الانتخابات الأفغانية الأنباء السارة في عاصفة من التشاؤم
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الانتخابات الأفغانية: الأنباء السارة في عاصفة من التشاؤم

الانتخابات الأفغانية: الأنباء السارة في عاصفة من التشاؤم

 الجزائر اليوم -

الانتخابات الأفغانية الأنباء السارة في عاصفة من التشاؤم

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

أتاحت الانتخابات العامة الأخيرة في أفغانستان الفرصة الجديدة للمثقفين والخبراء لوصم قضية بلادهم، مرة أخرى، بالقضية الخاسرة وتوجيه الدعوة للدول الكبرى التي ما تزال معنية بالشأن الأفغاني بالرحيل عن البلاد في أسرع وقت ممكن.

ووصفت الانتخابات الأفغانية الأخيرة بأنها مسرحية هزلية لا معنى لها، وذلك فقط لأن أقل من 40 في المائة من المواطنين المؤهل لهم بالتصويت قد صوتوا بالفعل، في حين وردت تقارير إخبارية لا حصر لها حول جميع أنواع الممارسات الاحتيالية للتأثير سلبا أو إيجابا على نتيجة الانتخابات.

والمشكلة الراهنة اليوم تدور حول المواطن الأفغاني العادي الذي يواجه عاصفة مروعة من المعلومات التي تبدو مثيرة للإعجاب من حيث العمق والتنوع ولكنها، مع إنعام النظر والتمحيص، يظهر عوارها وأنها نتاج الآراء الحزبية الضيقة التي تتضاعف وتتكاثر في جميع البيئات كمثل الورم السرطاني السياسي الخبيث.

ومن شأن الرؤية العصرية الحالية أن تدفعنا للاعتقاد بأن أفغانستان سوف تكون أكثر ارتياحا وقبولا لحكم حركة طالبان من حكم الديمقراطية، الذي تفرضه مختلف القوى الغربية على البلاد.

والحقيقة الواقعة القائلة إنه في أوج قوتها السابقة لم تفلح حركة طالبان في جعل أسلوب حكمها مقبولا لدى السواد الأعظم من الشعب الأفغاني يتم تجاهلها والتغافل عنها في حالة من الصمت المريب.

سيطرت حركة طالبان في عام 2000 على العاصمة الأفغانية كابل وتظاهرت بأنها تمثل الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، وعبر وساطات تمكنت الحركة من إقناع إدارة الرئيس بل كلينتون في واشنطن بمنح الحركة الاعتراف الدبلوماسي الكامل.

ولم تكن إدارة الرئيس التالي جورج دبليو بوش تعارض إبرام الصفقة المذكورة غير أنها رغبت في الاستفادة من بعض الوقت لصياغة نسختها الخاصة من الصفقة. ثم جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) المريعة لتعصف بالخطة والصفقة وكل شيء في طريقها.

ومن المثير للاهتمام في هذا السياق، أنه لم يعبأ صناع السياسات في العاصمة واشنطن بالالتفات إلى حقيقة مفادها أن حركة طالبان كانت في وضع الحاكم الفعلي لأكثر من نصف محافظات البلاد البالغ عددها 32 محافظة. كما أنهم لم يعبأوا كذلك، في ذلك الوقت، بأن نصف سكان البلاد قد تحولوا إلى لاجئين ونازحين معظمهم إلى باكستان وإيران المجاورتين.

وعلى الرغم من حقيقة أن الزعم بالشعبية العارمة التي تحظى بها حركة طالبان لم تُختبر فعليا قط في أي مجال يشبه الانتخابات الحرة في البلاد، فلا يزال لدينا نقاد سياسيون يصرون على أن طالبان ذات الآيديولوجية العتيقة هي الممثل الحقيقي والوحيد للشعب الأفغاني.

حتى وإن كان النظام الأفغاني الحاكم الجديد الذي قد نشأ بمعاونة الولايات المتحدة هو أبعد ما يكون عن المثالية، فإن الإخفاق الكبير لتجربة طالبان في حكم البلاد جاء من قبيل الأنباء السارة للعالم الإسلامي بأسره وما وراءه. وأظهر ذلك الفشل السياسي الذريع الذي منيت به الحركة المتطرفة في حكم البلاد أن المتطرفين الإسلامويين في مختلف أنماطهم وأشكالهم، من نظام الخميني في إيران إلى بوكو حرام في نيجيريا وتنظيم داعش في العراق وسوريا، لم يفلحوا قط في تجاوز الاختبار الانتخابي الحقيقي للمصداقية والشعبية بأي صورة من الصور.

وأولئك الذين يرفضون الانتخابات العامة الأفغانية تحت ذريعة انخفاض مستويات الإقبال على التصويت يتغافلون عامدين عن حقيقة صارخة بأن السياسات الانتخابية تستغرق وقتا طويلا، قبل أن تتحول إلى ركن راسخ من الثقافة الراهنة في الأمة. وفي بريطانيا العظمى، التي شهدت ميلاد السياسات الانتخابية الديمقراطية، اقتصرت مشاركة الناخبين على نسب لم تتجاوز 10 إلى 12 في المائة في أول الأمر، وذلك بسبب أن عددا قليلا للغاية من المواطنين كانوا هم المؤهلين للتصويت في الانتخابات في حين لم يُسمح للنساء بالتصويت حتى عشرينات القرن الماضي. واستغرق الأمر من بريطانيا والولايات المتحدة ما لا يقل عن قرن ونصف القرن حتى بلوغ مرحلة النضج الانتخابي، وانطلاق المواطنين زرافات ووحدانا إلى مختلف مراكز الاقتراع في مختلف أرجاء البلاد.

ولا يجد أي مراقب من المراقبين الغربيين أي صعوبة في تصور المسافة الجغرافية الفاصلة بين لندن وكابل، ولكنه قد يجد صعوبة بالغة في قياس الفارق التاريخي بين المجتمعين بقدر ما يتعلق الأمر بالسياسة.

ومع ذلك، فمن قبيل المعجزات الباهرة أن تجد ملايين المواطنين الأفغان قد تجاوبوا بصورة إيجابية مع الانتخابات الأخيرة، ويعتبرون الممارسة الانتخابية من أكثر الوسائل فاعلية في التأثير على عملية صناعة القرار السياسي في بلادهم. فإن احتاجت الديمقراطيات البريطانية والأميركية إلى 20 أو 30 عملية انتخابية كي تبلغ مرحلة النضج السياسي، ألا ينبغي أن نمنح الشعب الأفغاني الفرصة والوقت والمجال الكافي للمرور عبر 10 حالات انتخابية على الأقل؟

وكشفت دراسة استقصائية حول القضايا المثارة، والمنصات المطروحة، والخطابات الملقاة، والمناقشات التي أجريت، عن درجة من الجودة السياسية لم أتوقع بنفسي وجودها في المشهد الانتخابي الأفغاني. ويبدو أن أرجاء البلاد كافة، ولا سيما المناطق الحضرية، قد تحولت إلى ما يشبه المدرسة العملاقة من الممارسات السياسية الناضجة. ووفقا لدراسة أجريت لا تستند إلى أسس علمية، فإن هناك ما يقارب مائة مفردة وعبارة جديدة، من الاصطلاحات السياسية للمجتمعات المفتوحة، قد ولجت إلى المفردات السياسية الأفغانية خلال الانتخابات الأخيرة.

ومما يثير القدر نفسه من الإعجاب هو مستوى المشاركة النسائية الأفغانية في الانتخابات الأخيرة سواء كمرشحات أو ناخبات. وتأكيدا للقول، فإن النتائج لن تكون متناسبة مع مستوى الطاقة والالتزام الذي أعربت عنه المرأة الأفغانية. ولكن النجاح يكمن في إرساء الأساس المتين للمزيد من التقدم في المستقبل المنظور.

كما شهدت الحملة الانتخابية أيضا إثارة قضية حيوية بشأن الإصلاحات المحتملة لاستبدال النظام الرئاسي القائم المفروض من قبل الولايات المتحدة بنظام آخر برلماني. ولم تحظ أفغانستان في تاريخها الطويل بنظام حكم مركزي على الإطلاق، وذلك بسبب التنوع الديني والعرقي واللغوي الثري الذي تتمتع به البلاد، والذي يمكن أن يمثله ويعبر عنه نظام الحكم البرلماني على الوجه الأفضل. وتستمد هذه الحقيقة زخما كبيرا في الوقت الذي تبدو فيه سياسات الهوية المزعومة هي المذاق المفضل حول العالم.

وقد لا يتمكن المراقبون الخارجيون من تقدير مدى أهمية أن يكون المواطن العادي، في المجتمع المعتاد على الاختلاف والانبهار بالتراتبية الهرمية للزعامة والقيادة، قادرا على الإعراب علنا عن غضبه أو ربما احتقاره لأي كبير من كبراء السلطة والحكم في البلاد.

لا تزال الديمقراطية الأفغانية كمثل النبتة الخضراء الصغيرة التي تواجه الزوابع العاتية الشديدة. وحقيقة أنها لا تزال قائمة وتكافح وتواصل النمو قد تشير إلى حالة من التغيير الجذري في البنية الاجتماعية والثقافية الأفغانية لمجتمع يحاول المروق، هاربا من عقود من الارتباك والعنف والحرب.

لن تتمكن الانتخابات العامة الأخيرة من حل المشكلات الأفغانية القائمة التي تتراوح بين القبلية إلى الفساد الممنهج. ولكن من شأن هذه الانتخابات أن تعزز من مؤسسات المجتمع الأفغاني التي، إن أُخضعت للمساءلة الفعالة أمام الشعب، فقد تستطيع صياغة وجه السياسات المنشودة للاضطلاع بتلك المسؤوليات.

ومن شأن الانتخابات البرلمانية أن تعتبر التدريب العملي على الانتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في العام المقبل، الأمر الذي قد يفضي إلى تسريع المسيرة الأفغانية نحو مستقبل أفضل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الأفغانية الأنباء السارة في عاصفة من التشاؤم الانتخابات الأفغانية الأنباء السارة في عاصفة من التشاؤم



GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 21:11 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

معضلة المراسل بين اليأس والافتراض

GMT 12:50 2021 السبت ,06 آذار/ مارس

على بايدن تجاهل اتفاق الدوحة مع «طالبان»

GMT 20:43 2021 السبت ,27 شباط / فبراير

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد

GMT 03:46 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

بازار الوساطة الإيرانية

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria