مأساة «دَعْوَشَة» ضباط صدام
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مأساة «دَعْوَشَة» ضباط صدام

مأساة «دَعْوَشَة» ضباط صدام

 الجزائر اليوم -

مأساة «دَعْوَشَة» ضباط صدام

غسان الإمام

«دعوشة» ضباط صدام حكاية مسلية تصلح لفيلم هوليوودي طويل. ففيها كل مكونات سينما المغامرات البوليسية. العسكرية. السياسية. المافيوية. العاطفية. وينقصها الراحل ألفريد هتشكوك مخرج المفاجآت غير المتوقعة، والألغاز الكثيرة.
تبدأ الحكاية بعد الحربين الخليجيتين (الحرب مع إيران. واجتياح الكويت). موهبة صدام الغريزية في حب البقاء. واعتبار كل تحرك خارج إرادته «مؤامرة» عليه، أقنعته بأن القومية العربية لم تعد حافز جذب، وعامل إغراء. فقد راحت الأجيال الجديدة تأخذ منحى دينيا، إثر غياب عبد الناصر بعد حرب (النكسة).
صدام يختلف عن السادات. وبورقيبة. والشاذلي بن جديد الذين أوكلوا إلى الإسلام «الإخواني» والمتزمت مهمة الدفاع عن أنظمتهم. فقد امتلك هو شخصيا تنظيما حزبيا زادته الحرب ولاء وعبادة لشخصية «البطل القائد». وبضربة مسرحية، قرر صدام «أسلمة» نظامه. فسرح حكومة سعدون حمادي القومي الليبرالي (1993). وأقصاه من قيادة الحزب، مهددا ورافضا ديمقراطيته «الغربية» كحل سلمي في مجتمع عراقي مأزوم.
في حذره اللامتناهي، لجأ صدام إلى التخلص من كبار ضباط جيشه الذين باتوا «نجوما بطولية» ينافسونه في كل بيت عراقي وعى قيادتهم البارعة للحرب مع إيران. واستدعت ذاكرته مقتل الرئيس الأسبق عبد السلام عارف، بحادث سقوط طائرته المروحية. سرح صدام «النجوم». ألزمهم بيوتهم. واستدعى «الهليكوبتر» للتخلص ممن بقي منهم في الخدمة. بادئا بوزير الدفاع عدنان طلفاح شقيق زوجته وابن خاله. تكرر سقوط المروحيات بالنجوم، إلى درجة لفتت انتباه الرئيس حسني مبارك آنذاك. فهمس في أذن صدام في أحد اللقاءات: «بلاش بأه حكاية الهليكوبتر دي».
بعد الاطمئنان إلى الانضباط والولاء في الحزب والجيش، أمر صدام نخبة الضباط والمدنيين الحزبيين، بالانخراط سرا في الثقافة الجديدة: قراءة دراسات وبحوث في الإسلام الحربي المتزمت. والإسلام الموروث عن السلف، والمصقول باجتهاد فقهاء القرون الوسطى خلال الحروب الصليبية التي استغرقت ثلاثة قرون. وللبرهنة على التغيير، خاط صدام الشعار الإسلامي الكبير (الله أكبر) على العلم العراقي.
جرد صدام زملاءه ووزراءه المدنيين من ملابسهم. وأجبرهم على ارتداء الزي العسكري الفاشي. مثل طارق عزيز، وطه ياسين رمضان. وهكذا، تمكن صدام من إطالة عمر نظامه اثنتي عشرة سنة، بعد الهزيمة في الكويت (1991).
تلقت فاشية نظام صدام الدينية ضربة قوية بحرب بوش على العراق (2003). لكن «فدائيي صدام» المتدينين عرقلوا تقدم الأميركيين في قاطع الناصرية الجنوبي. غير أن نجله عدي وكبار ضباطه جيشه ومخابراته، لم ينسفوا الجسور في الطريق إلى بغداد، كما كان في تخطيط قيادة التنظيم الديني. وكان مشهدا طريفا لوزير الإعلام محمد سعيد الصحاف وهو «يؤكد» هزيمة الغزاة، فيما كانت الدبابات الأميركية تتحرك في الصورة التلفزيونية خلفه في بغداد.
لم تكن الهزيمة العسكرية غائبة عن حسابات صدام. كان من الذكاء الغريزي، إلى حد التخطيط لإدامة المقاومة من دونه. أُعدم صدام. لكن «دعوشة» ضباطه وحزبه التي استغرقت عشر سنوات أبقت المقاومة مستمرة. بل انضمت إليها فصائل من العشائر السنية المقاتلة، و«القاعدة» بعد مقتل قائدها أبي مصعب الزرقاوي (2006).
أمضي في روايتي عن «أسلمة» نظام صدام، وعن نشأة «داعش» العراقية. فأتوقف عند ملابسات لجوء حسين كامل وزير الدفاع العراقي الأسبق، وشقيقه صدام كامل إلى الأردن (1995). فقد أدلى حسين بمعلومات سرية مذهلة في عمان، يبدو لي أنها لم تلق اهتماما يذكر لدى المخابرات الأميركية والعربية. ربما لأن «دعوشة» نظام صدام لم تكن ظاهرة خطيرة كما هي اليوم.
وعندما لم يجد حسين كامل من يكافئه على البوح بأسرار «دعوشة» نظام صدام. وفي حسبانه الساذج أن يكون بديلا له، فقد قفل راجعا إلى «كنف» صدام مع شقيقه، ظنا منه أن زوجته وزوجة شقيقه، وكلتاهما ابنتان أثيرتان لدى أبيهما صدام، ستكفلان لهما الوقاية من غضبه. وكان ظنه أيضا خاطئا وساذجا. فقد قتل هو. وشقيقه. ووالده. وأقرباء له في عشيرته التي هي أيضا عشيرة صدام.
وأضيف هنا أن الـ«سي آي إيه» كانت مشغولة عن حسين كامل بـ«المؤامرة» الانقلابية ضد صدام التي ورطت بها ضباط تنظيم «الوفاق الوطني العراقي» اللاجئ إلى الأردن. وأسندت تنفيذ المؤامرة إلى شخصية مدنية معارضة منشقة عن بعث صدام (1995).
الطريف أن أقول إن هذه «المؤامرة» كانت في الواقع انتقاما لـ«مؤامرة» انقلابية أميركية أخرى فاشلة، تورط بها تنظيم «المؤتمر الوطني العراقي» الكردي/ العربي اللاجئ إلى أربيل (كردستان العراق).
للدلالة على قوة التنظيم الداعشي/ الصدامي، أذكر أن عملاء جهاز «الأمن العام» المرتبط بالتنظيم كانوا قد اخترقوا التنظيمين الانقلابيين المذكورين. وتمكنوا من القبض على مائة ضابط من تنظيم «الوفاق». فأعدمهم صدام (1996).
بعد ذلك، اقتحمت قوات صدام كردستان العراق، مستفيدة من الاقتتال الدامي بين حزبي جلال طالباني ومسعود بارزاني. فانحازت إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي سمح لها بمهاجمة ونسف مركز تنظيم «المؤتمر». فقتل أيضا نحو مائة من ضباط التنظيم المنشق أكرادا وعربا، في العام ذاته.
يكفي أن أذكر هنا أن «الأمن العام» كان جهاز النخبة المخابراتية الصدامية/ الداعشية. وقد أمر صدام قبيل الغزو الأميركي كبار ضباط الجهاز بحله. وتشكيل خلايا نائمة يمكن تحريكها ضد قوات الاحتلال وعملائه. وهذا ما يحدث منذ «الانتفاضة» الداعشية/ الصدامية في الموصل (يونيو/ حزيران 2014).
والآن، من يحكم داعش/ الصدامية؟ هل هو «الخليفة» الخفي أبو بكر البغدادي؟ أم «الحجي» عزة الدوري شيخ مشايخ جناح النقشبندية الصوفية في حزب البعث العراقي؟ يبدو لي أن جناح «الدواعش» بات هو الأقوى، بعد وصول ألوف المهووسين المتزمتين من أوروبا. وآسيا الوسطى. والقوقاز. وتونس. ومصر. والخليج. والدليل أن طابع العنف الوحشي المروع هو السائد في «الجنة» الداعشية.
ضعف الثقافة السياسية لدى الضباط الصداميين من متوسطي الرتب، هو الذي جعلهم يراهنون على تنظيم أكثر بشاعة وقسوة من نظام صدام، مدفوعين بحافز الانتقام، مما أنزله بهم وبالسنة النظام الشيعي تحت المظلة الإيرانية، من ملاحقة. واعتقال. واغتيال. وقد مضى على كبيرهم الفريق أول سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع الأسبق أكثر من عشر سنين في السجن، محكوما بالإعدام في عهد نوري المالكي. وهذا الضابط الكبير مشهود له بالكفاءة. والنزاهة. وعدم التورط بارتكابات نظام صدام.
ضيع حزب البعث العراقي فرصة تاريخية، بإقصاء حكومة الراحل سعدون حمادي. فلم تسمح له «داعشية» صدام، بإرساء نظام مدني متصالح مع العراقيين، بحيث يستطيع طي الصفحة الصدامية السوداء في تاريخه، بمراجعة ذاتية للمسيرة الحزبية، تجنبه انحرافات الماضي. ولا شك أن النظام العراقي الراهن يملك الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق من التفتت والتقسيم، إذا ما استطاع رئيس حكومته حيدر العبادي أن ينفذ وعوده بإنصاف السنة، والكف عن رؤية المشهد السياسي بنظارات إيرانية، خوفا من «الحجي» الآخر قاسم سليماني الذي يحتفظ لنفسه بمكتب بجوار مكتب العبادي، في المنطقة الخضراء في العاصمة العربية بغداد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة «دَعْوَشَة» ضباط صدام مأساة «دَعْوَشَة» ضباط صدام



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 02:31 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق مبتكرة لتجديد الاثاث القديم والخشبي

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تنتهي من تسجيل معظم أغاني ألبومها الجديد

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

تجربة سيارة رولز رويس واريث تسترجع ذكريات ديكنز

GMT 18:06 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موقف ديبالا وإيكاردي من ودية غواتيمالا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria