قمة طهران ثلاثة لاعبين وشبح
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

قمة طهران: ثلاثة لاعبين وشبح

قمة طهران: ثلاثة لاعبين وشبح

 الجزائر اليوم -

قمة طهران ثلاثة لاعبين وشبح

بقلم - أمير طاهري

هل يتعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصراع السوري باعتباره نسخة جيوسياسية من سيمفونية لتشايكوفسكي؟ حسناً، لقد بدأ تدخله في سوريا كلفتة لطيفة مقصود بها توفير دعم مؤقت لقوات الطاغية السوري بشار الأسد قبل أن يشن أول تحركاته القوية في صورة قصف مكثف للعديد من المدن وبالأخص حلب لأجل إخضاعها.
وفي خطوته الثانية انتقل إلى العمل المتمهل وقدم العون لقوات الأسد لقتل أو طرد أكبر عدد ممكن من المقاتلين المناهضين للنظام.
الأسبوع الماضي شرع بوتين في الاستعداد فيما يأمل أنه سيكون النهاية الكبرى: شنُّ هجومٍ على إدلب آخر معاقل القوات المناهضة للأسد. وسعياً وراء ذلك، جمع الرئيس الروسي أكبر حشود جوية وبحرية قتالية تنشرها روسيا من أجل عملية واحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي طهران اليوم، يأمل بوتين في الترويج لهذه النهاية الكبرى لدى إيران وتركيا، وهما لاعبان مشاركان في الفوضى السورية قررا لأسباب مختلفة مسايرة سيمفونية الموت والدمار التي يعزفها بوتين هناك.
كان قد تقرر أن تعقد «مجموعة آستانة» ثلاثية الأطراف اجتماعها الأخير في طهران لأن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي عاجز عن السفر بسبب مخاوف تتعلق بإصدار «الإنتربول» نشرة حمراء بناءً على أمر من محكمة جنائية في برلين. وحتى الآن يبدو أن بوتين سينجح في طهران في الفوز على الأقل بجزء من الاتفاق الذي يسعى خلفه.
ومثلما يبدو من السرعة التي جرى بها إيفاد الرئيس حسن روحاني إلى كازاخستان للتوقيع على اتفاقية بحر قزوين التي أملتها روسيا، يبدو أن القيادة في طهران في حالة توافق مع موسكو. والواضح أن كل ما يرغبه الملالي هو أن يسمح لهم بوتين بالإبقاء على وجود لهم داخل سوريا حتى وإن كان رمزياً في الجزء الغالب منه. وفي مواجهة أزمة اقتصادية متفاقمة ومظاهرات في مختلف أرجاء البلاد، يتشبث الملالي بخطاب يقوم على الادعاء بأنهم يقاتلون داخل سوريا كي لا يُضطروا إلى مقاتلة الجهاديين المعادين للشيعة على أرض إيران نفسها. وحال اتضاح زيف هذا الخطاب، فإن هذا سيكون بمثابة ضربة مذلة وقاتلة لنظام لم يعد لديه ما يقدمه للإيرانيين.
ومن أجل الإبقاء على وهم أن طهران لا تزال عنصراً فاعلاً في سوريا بعث خامنئي بوزير الدفاع الجنرال أمير حاتمي، إلى دمشق لتوقيع ما جرى تصويره باعتباره معاهدة دفاعية. بيد أنه على أرض الواقع لم تكن هناك معاهدة أمنية. يذكر أن الجانبين سبق أن وقّعا معاهدة دفاعية عام 2006 لم تتحقق على أرض الواقع بشكل كامل قط. أما الاتفاق الجديد فعبارة عن ملحق يحوي تصوراً للدور الإيراني في إعادة تنظيم والإبقاء على جيش الأسد عندما تنتهي الحرب.
ومع ذلك يعلم الجميع أن الغموض لا يزال يحيط بمستقبل الأسد ولا تزال روسيا صاحبة الكلمة الأخيرة في القضايا داخل سوريا على نحو لن يسمح للإيرانيين بضمان وجود كبير لهم في أي جيش سوري في المستقبل.
وربما يواجه بوتين صعوبة أكبر في إقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالنهاية الكبرى في إدلب. منذ 7 سنوات وفي وقت كانت جذوة «الربيع العربي» تنتقل من دولة إلى أخرى بدأ إردوغان يحلم بـ«فضاء» كبير من العثمانية الجديدة، إن لم تكن إمبراطورية، يمتد على مساحة واسعة من الأراضي من شمال أفريقيا حتى الحدود الإيرانية.
في سوريا تخلى إردوغان عن تحالف مبكر مع الأسد مقابل التحالف مع أفرع محلية من جماعة «الإخوان المسلمين». بحلول عام 2018 كان حلم إردوغان الكبير قد انكمش إلى حلم صغير يدور حول بناء جيب «خالٍ من الأكراد» داخل سوريا عبر الحدود. واليوم إذا نجح بوتين في طرد آخر حلفاء تركيا من السوريين خارج إدلب، سيتبقى لدى إردوغان حلم أصغر يطلق عليه «منطقة درع الفرات» حيث يبني ما يبدو أنه جيب حكم ذاتي يخضع للسيطرة التركية (بانتوستان). لكنّ سيلاً من اللاجئين الفارين من إدلب من الممكن أن يمحو هذا الجيب تاركاً إردوغان في موقف لا يُحسد عليه ودون نتيجة تذكر مقابل استثمارات الدماء والأموال الضخمة التي دفع بها في هذه المغامرة غير المحسوبة.
في اعتقادي سيحاول بوتين إلقاء بعض الفتات لإردوغان لأنه لا يزال يأمل، وهو أمل كاذب في رأيي، أن باستطاعته تخفيف قوة الارتباط التركي التقليدي بالتحالف الغربي. وربما تؤدي الإساءة إلى إردوغان في هذه اللحظة إلى تقويض هذا الهدف الاستراتيجي.
أما خامنئي فربما ليس أمامه خيار سوى قبول بعض الدور التركي في سوريا لسببين؛ الأول أنه، مثل بوتين، يأمل في أن تقصي تركيا نفسها عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسبعة عقود من العلاقات المتينة مع واشنطن. أما السبب الثاني فهو أنه بمجرد أن تصبح العقوبات الأميركية الجديدة سارية في نوفمبر (تشرين الثاني) فإن إيران سوف تحتاج إلى معاونة تركيا في الالتفاف على هذه العقوبات قليلاً لإبقاء الاقتصاد الإيراني على قيد الحياة حتى يغادر دونالد ترمب البيت الأبيض.
وماذا عن الأسد؟ الحقيقة أنه وعلى الرغم من الناحية الاستراتيجية لم يعد للأسد أهمية بالنسبة إلى مستقبل سوريا، فإن جميع العناصر الكبرى الفاعلة في سوريا بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها المحليون الذين يسيطرون على نحو 30 في المائة من الأراضي السورية بحاجة إلى وجود الطاغية السوري لأسباب مختلفة. روسيا وإيران تحتاجان إليه للادعاء بأنهما تشاركان داخل سوريا بناءً على دعوة من الحكومة الشرعية التي يترأسها الأسد. على أي حال كان الأسد مَن وقّع عقد تأجير قواعد عسكرية لروسيا ووافق على وجود جيش من المرتزقة اللبنانيين والأفغان والباكستانيين والعراقيين تولت إيران تجميعه.
وتحتاج تركيا إلى الأسد لدعم ادعائها بأنها الحامي الأخير للغالبية السُّنية في سوريا في مواجهة أقلية حاكمة. كما تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها الأسدَ في دور المجنون مرتكب المذابح الجماعية الذي يبرر وجوده في حد ذاته وجودهم على الأراضي السورية.
وإسرائيل أيضاً تحتاج إلى الأسد للمعاونة في إبقاء روسيا في هذا التِّيه المأساوي، إضافة إلى أنه على مدار العقود الأربعة التي قضاها نظام الأسد في السلطة التزم خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان. وفي مذكراته التي نشرها للتوّ كشف جون كيري وزير الخارجية الأميركي السابق، كيف أن الأسد عرض التنازل عن الجولان لإسرائيل مقابل ضمان بقاء نظامه.
في قمة طهران يشارك بوتين وخامنئي وإردوغان في حيل ومحاولات خداع متنوعة. أما الأسد فهو الشبح الذي يراه الناس ولا يسمعون صوته.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة طهران ثلاثة لاعبين وشبح قمة طهران ثلاثة لاعبين وشبح



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria