لبنان الأسير
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لبنان الأسير

لبنان الأسير

 الجزائر اليوم -

لبنان الأسير

غسان الإمام

يتمتع كل سوري ولبناني بستين ألف فرصة إضافية للموت بصاروخ من صواريخ الأشقاء الشيعة التي يختزنها «حزب الله» في الشقق والأبنية السكنية. حمل الزعماء السنة إلى الرئيس ميشال سليمان مذكرة مدعومة بأدلة وصور إلكترونية، عما قيل عن مشاركة صواريخ ومقاتلي الحزب للجيش اللبناني في غزوة «دويلة» الشيخ السني أحمد الأسير التي أقامها حول مسجد بلال بن رباح، في منطقة عبرا بظاهر مدينة صيدا الجنوبية. وبين الأدلة ما قيل أيضا عن عودة شبيحة الحزب، بكامل أسلحتهم وعتادهم، إلى الشقق في المنطقة المنكوبة. فكيف سمح لهم الجيش بالعودة؟! في البدء، أيدت صيدا السنية الجيش، في وضع حد لظاهرة الأسير المسلحة. ثم ما لبث التأييد أن تحول إلى غضب سني عارم. وقلق ملتهب، إزاء الاعتقالات والإهانات الواسعة لشباب المدينة، بحجة أنهم مشاركون. أو متعاطفون مع الأسير! وكاد الغضب أن يتفجر ضد حواجز الجيش، عندما شاركت في الاعتقال والضرب عناصرُ مجهولة لم يُعرف ما إذا كانت عسكرية. أو أمنية. أو منتمية إلى «حزب الله» الذي صَفَّقَ بحرارة، للانقضاض العسكري على جيب الشيخ الأسير. سبق للشيخ الأسير أن طالب مرارا وتكرارا بسحب شبيحة الحزب من الشقق التي تراقبه وتضايقه منها. ولو أقنع الجيش «حزب الله» بسحبهم، قبل التدخل بالسلاح، لما تجرأت قوات الأسير على مهاجمة حاجز الجيش. وقتل جنود وضباط فيه بلا مبالاة، الأمر الذي فرض الرد العسكري الغاضب بمحو دويلة الأسير من الخريطة. فقُتل في الحرب 20 جنديا. وربما أكثر من مائة من رجال الأسير. كان من حق الجيش أن يسجل نصره بتعقل وهدوء، لإثبات أنه «موجود» لحفظ أمن جميع المواطنين من دون تمييز. لكن تحول الاحتفال الرسمي إلى مهرجانات صاخبة، فيها تحدٍّ ضمني للسنة، بعد الضيق الذي حل بصيدا، مع غياب الماء. والكهرباء. ومشاركة الأقلية الشيعية في أحياء صيدا القديمة، في استفزاز الغالبية السنية، برفع صور. ورايات. وشعارات «حزب الله» و«آيات» إيران. أقول إن الطائفة السنية كانت تاريخيا ودائما مع النظام اللبناني، وبالذات مع الطائفة المارونية في الحفاظ على الكيان. وجاء اتفاق الطائف الذي رعته السعودية (1989)، ليؤكد ولاء السنة للبنان واستقلاله، والرضا بما يمكن أن أصفه: بقاء الجيش اللبناني، بشكل وآخر، في عهدة قيادته المارونية وضباطها. أيضا، كانت الطائفة السنية دائما متعاطفة ومؤيدة للطائفة الشيعية التي شعرت بالحرمان، منذ ما قبل الاستقلال. كان الرئيس الماروني فؤاد شهاب، عندما يثور الجدل حول «حقوق» الشيعة، يقول لرئيس حكومته الزعيم السني صائب سلام: «إذا كانت للشيعة حقوق، فليأخذوها من السنة». ويجيب سلام: «ماذا يعطي، يا فخامة الرئيس، المغبون للمحروم؟». عايشتُ الصعود الشيعي في لبنان الستينات والسبعينات. شاهدت كيف سحب موسى الصدر رجل الدين الشيعي الآتي من قم بطلعته البهية، شباب الشيعة من الأحزاب السياسية. وكيف شكل حركة «أمل» كذراع سياسية طائفية له، بدعم من الشاه ثم الخميني. ثم كيف أسس الخميني و«آياته» ومخابراته «حزب الله» كميليشيا «جهادية» طائفية. برؤية عربية صافية، أقول إن الصعود الشيعي لم يبادل سنة لبنان وفاء بوفاء. مع ذلك، ظلت السنة تفتح مدنها. أحياءها. مساجدها. مدارسها. بل بيوتها، للأشقاء الشيعة النازحين، في كل نكبة تحل بهم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. انحاز «حزب الله» إلى قهر النظام العلوي لسنة لبنان. وفي ذروة الظلم، اغتيل زعيم السنة السياسي رفيق الحريري. وكان اغتياله بمثابة تضحية لإنقاذ لبنان، وخلاصه من نير احتلال فاسد. فحلَّ محله ظلم طائفي قصير الرؤية. فكان احتلال الحزب لبيروت السنية (2008). ثم كانت اغتيالات. ثم ها هو الغدر، وليس الوفاء، يتمثل بغزو «حزب الله» سوريا التي تتعاطف سنة لبنان مع ثورتها. مجتمع الطوائف في لبنان يعاني من أزمة. خسرت الطبقة السياسية السنِّية نفوذها على الشارع الشعبي. سنة لبنان لم تحارب. لم تخض الحرب الأهلية، بفضل حكمة زعمائها التقليديين. وأنقذت مرارا وتكرارا الكيان اللبناني، من خلال منطق الحوار والتنازلات المتبادلة. ازدهار قوى الاحتجاج الديني أحرج زعماء السنة التقليديين. بل حَيَّدَهُمْ. تشكلت هذه القوى الجديدة على شكل محاور: يكفي شيخ بلحية كثة. ومسجد. و«شويِّة» شباب وأسلحة، لتشكيل محور «جهادي» يسيطر على حي. حارة. أو مفترق طرق. امتدت المحاور من طرابلس إلى الحدود السورية شمالا (عَكَّار). غيبة ذكاء واعتدال الطبقة السنية السياسية، ورّط هذه المحاور المدعومة بقوى الاحتجاج الديني في المخيم الفلسطيني، في اشتباكات طائفية. ثم في حروب غير ضرورية، مع الجيش المكلف بالأمن (حرب الشيخ الأسير). أستطيع أن أنسب ظاهرة قوى الاحتجاج الديني في لبنان وغيره، إلى ظاهرة احتجاج عالمي أشمل: النظام الليبرالي الذي أنقذ الرأسمالية من نظام الاحتجاج الماركسي، يبدو عاجزا اليوم أمام قوى الاحتجاج الشبابية التي تجتاح أوروبا وأميركا، ضد البطالة. والفساد. وسماسرة المصارف ومديريها (معظمهم يهود) الذين كافأوا أنفسهم بأموال المستثمرين. في العالم العربي، عجز النظام التربوي البليد، عن اختراق ثقافة العزلة الأحادية التركيب، فبات القمع أسلوب التعامل مع قوى الاحتجاج. وها هي أميركا أوباما تخفق في فرض قوى الإسلام (الإخواني) على شباب الانتفاضات الاحتجاجية. لبنان الأكثر تطورا في الثقافة، لم يسلم من ظاهرة العنف الديني. ليست محاور الاحتجاج السنية وحدها التي تشاغل النظام اللبناني. ظاهرة «حزب الله» التي استقطبت الطائفة الشيعية (30 بالمائة من اللبنانيين) هي أيضا ظاهرة احتجاج تعمل في إطار النظام الإيراني الذي يتحول إلى «إمبراطورية» طائفية تمتد من إيران إلى لبنان. يصيح بول كنيدي المؤرخ وعالم الاجتماع البريطاني متسائلا: ماذا يحدث للنظام الليبرالي العالمي، إذا ما تحرك ضده أربعة مليارات إنسان احتجاجي؟ في تقديري أن المؤسسة العسكرية المارونية لم تَعِ أبعاد المعركة التي تخوضها، سواء في مواجهة العنف بالعنف مع المحاور الجهادية السنية، أو بغض النظر عن العنف الشيعي الذي تجاوز حدود الالتزام بالكيان الذي يعيش فيه، والعروبة التي ينتمي إليها، ليغدو أداة ومرتزقة، لتنفيذ مشروع «إمبراطورية» الاحتجاج الشيعي الفارسية المعادية للغرب. الجيش اللبناني قادر على اجتياح مخيم الاحتجاج الفلسطيني (نهر البارد)، وتقويض دويلة الاحتجاج السنية المختفي شيخها. (أين؟ لم يعرف مخبأه بعد). غير أن ما يثير غضب الاحتجاج السني أن الجيش اللبناني لا يعترض طريق قوافل «حزب الله» اللوجستية، التي تعبر الحدود، علنا في تحد لحواجز الجيش اللبناني. إلى أين؟ إلى سوريا لتساهم في تطويق الكيان اللبناني من خاصرته الشرقية، في القصير وحمص، ولمحاصرة لبنان من الشمال، بإحكام سيطرة قوى المشروع الإيراني على مدينة تَلْكَلَخْ السورية. لست مع الشيخ الأسير. إنما مع لبنان الأسير. لعل حكمة الرئيس الماروني ميشال سليمان تهدهد من حلاوة النصر التي أدارت رؤوس قادة وضباطٍ من طائفته تدرب بعضهم في الكليات الحربية السورية، وهم يخدعون أنفسهم، بتصفيق «حزب الله» مهنئا لهم بغرز رماحهم في مسجد بلال بن رباح. نقلا عن جريدة الشرق الاوسط 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الأسير لبنان الأسير



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria