المشاركات فيها شعارات بعضها يتحدث عن اغتصاب حاملة اللافتة، وآخر يطالب بالاقتصاص من المغتصبين. هذا موضوع مهم أؤيد البنات اللواتي تظاهرن ضد المغتصبين ومن يدافع عنهم.
الأحوال في لبنان صعبة إلا أنني رأيت المطاعم ملأى بالزوار وجواً من المرح يبشر بأيام أفضل للبنانيين جميعاً.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع