نجاح الرؤية السعودية لاقتصاد المستقبل سيعود بالخير على المنطقة كلها. باراك أوباما فاشل ويريد أن يحملنا مسؤولية فشله. القيادة الفلسطينية، قيادة فتح، يجب أن تتقاعد لأنها خليط من فشل وفساد.
كنت في البحرين، وأتيحت لي فرصة أن أرى مسؤولاً خليجياً بارزاً، تجمعني معه صداقة وثقة، فانتقلت إلى بلده، وكانت لنا جلسة استمرت ساعة وثلاثة أرباع الساعة وسمعت منه ما سجلت في الفقرة السابقة والفقرات التالية، وعدت في الصباح إلى لندن.
هو قال إن ثمة أملاً كبيراً بنجاح الرؤية السعودية، وبما أن الاقتصاد السعودي هو الأكبر في المنطقة فالنجاح لا بد أن ينعكس على الجميع. سألته عن تقديره إمكانات النجاح فقال: نحن على مفترق طرق، فإما أن تنجح الرؤية السعودية أو ندخل في أزمة، وفي كل الأحوال دول الخليج القادرة مصممة على مساعدة مصر.
المسؤول انتقد أوباما بحدّة. قال إنه يتصرف كبروفسور، وربما كان دونالد ترامب أفضل منه رئيساً. وهناك سبعة أشهر ثم يترك البيت الأبيض.
موقف أوباما من المنطقة كارثة. هو انسحب من العراق ثم رجع. خفض القوات الأميركية في أفغانستان ثم زادها. رسم خطوطاً حمراً في سورية ثم تجاهلها. يقول إن السعوديين حلفاء إلا أنهم ليسوا جادين في التعاون مع الولايات المتحدة. يتهمنا في التحالف العربي بقتل مدنيين. الأميركيون قتلوا في العراق وأفغانستان مئات ألوف المدنيين ثم ينقل التهمة إلينا. الوضع في البلدين من سيء إلى أسوأ. الأمم المتحدة سحبت التهمة الملفقة عن قتل التحالف العربي أطفالاً.
انتقلنا في الحديث إلى الوضع الفلسطيني والمسؤول الخليجي قال إن الدول العربية مستعدة للتعاون مع الإدارة الأميركية المقبلة على أساس مبادرة السلام العربية، إلا أنه احتفظ بأقسى نقد له للسلطة الوطنية الفلسطينية، وقال إنها تمكن بنيامين نتانياهو أن يقول إن لا شريك فلسطينياً في المفاوضات. قلت له إن نتانياهو إرهابي يقود حكومة إرهابية والسلام معه مستحيل.
المسؤول الخليجي قال لي إن قيادة السلطة الوطنية كلها يجب أن تتقاعد، فلا ثقة فيها. هو سألني هل سمعت عن تعامل السلطة مع الإمارات العربية المتحدة. قلت له إنني سمعت بالتأكيد وطلبت منه إيضاحاً.
قال إن الإمارات بقيت أربع سنوات تساعد السلطة بحوالى 500 مليون دولار في السنة، وإنه شخصياً كان يحمل زراً عن كوفية فلسطينية تضامناً مع الفلسطينيين.
قال إن الأخ سلام فياض جاء إلى أبو ظبي وقال إنه قرر إنشاء جمعية غير حكومية، واختار المسؤولون في أبو ظبي أن يدعموا جمعيته بعشرة ملايين دولار.
هم فوجئوا بالمدّعي العام الفلسطيني يجمِّد تحويلاً بمبلغ 700 ألف دولار إلى جمعية سلام فياض، ويتهم الإمارات بمحاولة تبييض أموال عن طريق الأراضي الفلسطينية.
قال لي المسؤول والغضب بادٍ عليه: هل تصدق أن الإمارات تختار تبييض أموال عن طريق الأراضي الفلسطينية وأن المبلغ هو 700 ألف دولار فقط؟
هو قال إن التهمة سقطت والمدعي العام اعترف بأن أبو مازن أمره بتلفيقها، والإمارات الآن تطالب الرئيس الفلسطيني بالاعتذار علناً، وقد أوقفت كل المساعدات إلى السلطة.
حدثني المسؤول عن أبو مازن وزوجته وأولاده، إلا أنني أختار عدم النشر، وأطالب السلطة الوطنية بالعمل حتى لا يخسر الفلسطينيون دعم أبناء الشيخ زايد لهم.