العلاقة بين الاستقرار والديمقراطية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

العلاقة بين الاستقرار والديمقراطية

العلاقة بين الاستقرار والديمقراطية

 الجزائر اليوم -

العلاقة بين الاستقرار والديمقراطية

غسان الإمام

مع تنهيدة متأسفة، يعلن جيمس بيكر أن «كل شيء يتفتت في المنطقة». وقبل أن يغيب الرجل من الذاكرة، أقول إنه أكثر وزراء خارجية أميركا السابقين اتزانا. فقد جمع أكبر ائتلاف دولي وعربي، لإخراج صدام بالقوة من الكويت. والتأكيد على أن أمن الخليج خط أحمر. ثم جمع العرب وإسرائيل في مؤتمر مدريد (1991) في محاولة للعثور على تسوية للقضية الفلسطينية.
في جدلية الاستقرار والديمقراطية التي شغلت أميركا، في المنطقة العربية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان بيكر ورئيسه جورج بوش (الأب) من أنصار الحفاظ على استقرار النظام العربي. لكن الرؤساء الأميركيين الثلاثة الذين تتابعوا بعد «بوشبيكر» اعتبروا الديمقراطية أداة لهز استقرار النظام العربي، وتحريك الجمود المتراكم في المنطقة.
وكان لكل من هذه «الترويكا» أسلوبه. فقد اعتمد بيل كلينتون تمرير الديمقراطية من ثقب باب التسوية الفلسطينية. السورية. الإسرائيلية. واستغنى بوش الابن عن صبر أبيه على صدام. وأسقطه في حرب عاتية، انتقاما لتفجير نيويورك الذي لم يكن لصدام علاقة به. ثم وصل الأمر بباراك حسين أوباما، في التناقض مع ثقافته اليسارية الليبرالية، إلى اعتماد «الإخوان المسلمين» وأشباههم أداة أميركا، لإرساء ديمقراطية الانتفاضة.
تنهيدة بيكر الحارة ترددت أصداؤها في أروقة القصر الملكي السعودي في الرياض. فقد كان مرافقا للرئيس أوباما، في عداد نخبة الطبقة السياسية الحاكمة والمعارضة في أميركا التي صاحبت أوباما في زيارة السعودية. وكان الغرض الدبلوماسي من الزيارة التعزية بمليك راحل ارتقى بالسياسة السعودية إلى مستوى تحدي سياسة أوباما في المشرق العربي، وإحباط مخططه لفرض «الديمقراطية الإخوانية» على الانتفاضة. وعلى النظام العربي.
أما الغرض السياسي من الزيارة، فقد كان الاستماع إلى مليك جديد، تربع على مفترق تغيير كبير في القمة السعودية. وما شجع على الاستماع انسجام شرعية التغيير مع استقرار النظام السعودي. ومع المبايعة الشعبية والرسمية المطلقة للملك سلمان عبد العزيز.
جون كيري حرص على أن يكون اللقاء مع الملك سلمان حارا ويعبر عن الرغبة الواضحة في استرضاء العاهل السعودي الجديد. ثم أظهرت اللقطات التلفزيونية مدى الاهتمام والاحترام الذي اتسم به إصغاء الرئيس أوباما لكلام المليك. وأخيرا جاء تصريح سوزان رايس مديرة مكتب الأمن القومي المرافقة لأوباما (أنا هنا لتعزيز العلاقات مع السعودية) بمثابة اعتذار عن توجهات السياسة الأميركية التي أثارت غضب وقلق القيادات السياسية السعودية في السنوات الأخيرة.
وأود أن أنوِّه بأن سوزان رايس بالذات هي في مقدمة مساعدي أوباما النافذين المؤيدين لتغليب الديمقراطية على الاستقرار في المنطقة العربية. وكانت ضمنا مع تأديب بشار (الكيماوي) بضربة أميركية قوية. ولعل في رغبتها بتعزيز العلاقات مع السعودية، اعتذارا شخصيا منها، عن استعجالها تطبيق الديمقراطية في المنطقة، قبل توفر الظروف المناسبة.
مع إشكالية الجدل الأميركي الطويل حول الاستقرار والديمقراطية في العالم العربي، أعتقد أن الملك سلمان بن عبد العزيز قدم حلا يرضي أهل الاستقرار. ويقنع أنصار الديمقراطية. ففي تصريحاته الأخيرة، أجد في المفردات التي استخدمها عناصر تشكل، في مجموعها، مبدأ سياسيا متكاملا، لنهجه في الملك والحكم.
«مبدأ سلمان» انطوى على «الاعتدال. والوسطية. والتسامح... في دولة قوية. آمنة... تنعم بالأمن. الرخاء. الاستقرار. والوحدة في القلوب... وقد قامت منذ محمد بن سعود على الإسلام والعقيدة الإسلامية... ولن تحيد عن السير في هذا النهج الذي أرساه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود».
وإذا كان لي أن أفسر بلغة سياسية مفردات خادم الحرمين الشريفين، فأمهد بالقول إن النظام العربي، وفي مقدمته النظام السعودي، بات اليوم أكثر ليبرالية من مجتمعاته المحافظة دينيا. فقد تجاوزت هذه المجتمعات عموما مفهوم الديمقراطية بما ينطوي عليه أساسا، من فصل بين الدين والدولة.
وهكذا، فالاعتدال في «مبدأ سلمان» يعني دولة تمارس الانفتاح في سياستها الداخلية والخارجية. والوسطية هي التسامح الديني. فلا جنوح في الإفتاء الفقهي إلى التزمت. والتطرف. والعنف، ولا تسييس للدين ينحدر بقداسته، إلى حيث يغدو أداة للتنظيمات السياسية الدينية، في المزايدة على الدولة والنظام، أو الزندقة وتكفير المعارضات السياسية.
وفي «مبدأ سلمان» أيضا، تعهد سعودي صريح بالإسهام «في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين. والنمو الاقتصادي العالمي». وفي حديثه أمام مجلس الوزراء الجديد، في أول انعقاد له، بعد مباحثات سلمان/ أوباما، إشارة واضحة إلى عزم السعودية على «الاستمرار في تعزيز وتطوير (العلاقة الثنائية) في المجالات كافة، بما يدعم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما».
والآن كيف يبدو المشهد العربي والدولي، بعد اللقاء التاريخي السعودي/ الأميركي؟
الطريف أن الديمقراطية تتآكل مع صعود العنف الديني. هناك حزمة قوانين وإجراءات ردع أمنية في العالم كله. وحتى في أميركا. فقد تحول تجسس «وكالة الأمن الوطني» على «داعش» و«النصرة»، إلى التجسس على الحرية الشخصية لملايين المواطنين الأميركيين.
الأطرف أن الإلحاح الأميركي على تبني حصان طروادة «الإخواني» أدى إلى دمجه مع أنظمة وحكومات عربية. وآخرها عجز الحكومة التونسية الجديدة على نيل الثقة النيابية، إلا بعد توزيرها حزب «النهضة» الديني.
في مصر، لم يتسلم الجيش المصري، بعد، مروحيات «الأباتشي» الأميركية الهجومية. ولا الدعم المالي العسكري (1.3 مليار دولار سنويا) في ذروة الصدام مع «حماس» الإخوانية الفلسطينية التي تغزو سيناء والعمق المصري بتنظيم «أنصار بيت المقدس»، الأمر الذي اضطر نظام السيسي إلى العودة لشراء «الكاتيوشا» و«الكلاشنيكوف» من بوتين. بل منعت أميركا الصناديق الدولية من تقديم قروض لمصر، في محنتها المالية التي تسببت بها الأزمة مع «الإخوان».
ولعل التفاهم السعودي/ الأميركي الجديد ينهي تاريخا من «الحروب» الأميركية الحديثة على النظام العربي (السني): الانقلابات السورية ضد ديمقراطية نظام القوتلي. تقويض نظام عبد الناصر في حرب النكسة. إكراه السادات على القبول بصلح الكامب مع إسرائيل. وإغراؤه بالتعاون مع التنظيمات الدينية المسلحة التي اغتالته. توريط العرب في حرب أفغانستان ضد الروس. إسقاط صدام الذي لم يعرف كيف يمارس مسؤوليته في حماية نظامه. وتسليم العراق إلى نظام طائفي تهيمن عليه إيران، الأمر الذي أدى إلى ولادة تنظيم سني مغفل (داعش) يعرف كيف يثير العرب والعالم ضده علنا. وضد السنة ضمنا.
في المقابل، عوّم النظام العربي اقتصاد مصر بعشرين مليون دولار. وقدم أربعة مليارات دولار للجيش اللبناني الذي يواجه غزوة «داعش» و«النصرة». ويقدم مساعدات لملايين النازحين السوريين تفوق المساعدات الأميركية والدولية. وفتح فروعا لأرقى جامعات العالم في الخليج، بما فيها جامعة المليك الراحل عبد الله للعلوم. ويشارك في مكافحة «داعش». ويحمي الثقافة التراثية والحداثية العربية من هجمة ظلامية في الخليج ومصر.
يبقى الامتحان الحقيقي لأحزان بيكر، ولاعتذارات رايس، في العشاء «النووي» لجون كيري مع روحاني وظريف: هل تنتهج أميركا سياسة متوازنة في المنطقة، أم تترك صحيفة «صرماية» الإيرانية تسخر من أميركا، محاكيةً سخرية «شارلي إيبدو» المتهجمة على الأديان؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة بين الاستقرار والديمقراطية العلاقة بين الاستقرار والديمقراطية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria