من المطرقة والمندل إلى المطرقة والخنجر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

من المطرقة والمندل إلى المطرقة والخنجر

من المطرقة والمندل إلى المطرقة والخنجر

 الجزائر اليوم -

من المطرقة والمندل إلى المطرقة والخنجر

بقلم : غسان الإمام

نشأ الإرهاب السياسي المعاصر مؤدباً! كان البلاشفة الحمر في روسيا يرفعون رمزهم الشهير (المطرقة والمنجل) دلالة القوة (المطرقة) وحصاد الإنتاج (المنجل). ويكتفون باغتيال رجال القيصر فرادى.

لم يلجأ البلاشفة إلى الإرهاب الجماعي، إلا بعد أن تذوقوا حلاوة الحكم. صادروا الأراضي الزراعية. فاصطدموا بملاكها القدامى (الغولاغ). فأفناهم ستالين بنفيهم الجماعي إلى صقيع سيبيريا.

مات لينين باكرا. ومات 26 مليون روسي من أجل أن يكسب ستالين الحرب العالمية الثانية. كانت تلك الحرب أكبر حماقة دموية إرهابية ارتكبتها القبائل الأوروبية في تاريخ البشرية. مات ستالين. فتحول تلامذته الثوار إلى موظفين وتجار في مكاتب الدولة.

لم تنتج الثورة الماركسية حضارة. أنتجت «ثقافة المقاومة»! اخترعت بندقية الكلاشنيكوف. فباعها تجار خروشوف. وبريجنيف. وكوسيغن إلى سماسرة السلاح. فغدت هذه البندقية الخفيفة سلاح العنف الجماعي لثورات تشي غيفارا ضد المستعمرين.

اغتالت بندقية «إم سكستين» الأميركية غيفارا في أدغال أميركا اللاتينية. فغدت هذه البندقية الثقيلة المعقدة سلاح أنظمة القهر، ضد بندقية الكلاشنيكوف في قبضة المطالبين بالحرية السياسية والعدالة الاجتماعية.

استأجرت «إم سكستين» الكلاشنيكوف. خبأته تحت عباءة الخميني السوداء. فكشّ به الشاه. وسرّبته إلى قبضات الثوار السنة في أفغانستان. فكشوا به عسكر المخرب بريجنيف. تأسلم الكلاشنيكوف. بات سلاح أبو عمر. وأبو الحسن والحسين. فاقتتلا به في سوريا والعراق. خطفه أبو بكر البغدادي. فتح دكان «الخلافة» فأرهب به المؤمنين و«الكفار».

ابتذل المتزمتون العرب «ثقافة الكلاشنيكوف». ظنوا أنهم قادرون على أسلمة الحضارات وغزو القارات بامتهان الحياة الإنسانية. وممارسة الانتحار الجماعي داخل المجتمعات الغربية التي أوتهم. واستضافتهم. ومنحتهم جنسياتها. فظلوا غريبين. لا هم يندمجون في ثقافاتها. ويتقنون علمها. ولا هي تمنحهم حقهم في العمل. والكسب المشروع. والحياة الكريمة.

أخفقت البندقية في خدمة الأسلمة. باتت المواجهة بين التقنية المتفوقة وشجاعة الإدمان على الانتحار بالأحزمة الناسفة. تحول الحلم بالجنة والحور العين إلى ساحة وغي غير متكافئة. حاربت أميركا وأوروبا الفاشية العنصرية في الحرب العالمية. وها هما تعلنان حربا عالمية على الفاشية الدينية المختبئة بين أكوام المدنيين في المدن العتيقة المهترئة.

الحروب الطائفية شقاء للمدنيين المحاصرين بشيزوفرانيا الفصام بين ظلامية تزمت «داعش» و«القاعدة». ورغبة الجيوش والمرتزقة في الانتقام بالقصف الجوي. وبالـ«درون» النحلة العمياء التي لا تميز بين المتزمت البدائي والمدني الحالم بحياة أفضل لأطفاله.

ينتقل هذا العالم النازف دما من عصر القتل بـ«المطرقة والمنجل» إلى عصر القتل بـ«المطرقة والخنجر». فقد اكتشف الداعشي أبو محمد العدناني مسرح الإنترنت. صرخ في هذا الفضاء الافتراضي صرخته البدائية. فردد أصداءها الوحشية الشباب المفتونون بعنف الإرهاب: ابقوا حيث أنتم. حطموا رؤوس «الكفار» بـ«المطرقة». اذبحوهم بالسكين والخنجر. اسحقوهم بالسيارة والشاحنة. فقد انتهى عصر الكلاشنيكوف المهاجر إلى العراق وسوريا.<br />قتل المثقف أوباما أسامة بن لادن. دفنه في عمق بحر العرب. بوتين يقول إنه قتل أبا بكر البغدادي في غارة على الرقة. فتبنت «الداعشية» و«القاعدة» لامركزية القيادة. رفض يهود شركات الإنترنت إلغاء مقاهي الوصل الاجتماعي. جمعوا أموال العالم من زبائن الثرثرة الفضائية. وأتاحوا باسم «حرية التعبير» الاتصال والتخطيط للذئاب المنفردة المتوكئة على «المطرقة» والمتزنرة بـ«الخنجر».

الطرافة في بريطانيا التي كانت «عظمى» أنها فقدت عبقرية التحليل السياسي عندما تخلت عن مستعمراتها! راهن قارئ الفنجان ديفيد كاميرون على ذكاء الإنجليز. فاستفتاهم في البقاء الرابح داخل الدكانة الأوروبية. فطعنوا أنفسهم بخنجر الاستقالة من أوروبا. وأنهوا حياته السياسية بالمطرقة. فبات الجنيه الإسترليني الذي أقبض به مرتبي «عزيز قوم ذل». فقد فقدَ وجاهته المالية أمام يورو أوروبا. ودولار أميركا.

لم يكن كاميرون في حاجة إلى الاستفتاء. فقلدته وريثته تيريزا ماي. حلمت بسيف سابقتها مارغريت ثاتشر. راهنت على تجديد شباب أغلبيتها النيابية بانتخابات جديدة. فطعنها ناخبوها المحافظون. خذلوها. أنزلوا رتبتها من رئيسة حكومة أغلبية إلى رئيسة حكومة أقلية.

سخرت الصحافة البريطانية من الخالة تيريزا. فلاحقتها بمطرقة الكاريكاتير. وطعنت الذئاب الداعشية المنفردة بالخنجر الناخبين الكسالى على جسر لندن والمطاعم المجاورة. فخففت الحكومة من عدد رجال الأمن لأسباب «تقشفية»! فبات المخابراتي العتيق شرلوك هولمز عاجزاً عن مراقبة ثلاثة آلاف داعشي متوكئين على «المطرقة» ومزنرين بـ«الخنجر».

خافت بريطانيا من انتخاب زعيم حزب العمال جيرمي كوربين بديلا لتيريزا. فقد اتهمته الصحافة برثاء كاسترو. والإعجاب بخنجر «حزب الله». ومديح مطرقة «حماس» الإخوانية. وتركت تيريزا تحاول ترقيع حكومة حزب المحافظين العريق، بتوزير أعضاء حزب عنصري مارس (آذار) الإرهاب في آيرلندا بالمطرقة والخنجر

يستعيد الجيش العراقي مدينة الموصل من نير «داعش» مستجيرا ببركة خميني وخامنئي. وبمطارق وخناجر الميليشيات الشيعية والكردية المقاتلة جنباً إلى جنب مع قوات النخبة الأميركية. مات عرب الموصل بالقصف الجوي. وتسمم الناجون بطبيخ المخيمات القذرة التي أعدتها بغداد لإيوائهم.

انتقم «الدواعش». قتلوا المدنيين الأبرياء في طهران. فحمل قاسم سليماني معه ميليشيا «الفاطميون» إلى الحرب في بادية الشام السورية. هنا سباق إقليمي / دولي بين ما هب ودب من أميركان. وإيرانيين. وعلويين. وأكراد. وشيشان. وأفغان. ومرتزقة «حزب الله». ومعارضات سنية تتحرك بالريموت كونترول من تركيا.<br />تحوم جوارح الفضاء فوق جثة البقرة «الداعشية». فإذا التهمتها، أشعلت من الرقة. والطبقة. ودير الزور حربا إقليمية / دولية جديدة، لتمزيق والتهام ما تبقى من سوريا. رفع شهود العيان من معارضات سورية دينية علم «المطرقة والخنجر» الأسود. ونكسوا علم العروبة

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المطرقة والمندل إلى المطرقة والخنجر من المطرقة والمندل إلى المطرقة والخنجر



GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الـ«روبوت» ينافس الصين في هذا القرن

GMT 05:21 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والإدارة والتنمية

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 06:22 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شخصيات وراثية

GMT 06:14 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رؤية للمستقبل من خلال الحاضر العربي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria