قال ايليا أبو ماضي:
هيهات ما أرجو ولا أخشى غدا / هل أرتجي وأخاف ما لا يوجد
وقال أيضاً:
يا سائلي عن أمس كيف انقضى / دعه وسلني يا أخي عن غد
وقرأت:
وما الدنيا بباقية لحيّ / وما حيّ على الدنيا بباق
وأيضاً:
ذهب الكرام بأسرهم / وبقي لنا ليت ولو
وأحفظ زجلاً للدروز:
يا وطنا شو دهاك / بعد ما تألق ضياك / ليه غراب البين صار / اليوم ينعق في سماك
وبعض الشعر:
وشادن لما بدا / أسلمني الى الردى / بظرفه ولطفه لما بدا / أردت أن أصيده / فصاد قلبي وغدا
وأحفظ كثيراً من أبيات تضم ثلاثة مصارع فقط منها:
أول ما أسمع منها في السحر / تذكيرها الأنثى وتأنيث الذكر
والسوأة السواء في ذكر القمر
ومثله:
كريمة يحبها أبوها / مليحة العينين عذب فوها
لا تحسن السبَّ وإن سبّوها
وقال إعرابي:
مرّ كلمع البرق سام ناظره / يسبح أولاه ويطفو آخره
فما يمس الأرض منه حافره
وقالت إمرأة ترقص طفلاً:
أُحبّه حب الشحيح ماله / قد كان ذاق الفقر ثم ناله
إذا أراد بذله بدا له
وقرأت أيضاً:
وخارج أخرجه حب الطمع / فرّ من الموت وفي الموت وقع
من كان يفدي أهله فلا رجع
وهجا الحطيئة نفسه قائلاً:
لا أحد ألأم من حطيّة / هجا بنيه وهجا البرية
وقرأت:
أتاني بيمنى يديه / وهي في يسرى يديه / ان هذا لقضاء / فيه جور يا أخيّه / وَيْل ويلي يا أبيّه
أعود الى بعض الشعر الجميل، فقد قال الرصافي (١٨٧٥-١٩٤٥):
لئن وأدوا البنات لقد قبرنا / جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طلب المعالي / فعشن بجهلهن مهتلكات
قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم / وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ان الرزيئة لا رزيئة مثلها / فقدان كل أخ كضوء الكوكب
وقرأت:
فلا تلم المحب على هواه / فكل متيّم كلف عميد
يظن حبيبه حسنا جميلا / ولو كان الحبيب من القرود
وأخيراً امرؤ القيس:
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم / الحب أعظم ما في المجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه / وإنما يصرع المجنون في الحين