تأملات في الذات والفكر والعصر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تأملات في الذات والفكر والعصر

تأملات في الذات والفكر والعصر

 الجزائر اليوم -

تأملات في الذات والفكر والعصر

بقلم :غسان الإمام

أقلب كتب مكتبتي المتواضعة. فأشعر أني أضعت العمر في ثقافات عصر مضى. عصر التنوير. والحداثة. وآيديولوجيا الحرب السياسية الباردة. أبحث عما يرضي النفس. ويلهم العقل، في فكر «ما بعد الحداثة»، فلا أجد أن العصر الجديد قد استوفى التأمل. والدراسة. واستخلاص العبر. وأنجب مؤلفات في عمق وشمولية في تأملي لمسيرة التاريخ، يهمني ما أنجب كل عصر لخدمة الحضارة. والثقافة. والعلم. ولأنسنة النفس مؤلفات العصر الذي مضى.

البشرية. وانتزاع نزعات الشر والأنانية الكامنة فيها، للارتقاء الجماعي بالإنسان. فلا تبقى المساواة.

والرفاهية. والمعرفة، حكًرا على مجتمعات وشرائح متقدمة، فيما تبقى الأغلبية السكانية راسفًة في معتقل الجهل، والتضليل المعرفي والإعلامي.

وأعترف بأن الإقامة الطويلة في منفاي الأوروبي، ساعدتني على الانتقال بإيماني القومي العربي، إلى أفق إنساني أوسع. بمعنى أني ما أردت لأمتي العربية الممزقة يصلح لما أريد للإنسانية، من سلم. ومساواة. ورفاهية. من هنا، صراحتي في رفض. وكشف أولئك الذين يتبرقعون بالقيم المثالية، للتغطية على أهدافهم الحقيقية، في تمزيق المجتمعات الإنسانية.

وأقدم مثالاً واحًدا على دموع التماسيح، في البكائيات الإيرانية على شيعة البحرين. فهي تذكرني ببكائيات مماثلة على شيعة لبنان. فقد استغل الحزب الإيراني (حزب الله) الحرية والديمقراطية في لبنان، لتمزيق وحدته. وضرب عروبته. بل ها هو شعار مقاومة وممانعة المشروع الصهيوني الإسرائيلي، ينطوي ليرتفع عملًيا وواقعًيا الشعار الطائفي، لسلب عقل طائفة عربية. وتسخيرها لخدمة حرب إيران في سوريا.

ماذا حدث في عصر «ما بعد الحداثة»؟ بات العالم في فوضاه الهائلة أشد خطًرا. هناك سبعة آلاف رأس نووي، في حاويات كل من أميركا وروسيا. لكن نظرية الردع النووي التي ضمنت للعالم «استحالة» نشوب حرب نووية، تراجعت. فغدت هناك «إمكانية» لنشوب حرب نووية. كيماوية. جرثومية، بسهولة أكثر مما مضى.

السبب تعدد الأصابع المتوترة الممسكة بالزناد النووي. وصعوبة التسوية السلمية للمشكلات العالمية. 7 وتراخي الرقابة الدولية على دول نووية صغيرة كإسرائيل. وترشيح دول أخرى، كإيران. واليابان. وألمانيا.

وإندونيسيا. والبرازيل. والأرجنتين... لدخول النادي النووي، في غضون السنوات العشر المقبلة.

في هذه الفوضى العالمية الصارخة، أصبحت الليبرالية الحاكمة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة في موقف الدفاع عن النفس. وعن قيمها الأثيرة لديها. كالديمقراطية. وحقوق الإنسان. والاتحاد الأوروبي.

وإنهاء الحروب، في حين تعتبر الأحزاب الشعبوية المتطرفة موجات نزوح العمالة الأوروبية الشرقية.

والغجر. والهجرات العربية. والآسيوية. والأفريقية، بمثابة أحصنة طروادة تهدد تقاليدها. وثقافاتها. وهوياتها القومية.

وبرزت من ضباب المسرح السياسي شخصيات وزعامات أكثر غموًضا. وإبهاًما. وطموًحا. وأشد جرأة في التلميح. والتصريح. والعداء للديمقراطية الليبرالية. والاستعداد للتورط. والتدخل العسكري الخارجي. كما فعل الرئيس الروسي في سوريا. وأوكرانيا. وصولاً إلى دونالد ترامب المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الذي دعا ناخبيه وأنصاره، إلى استخدام العنف المسلح، لمنع هيلاري كلينتون من دخول البيت الأبيض، إذا ما انتخبت رئيسة!

في محاولة «الإسلام الانتحاري» و«الداعشي» وْضع العالمين العربي والإسلامي في صراع مباشر. خاسر، مع الغرب المتفوق تقنًيا. وعسكرًيا، تتحقق نظرية «المستشرقين» اليهوديين برنارد لويس. وصموئيل هنتنغتون، عن «صراع الثقافات والحضارات» المحتم بين الإسلام والغرب.

الحل الأخير عند ديك تشيني الذي كان نائًبا للرئيس بوش الأصغر، هو في قيام الغرب بغزو عسكري شامل وساحق، للعالمين العربي والإسلامي، للقضاء على الإسلام «الداعشي»! وثقافة العداء والتكفير للغرب. من بل يرفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتخاذ أية إجراءات جماعية قمعية ضد مسلمي فرنسا. ويرفض حسن الحظ أن نظريات «الحل الأخير» غير مقبولة لدى الليبرالية الديمقراطية الحاكمة في أوروبا الغربية. البابا فرنسيس احتمال قيام الكاثوليك برد فعل انتقامي، لذبح الكاهن الكاثوليكي الفرنسي.

لكن ماذا حدث للعالمين العربي والإسلامي في عصر فوضى «ما بعد الحداثة»؟ كنت قد تحدثت في موضوع سابق، عما حدث للعرب والمسلمين من ظلم عنصري واستعماري، في عصر الحداثة والتنوير. غير أن الظلم الذي تعرضوا له في المرحلة الأخيرة من ذلك العصر، مرحلة الحرب الباردة (1989 ­ 1945)، كان من صنعهم الذاتي. ومن صنع أميركا. فبعد فشل المشروع القومي (1970)، بادر النظام العربي إلى تشجيع المشروع الديني (الإخواني)، والمشروع الديني المتزمت وليد الرحم الإخواني. ولقي الرئيس السادات جزاء انفتاحه المتحمس على المشروعين.

غير أن أميركا كارتر وريغان أخرجت الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن، من سجن الرئيس مبارك. ونّصبته مفتًيا للمشروع المتزمت. وسوقت أنصاره المتحمسين لقتال الروس الحمر في أفغانستان. وهكذا، ظن «الإسلام الأفغاني» أنه هو المنتصر في تلك الحرب. فلما تخلت أميركا عنه، في مطلع عصر ما بعد الحداثة (1989)،
شن حرًبا انتقامية على النظام العربي وأميركا. لكن النظام العربي تمكن من كسر شوكة هذه النسخة المبكرة الموجة الثانية من «الإسلام المتزمت» (القاعدة)، تمكنت من ارتكاب مجزرة نيويورك (2001). فرّد الرئيس من التزمت. بوش الأصغر، بشن حرب على «طالبان» في أفغانستان. وهدم الجناح الشرقي للأمة العربية (العراق). وتسليمه إلى عملاء إيران.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات في الذات والفكر والعصر تأملات في الذات والفكر والعصر



GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الـ«روبوت» ينافس الصين في هذا القرن

GMT 05:21 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والإدارة والتنمية

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 06:22 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شخصيات وراثية

GMT 06:14 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رؤية للمستقبل من خلال الحاضر العربي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria