كبير الحاخامات الجديد للجيش الإسرائيلي رجل سبق أن أيّد اغتصاب نساء العدو في الحرب وعارض انضمام النساء الى الجيش الإسرائيلي، وقال إن من الأفضل أن يغني، أو ينشد، رجل بدل امرأة في المناسبات الرسمية للجيش.
الحاخام الكولونيل ايال كاريم أنكر كل ما سبق على رغم أن فتواه عن الاغتصاب مسجلة في ردّ له على سؤال من يهودي متديّن سنة 2002. الآن الجيش، جيش الاحتلال وقتل الأطفال، ينكر معه، فيما منظمات نسائية والمعارضة في الكنيست تطالب بإلغاء قرار تعيينه.
كلهم من نوع الحاخام «الواطي»، وسأحاول اليوم أن أتجاوز حملاتهم على الإسلام والمسلمين، مكتفياً بحملات أخرى تكشف الانحطاط الأخلاقي لدولة الإرهاب.
لكن أبدأ بكلمات مقتضبة عن فكرهم، فكاتب ليكودي في موقع ليكودي يكتب مقالاً عنوانه «تسع خطوات للرد الناجح على الجهاد»... يعني هذا المغرور المتطرف يعرف ما قصّرت عنه جيوش دول واستخباراتها. في الوقت نفسه، أقرأ أن بنيامين نتانياهو وبعض أفراد أسرته قد يواجهون تحقيقاً قضائياً بعد أن بقي آري هارو، مدير مكتب نتانياهو السابق، 15 ساعة قيد التحقيق. التهمة هي غسل أموال، وتتجاوز إسرائيل الى الولايات المتحدة وفرنسا.
باراك أوباما هدف دائم لهم، وقد هاجموا رفضه استخدام عبارة «الإسلام الراديكالي» لأنها لا تخدم أي غرض، وقالوا إنه يحاول التغطية على الإرهاب الإسلامي، فأقول إن الإرهاب الأول والأخير هو إرهاب إسرائيل، وإن «داعش» ينفّذ ما تريد دولة الاحتلال. بل إن أوباما متهم بأنه استخدم أموال دافع الضرائب الأميركي لتمويل حملة ضد نتانياهو. أقول إنني مستعد للمشاركة في تمويل حملة ضد مجرم الحرب الإسرائيلي، وأزيد أن مَنْ يدافع عنه مثله.
هل يصدق القارئ أن عصابة إسرائيل ترى أن «مركل يجب أن تواجه المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب»؟ حذاء المستشارة أنغيلا مركل أشرف منهم جميعاً، و «التهمة» هي أن مهاجرين حاولوا الاعتداء على نساء ألمانيات في مدن ألمانيا. كيف يمكن أن تُحاسَب مركل على ذنب مهاجر؟ أدين إدانة مطلقة أي اعتداء على أي امرأة حول العالم.
ومن مركل الى هيلاري كلينتون، فالداعية الإسلامي فتح الله غولن أصبح في مقالٍ «إمام هيلاري» ولن أشرح كيف. هيلاري كلينتون أيضاً لا تزال متهمة في قضية إيميلات ليبيا مع أن «إف بي آي» اتهمت المرشّحة الديموقراطية بالإهمال فقط. ثم أقرأ لعصابة الشر أنها لم تبرَّأ، وكأن أنصار إرهاب إسرائيل يعرفون أكثر من مكتب التحقيق الفيديرالي.
في المقابل، هم يؤيدون دعوة دونالد ترامب مرة أخرى لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، بعد الإرهاب في نيس، وتحذيره من أن الوضع سيسوء إذا لم يبدِ الغرب صلابة في وجه الإرهاب. حاكم إنديانا، مايك بينس، الذي اختاره ترامب لمنصب نائب الرئيس، قال إن إرهاب نيس «يذكرنا بالخطر الهائل الذي تواجهه الحضارة الغربية». لا أجد خطراً على الإنسانية كلها سوى إسرائيل.
العالم ليس كله مثل عصابة الحرب والشر، فهناك منصفون. الكنيسة البروتستانتية في جنوب أفريقيا أيّدت الكفاح الفلسطيني ومقاومة الاحتلال وحملة مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات ضد إسرائيل، وقالت إن القضية ليست مجرد نزاع بل مواجهة بين مضطهِدِين والذين يتعرضون لاضطهادِهم.
منظمة العفو الدولية قالت إنه بعد مُضي سنتين على حرب صيف 2014 في قطاع غزة، لا يزال ضحايا جرائم الحرب الإسرائيلية بعيدين من الحصول على العدالة. المنظمة قالت إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استمر 51 يوماً أوقع ضحايا وتدميراً في شكل غير مسبوق في القطاع.
إسرائيل لا تستحق اسمها إن لم تكن دولة إرهاب، ومع الجرائم اليومية بحق الفلسطينيين أقرأ أن الكنيست أصدر قانوناً ضد منظمات حقوق الإنسان، خصوصاً تلك التي تتلقى مساعدات من الخارج. لا أستغرب أن يصدر الكونغرس الأميركي غداً قانوناً يؤيد إسرائيل ضد جماعات حقوق الإنسان.