تناقضات البائع الجوّال
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تناقضات البائع الجوّال

تناقضات البائع الجوّال

 الجزائر اليوم -

تناقضات البائع الجوّال

غسان الإمام

تسألني عن رأيي في الاتفاق النووي العجيب. فأحيلك إلى المعلقين الذين لم يقرؤوه. فكلهم علقوا عليه! حالهم كحال الشاعر مع سائلته: تعجبين من سقمي/ صحتي هي العجب! فما من صحيفة تستطيع نشر اتفاق استوعب 159 صفحة. لكن ما من صحيفة إلا ونشرت، بالضرورة، تعليقات كتابها ومعلقيها.

شخصيا لا أستطيع أن أقدم رأيا أو موقفا متكاملا في اتفاق مهم لم أقرأ نصه. وحكمي على الملخصات التي نشرت عنه، يجعل التعليق عليه مجتزأ. وربما ما أغفل منه أشد أهمية وخطرا مما أعلن عنه. وهذه هي مشكلة الإعلام في اختصاره نصوص الاتفاقات والتصريحات الطويلة.

من هنا، أبدي رأيا بتحفظ شديد. فأقول إن حرمان إيران من هيبة دولة مالكة للقنبلة المخيفة أمر مفيد للعرب الذين اعتدت إيران على هيبتهم. لكن الاتفاق، كما يبدو، أبقى التقنية. والوقود. والمفاعلات الضرورية وديعة لدى إيران لإنتاج قنبلتها، ربما بعد عشر سنين. وهي مدة قصيرة جدا في عمر السياسة.

عندما سأل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، عن رأيه في الاتفاق، أجابه باختصار شديد: «العبرة بالتنفيذ». بمعنى مدى التزام إيران بتطبيق تفاصيل الشروط الفنية الواردة في الاتفاق. وعدم التحايل على بعض البنود التي بقيت غامضة وملتبسة. فالمهم وقف إنتاج الوقود النووي اللازم لصنع القنبلة. والأهم امتناع إيران عن إثارة الصراعات الطائفية. والمذهبية، في العالم العربي.

الواقع أن كل الدول النووية اعتمدت النفي والتعتيم، على مسيرتها النووية المخزية. فهي تعرف أنها تصنع قنبلة ضد أمن وسلام الانسان العادي. انهارت ألمانيا النازية، قبل أن يتمكن علماؤها من إنتاج القنبلة التي كانت ستقلب هزيمة هتلر نصرا. فاستخدمتهم أميركا في مساعدة علمائها في إنتاج القنبلة التي ألقيت على اليابان.

في الحرب الباردة، كان لا بد لروسيا أن تلحق بأميركا في صنع القنبلة. فمات ستالين مطمئنا (1953). الصين استكملت أيضا هيبتها الدولية الرادعة بصنع قنبلة، لم يقدم العم ماو اعتذارا إلى العالم عنها. وانضمت بريطانيا وفرنسا بهدوء ماكر إلى النادي النووي. وكانت الجمهورية الفرنسية الرابعة مسؤولة تاريخيا، عن تزويد اسرائيل بتقنية صنع القنبلة سرا، نكاية بمصر عبد الناصر، لمساعدتها شقيقتها الجزائر، في حرب الاستقلال.

وهكذا، فاسرائيل النووية هي التي أدخلت إيران والمنطقة العربية في الحمّام النووي. وشكرا، لتنظيم «مجاهدي خلق» المتهم بالإرهاب! فقد كان هو الذي فضح محاولة الدولة الدينية صنع قنبلة إبادة جماعية تحرمها الأديان قاطبة.

أي نفاق في هذه الأيادي المرتفعة في طهران إلى السماء ملتمسة بركة الله! فيما يعلن الملا خامنئي الذي أمّ الجميع في عيد الفطر، أنه سوف يواصل دعم بشار وحزب الله. أهلك نظام بشار من السوريين أكثر مما أهلكت قنبلتا هيروشيما وناغازاكي معا من اليابانيين. وها هو «حزب الله» يجرب صواريخه الإيرانية، في إبادة 30 ألف إنسان هم أهالي وأطفال الزبداني المدينة الصيفية المحاصرة، ثم يزعم أنها «الطريق» لتحرير فلسطين!
ثم أي حياد هذا الذي تمارسه حكومة حيدر عبادي العراقية؟! فقد اقترحت، على ضيفها الزائر الوزير كارتر، أن تنسق أميركا، مع حلف جهنمي يضم إيران. والعراق. ونظام بشار. و»حزب الله» ضد «داعش». وكأن «داعش» وحدها التي تمارس الإرهاب في المشرق العربي!

لا أتمنى للوزير كارتر مصير «البائع الجوال» في مسرحية آرثر ميلر الشهيرة. فقد أرسله الرئيس أوباما إلى العرب واسرائيل، لتحسين سمعة الاتفاق النووي الذي عقده مع إيران. اختلفت بضاعة الوزير الجوال من بلد لآخر. فلكسب رضا اسرائيل، وعدم استخدام نفوذها في الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق، عرض كارتر منح اسرائيل تقديمات سلاحية استراتيجية مجانا، تضمن لها تعزيز تفوقها النووي على سائر الجيوش في المنطقة.

اسرائيل مهتمة بالحصول على طائرة «إف-35» الأميركية التي لم تدخل بعد مجال الانتاج والتصدير. فهذه الطائرة القادرة على حمل قنابل الأعماق الصالحة لقصف المراكز النووية الإيرانية في الجبال، ستكون بمثابة استكمال للاستراتيجية الهجومية الاسرائيلية، بعد حصولها على غواصة «دولفين» الألمانية القادرة على إطلاق صواريخ نووية اسرائيلية، من مياه بحار مجاورة لإيران.

وإذا كان البائع الأميركي الجوال تعهد فعلا بتقديم هذه البضاعة لنيتنياهو، فمعنى ذلك زيادة الدعم المالي العسكري لاسرائيل بما يفوق ثلاثة مليارات دولار حاليا. هناك الآن سباق تسلح إقليمي في المنطقة. ميزانية الدفاع الاسرائيلية تصل إلى 15 مليار دولار (باستثناء الدعم الأميركي). وهو يوازي مبلغ 16 مليار دولار الذي تنفقه سنويا إيران المفلسة على جيشها النظامي. وميليشيا «الحرس الثوري» الحامية للنظام. والمكرسة لقمع الانتفاضات الشعبية. ثم هناك «فيلق القدس» المكرس لعمليات التخريب و»تصدير الثورة» إلى العالم العربي.

الأرقام الأميركية تدعي أن العرب أنفقوا 130 مليار دولار على دفاعاتهم في العام الماضي. البائع كارتر عرض عليهم بيعهم أسلحة إضافية ضد إيران. بعد الاتفاق النووي، عرض أوباما على العرب حماية أميركا لأمنهم من إيران!

لكنها اسرائيل، وليست إيران، التي ألقمت صواريخها قنابل نووية، لقصف مصر وسورية، عندما اجتاحت القوات المصرية خط بارليف على قناة السويس. وعندما نزلت الدبابات السورية من الجولان إلى الجليل المحتل، في حرب اكتوبر 1973. فأمر الرئيس نيكسون آنذاك بإرسال «كل شيء يطير» لإنقاذ اسرائيل.

في بغداد وكردستان، بدا البائع الأميركي الجوال، وكأنه ليس على علم بالاتفاق «السري» بين أميركا وتركيا الذي قيل إنه يسمح لتركيا بإنشاء منطقة حظر جوي على الحدود داخل سورية، في مقابل السماح للطيران الأميركي بالانطلاق من قاعدة «أنجيرلك» التركية القريبة، لقصف «داعش» وربما «النصرة» في سورية.

التناقض يبلغ الذروة. البائع الجوال يعد مسعود البرزاني بمواصلة دعم الأكراد عسكريا لـ»تحرير» الموصل.
 
فيما يعني الاتفاق السري مع تركيا خوضها حربا مزدوجة ضد «داعش» في سورية. وضد القوات الكردية (المحمية جوا بالطيران الأميركي) المتقدمة على الحدود السورية مع تركيا، بهدف إقامة منطقة حكم ذاتي مستقلة أو تابعة لكردستان العراق، لكنها مرفوضة تركياً.

أكتب هذه الكلمات في «الويك إند». المشهد لم يكتمل بعد. هل ينقذ أوباما سمعة وزير دفاعه الجوال. فينفي الاتفاق السري مع تركيا؟ أم أن الجيش التركي سيعبر الحدود لإقصاء «داعش» والأكراد؟ ويقيم منطقة آمنة للمدنيين العرب والتركمان السوريين الذين بلغ عدد اللاجئين منهم إلى تركيا مليون إنسان؟

إذا فعلت تركيا ذلك، فستكون هي، وليست اسرائيل، التي قدمت عمليا ردا على الاتفاق النووي، متحدية نفوذ إيران ووجودها ومرتزقتها داخل سورية. الوزير المعلم هنأ إيران بالاتفاق النووي. وتكلم واثقا عن «حل سوري» يلغي جنيف الدولية! ويضع سوريا ونظامها تحت وصاية إيران. هذا «المعلم» ستعلو صرخته نواحاً على «السيادة المفقودة»، إذا ما رأى الأقدام العسكرية التركية تدوس كيان «معلمه» الأصلي الذي لم يعرف كيف يصونه ويحميه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تناقضات البائع الجوّال تناقضات البائع الجوّال



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria