فن تحويل الجيران إلى أعداء
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

فن تحويل الجيران إلى أعداء

فن تحويل الجيران إلى أعداء

 الجزائر اليوم -

فن تحويل الجيران إلى أعداء

أمير طاهري

يجب أن تكون أذربيجان، بأي حال من الأحوال، هي أقرب دولة لإيران، حيث ترتبط تلك الجمهورية الصغيرة التي تقع على بحر قزوين ويصل عدد سكانها إلى تسعة ملايين نسمة بعلاقات عرقية وتاريخية ودينية قوية مع الشعب الإيراني. ويتحدث ما يقرب من 80 في المائة من سكان أذربيجان اللغة الأذرية، وهي لغة الطائية ذات مفردات مستمدة من اللغات التركية والفارسية والعربية، مع العلم بأن نحو 12 مليون شخص في خمس محافظات إيرانية يتحدثون أشكالا مختلفة من تلك اللغة. وعلاوة على ذلك، تضم أذربيجان أقليات مثل الأكراد والغوشتاسب تاليش والتات والليزغيين، وجماعات عرقية أخرى ترتبط بعلاقات عائلية بإيرانيين (تشكل الأقليات العرقية واللغوية 22 في المائة من عدد سكان أذربيجان). وكانت المناطق التي تشكل أذربيجان الفعلية والمعروفة باسم أران وشروان ونخجوان تشكل جزءا من إيران على مدى أكثر من 25 قرنا، إلى أن فقدتها إيران في حربين كارثيتين مع روسيا القيصرية في إطار سعيها لتحقيق حلمها بالوصول إلى المياه الدافئة عبر إيران. وبموجب المعاهدات المفروضة على القاجاريين في 1824 و1830، تنازلت إيران عن تلك المناطق للقياصرة. ومع انهيار إمبراطورية القياصرة إثر اندلاع الثورة الروسية في 1917 - 1918، اتحدت تلك المناطق معا لتكون دولة مستقلة، واستمرت تلك التجربة لمدة عامين، قبل أن يرسل لينين جيشا لتلك المنطقة لإعادة التأكيد على الهيمنة الروسية. وبعد ذلك، نقل جوزيف ستالين، بوصفه المفوض لشؤون القوميات، تلك الأراضي إلى وحدة جديدة أطلق عليها اسم أذربيجان، لتصبح جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن الاتحاد السوفياتي. ومع سقوط الإمبراطورية السوفياتية عام 1991 سنحت الفرصة للشعب الأذربيجاني لاستعادة استقلاله. وفي خضم تلك الأحداث، فر عدد هائل من تلك المناطق المنكوبة للبحث عن مأوى في إيران. واليوم، بات هناك ملايين الإيرانيين الذين فر أجدادهم من القياصرة والبلاشفة. واستمر تدفق اللاجئين من أذربيجان إلى إيران على مدى عقود، مع وجود تباين في أعداد اللاجئين من فترة لأخرى. وخلال التسعينات من القرن الماضي قامت أرمينيا بغزو ناغورنو قره باغ، وهو ما أدى إلى نزوح نصف مليون شخص من أذربيجان إلى إيران. ونظرا لأن المسلمين الشيعية يشكلون نحو 85 في المائة من إجمالي عدد السكان في أذربيجان، فإن تلك الدولة الصغيرة ترتبط بعلاقات دينية قوية للغاية مع إيران. ومن الناحية اللغوية، تنتمي أقليات الأكراد والغوشتاسب تاليش والتات إلى اللغات الإيرانية (كان كتاب ألافيستا «المقدس» للديانة الزرادشتية مكتوبا في الأساس باللغة التي تتحدثها أقلية الغوشتاسب تاليش). وبالتالي، كان من المفترض أن تكون العلاقات بين أذربيجان وإيران علاقات قوية وعميقة، لكن العكس هو الصحيح، حيث قامت إيران خلال الأسبوع الماضي باستدعاء سفيرها من العاصمة الأذربيجانية باكو، كما قامت بإغلاق الممرات الحدودية، كرد على قيام أذربيجان باعتقال 41 شخصا بتهمة التجسس لصالح إيران، من بينهم الصحافي الأذربيجاني أنار بيرملي، الذي كان يعمل لوسائل إعلام إيرانية. ومع تصاعد تلك الأزمة، اختفى كاتبان من أذربيجان في إيران، وهما فريد حسين وشهريار حاجي زاده، وقيل إنهما تم احتجازهما كرهينتين. وخلال الأسبوع الماضي تصاعد غضب طهران عندما استضافت باكو مؤتمر «مستقبل أذربيجان الجنوبية» والذي شارك فيه متشددون معظمهم مواطنون أميركيون من أصل إيراني، يرون أن كل الذين يتحدثون لهجات مختلفة من اللغة الأذرية هم أتراك. ومن غير الواضح تماما ما يعنيه هؤلاء بـ«أذربيجان الجنوبية»، ولكن يتعين على المرء أن يفترض أنهم يريدون اندماج أذربيجان مع المحافظات الخمس الإيرانية التي يتم التحدث فيها باللغة الأذرية على نطاق واسع لتشكيل دولة واحدة تضم 22 مليون نسمة. وترى طهران أن هذه الخطوة هي مؤامرة تحاك من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا للنيل من وحدة الأراضي الإيرانية. ومع ذلك، تعني خطة «التوحيد» اختفاء جمهورية أذربيجان بشكلها الحالي. وفي حال تشكيل أذربيجان «الكبرى» سيصبح الشعب الأذربيجاني أقلية. ولم تكن استضافة الانفصاليين هي السبب الوحيد لغضب طهران، لكن هناك سببا آخر يتمثل في العلاقات الوثيقة التي تربط أذربيجان بإسرائيل، حيث وقعت باكو على صفقة مع تل أبيب للحصول على أسلحة بقيمة 1.6 مليار دولار. وتزعم وسائل الإعلام الإيرانية أن أذربيجان سوف تسمح لإسرائيل باستخدام قواعد عسكرية لضرب المواقع النووية الإيرانية. وعلاوة على ذلك، ترى طهران أن علاقات أذربيجان الوثيقة مع تركيا، التي تعد عضوا في حلف شمال الأطلسي، تعد بمثابة تهديد آخر في حال نشوب صراع مسلح مع الولايات المتحدة. وما زاد حدة الغضب الإيراني هو انضمام أذربيجان إلى جانب روسيا في ما يتعلق بتقسيم موارد بحر قزوين، بما في ذلك النفط والغاز وأسماك الكافيار. وتريد إيران أن يتم الإعلان عن أن بحر قزوين هو بحر مملوك للدول الخمس المطلة عليه، وعلى هذا الأساس يصل نصيب إيران من موارده إلى 20 في المائة، في حين تريد روسيا وكازاخستان تقسيم البحر وفقا لطول الخط الساحلي لكل دولة، وفي هذه الحالة سينخفض نصيب إيران إلى 11 في المائة من إجمالي موارد البحر. وقد انحازت أذربيجان للمعسكر الروسي في تلك المشكلة، في حين لم تعلن تركمانستان - الدولة الساحلية الخامسة - عن موقفها. وعلى الجانب الآخر، تشكو أذربيجان من مواقف طهران، حيث تدعم الجمهورية الإسلامية دولة أرمينيا في صراعها مع أذربيجان. ولولا الدعم الإيراني لما تمكنت دولة أرمينيا الحبيسة من السيطرة على إقليم ناغورنو قره باغ. ومن الواضح أن استمرار الدعم الإيراني لأرمينيا يعني عجز أذربيجان عن استعادة أراضيها. وتشكو باكو من شيء آخر وهو تحريض الملالي الإيرانيين لأقلية الغوشتاسب تاليش ضد الأغلبية الأذربيجانية، على الرغم من أن معظم الغوشتاسب تاليش من المسلمين السنة. وعلاوة على ذلك، تتهم باكو طهران بمحاولة إثارة النزعة القومية بين الأكراد والتات والليزغيين في أذربيجان. ويعد سوء إدارة العلاقات مع أذربيجان بمثابة مثال حي على قدرة العمى الآيديولوجي على تحويل دولة مجاورة كان يفترض أن تكون هناك علاقات وثيقة معها إلى عدو. إن العمى الذي أصيبت به طهران جراء معاداتها للولايات المتحدة لم يجعل نظام الخميني يتجاهل العلاقات الثقافية والتاريخية عميقة الجذور فحسب، ولكن جعله أيضا ينحي جانبا المشاعر الإسلامية، بل والشيعية، في تشكيل العلاقات مع أذربيجان. وبدلا من التوتر الحالي، كان من المفترض أن تكون إيران قادرة - في ظل نظام عادي - على أن تجعل أذربيجان على مقربة من الموطن الثقافي والتاريخي لأسلافها من خلال فتح الحدود ودمج الأسواق والسماح بالتواصل بين الشعبين على جانبي نهر أراس. وللأسف، لم يكن توتر العلاقات مع أذربيجان مفاجئا، حيث تتسم علاقات إيران مع جيرانها بدرجات متفاوتة من عدم الثقة والعداء. إنها مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى! نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط "

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن تحويل الجيران إلى أعداء فن تحويل الجيران إلى أعداء



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria