دروس الانتخابات الفرنسية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

دروس الانتخابات الفرنسية

دروس الانتخابات الفرنسية

 الجزائر اليوم -

دروس الانتخابات الفرنسية

بقلم : أمير طاهري

مع انطلاق المواطنين الفرنسيين يوم الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد، فإن أوروبا وما وراءها من العالم المعاصر، سوف يشهدون تلك الأحداث بقلوب وجلة.<br />فمن شأن الانتصار المشوش من جانب مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان أن يلقي بظلال من الشك على مستقبل الاتحاد الأوروبي، في وقت لا تزال أوروبا تحاول امتصاص صدمة الخروج البريطاني من عضوية الاتحاد. ومع اعتبار علاقات السيدة لوبان مع موسكو، فإن هذا التحول الخطير في الأحداث من شأنه أن يسبب اهتزازات كبيرة في حلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي تمارس روسيا فيه الضغوط الشديدة على الأطراف الخارجية لدول الحلف.

باقي من الزمن 48 ساعة على يوم الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومن شأن الحكمة التقليدية أن تجعلنا نعتقد أن فوز مارين لوبان هو من الاحتمالات البعيدة وأن إيمانويل ماكرون، نجم الأحداث المفاجئة في هذا الموسم الانتخابي، سوف يمضي في طريقه نحو بوابة قصر الإليزيه.

مع ذلك، حتى وإن تحققت هذه النسخة المتفائلة للغاية من الأحداث، فينبغي علينا اعتبار هذه الانتخابات كمثل الإنذار الصارم بالنسبة للديمقراطية الفرنسية. فهذه هي المرة الأولى التي جمعت فيها النهايات المتطرفة للنخبة السياسية الفرنسية نصف أصوات الناخبين تقريباً خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البلاد. وفي عام 1969، حاز جاك دوكلوه، حامل لواء الحزب الشيوعي الفرنسي، ما يقرب من ربع أصوات الناخبين. وهذه المرة، حاز كل من مارين لوبان، ونيكولا دوبون اغينان، وفرنسوا أسيلينو، حاملي لواء اليمين المتطرف الفرنسي، ما يقرب من 27 في المائة من أصوات الناخبين.<br />وأضف إلى ذلك 23 في المائة التي فاز بها مرشحو اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون، وناتالي أرتود التروتسكية، وفيليب بوتوه من الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، ولسوف تجد لديك ما يقرب من نصف عدد الناخبين الفرنسيين.

وإجمالاً للقول، فإن أصوات كل من اليمين المتطرف واليسار المتطرف تشير إلى رفض الحالة الراهنة بشخصيتها المعنوية وقواعدها المتنازع عليها بشكل متزايد. ويبدو أن حالة الرفض هي أوسع من ذلك بكثير، إذا افترضنا أن هناك جانباً جيداً من القاعدة الانتخابية للسيد ماكرون يرفضون الحالة الفرنسية الراهنة من خلال اختيار ذلك السياسي الوافد الجديد نسبياً إلى السياسة الفرنسية. وسوف يكون هناك المزيد من القلق إذا ما تذكرنا أن فرنسوا فيون، الزعيم غير الناجح لليمين الكلاسيكي الذي انتهى به الأمر محققا 18 في المائة فقط من عدد الأصوات، كان قد اقتبس أيضاً بعضاً من تيمات الرفض الفرنسي الشهيرة عبر تبنيه الغريب للموقف المؤيد لروسيا في ملفات السياسة الخارجية.

ويميل بعض المحللين إلى رفض كل ذلك باعتباره ثوراناً لأصوات الناخبين المحتجين، أو كمثل عاصفة رعد عابرة في يوم صيف هادئ. ومع ذلك، حتى وإن كانت هذه هي الحالة في أي ديمقراطية حقيقية فإن التصويت الاحتجاجي هو تصويت قانوني كأي تصويت آخر. وإحدى وظائف الانتخابات هي أن تعكس حالة الاستياء لدى الجماهير، سواء أكان لها ما يبررها من عدمه، حيال الحالة الراهنة.

ويشير المحللون الآخرون إلى حقيقة مفادها أن أغلب الناخبين «المتطرفين»، على غرار أولئك الذين حققوا الانتصار في معركة البريكست البريطاني، هم من الطبقة الأقل تعليماً، والأقل علماً ببواطن الأمور، والأقل ثراء كذلك، وهم «الأقل» في مجالات أخرى كثيرة. وبرغم ذلك، فإن التصويت من الطبقة «الأقل» في المجتمع يُحسب مثل التصويت من الطبقة «الأكثر» في المجتمع نفسه.

ومهما كانت نتيجة التصويت يوم الأحد، فهناك 3 دروس على الأقل يمكن استخلاصها من السباق الرئاسي الفرنسي لهذا العام:<br />الدرس الأول، يتعلق بالأحزاب الرئيسية، والاشتراكيين، والديغوليين من مختلف المسميات، والذين فشلوا في إقناع الناخبين بأنهم يمكنهم وبشكل فعال معالجة مخاوفهم، المبررة منها وغير المبررة. وانتهى الأمر بهم جميعاً إلى حيازة أقل من ربع الأصوات، وهو أدنى مستوى نجحوا في تسجيله على الإطلاق. ويعتقد بعض المحللين أن الحزب الاشتراكي أو حتى بعض من الديغوليين كذلك، سوف تتلاشى ذكراهم في غياهب النسيان. ولكنني لا أعتقد أن ذلك سوف يحدث. فإنهم يمثلون الآيديولوجيتين اللتين، برغم التباينات المختلفة، قد هيمنتا على المجال السياسي الأوروبي عبر القرنين الماضيين.

والدرس الثاني، هو أن الطرفين المتطرفين من الطيف السياسي الفرنسي، ورغم وقوعهما في قبضة الآيديولوجيات الضيقة العقيمة، فهما غير قادرين على التوسع بخيالاتهما لما وراء حدود معينة، وبالتالي فمن غير المتوقع لهما النجاح في تصحيح الأخطاء التي سلطا الأضواء عليها من قبل.

فاليمين الفرنسي المتطرف الذي تمثله السيدة لوبان هو الوجه الحالي الذي لم يكن أبداً قادراً على النمو خارج حدود السياسات الفرنسية. ومن خلال تجلياته المختلفة، بما في ذلك حركة العمل الفرنسية، أو الحركة الجزائرية الفرنسية، أو منظمة الجيش السري، أو حتى الحركات المستنسخة من أنصار جورج بوولنغر أو بيير بوجاد، لم تفلح في التحول إلى الآيديولوجيات السياسية السائدة. ويمكن القول إن نسخة من اليمين المتطرف قد صيغت على نحو وجيز في شكل حكومة المارشال فيليب بيتان في ظل حكم الاحتلال الألماني في الفترة بين عامي 1940 و1944.

أما بالنسبة لليسار المتطرف وعلى مدى عقود، فإنه يدين بجزء من سلطاته إلى الدعم القوي من جانب الاتحاد السوفياتي. وحتى الجماعات اليسارية الهامشية مثل حركة العمل المباشر وغير ذلك من التنظيمات الإرهابية من تيار اليسار كانت قد تلقت التغذية الآيديولوجية، إن لم تكن المادية، رأساً من موسكو.

ولا يمكن مجرد شطب اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف من الحياة السياسية الفرنسية، وفي هذه المرة على أدنى تقدير، يمكنها لعب دور مفيد من خلال دق ناقوس الخطر بشأن حالات الفشل المتكررة، ونقاط الضعف، ومواطن النقص الهيكلية في التجربة الديمقراطية الفرنسية في شكلها الحالي.

والدرس الثالث والأخير، كما يأمل البعض، يكمن في أن تنشأ الديمقراطية الفرنسية من رحم الاضطرابات الحالية أقوى وأصلب مما كانت عليه في الفترة السابقة. وهذا ليس من قبيل تفاخرات نيتشه الوجودية. فإن التجربة الراهنة تظهر أن النظام الديمقراطي يمكن أن يشتمل على أكثر الجماعات والحركات تطرفاً عند مرحلة الترحيب بهم على عتبات السلطة وليس لأبعد من ذلك

إن انفجارات التطرف السياسي الفرنسي، من اليمين الكاره لوجود الأجانب وحتى اليسار القومي الشعبوي، لم تعد مقتصرة على المجال الفرنسي فحسب، بل تمددت لتشكل تحدياً قوياً وقائماً في مواجهة الديمقراطية الأوروبية بأسرها. وفي كل مكان في أوروبا، كانت الديمقراطية الأوروبية قادرة على احتواء تلك الظواهر السياسية المتطرفة، بل وفي بعض الأحيان تمكنت من توجيه طاقاتها في خدمة الإصلاحات المتأخرة.

ففي اليونان، بدأ حزب سيريزا اليساري المتطرف مساره كبطل في مواجهة الاتحاد الأوروبي القوي. ولقد صار الآن حاملاً للواء المعايير المحلية للاتحاد الأوروبي. وفي إسبانيا، طرق حزب بوديموس الحدود الخارجية للتطرف السياسي وهو في طريقه الآن لأن يتحول إلى حزب يساري من أحزاب التيار السائد. وفي النمسا، وصل المرشح الرئاسي لتيار اليمين المتطرف إلى الجولة الأخيرة من الانتخابات، ولكن أطاح به في نهاية المطاف مرشح آخر يعود بتوجهاته السياسية إلى حزب الخضر.

وفي هولندا، يبدو أن حزب خيرت فيلدرز اليميني المتطرف قد أدرك أخيراً أقصى حدود إمكاناته الانتخابية، وهي التجربة التي يبدو من المرجح تكرارها في كل من السويد والدنمارك كذلك. وفي إيطاليا أيضاً، تمكن النظام السياسي من استيعاب صدمة الرفض السياسي المتطرف تحت زعامة الكوميديان بيبي غريللو.

وفي كل تلك البلدان الأوروبية، تمكنت أطراف التيارات السياسية المتطرفة من تعكير صفو الأجواء، غير أنها فشلت في إحداث ثورات حقيقية. دعونا ننتظر ونرى ما سوف تسفر عنه الأحداث في فرنسا بعد غد. 

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس الانتخابات الفرنسية دروس الانتخابات الفرنسية



GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 21:11 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

معضلة المراسل بين اليأس والافتراض

GMT 12:50 2021 السبت ,06 آذار/ مارس

على بايدن تجاهل اتفاق الدوحة مع «طالبان»

GMT 20:43 2021 السبت ,27 شباط / فبراير

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد

GMT 03:46 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

بازار الوساطة الإيرانية

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria