بورقيبة اليوم هنا وهناك
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بورقيبة اليوم: هنا وهناك

بورقيبة اليوم: هنا وهناك

 الجزائر اليوم -

بورقيبة اليوم هنا وهناك

حازم صاغيّة

يتحوّل شارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة إلى المكان الذي تحتفل فيه الحريّة بذاتها، والفرديّة بإنجازاتها، كما يستعرض الإبداع نفسه ألحانَ «جاز» و «ريغي» و «راب» وشعراً ورسوماً لفنّانين في مواجهة الرغبة الأصوليّة والسلفيّة في خنق المجتمع وإلحاقه. والرمزيّ الذي يحمله اسم الشارع فعليٌّ أيضاً. فالحبيب بورقيبة، من بين كافّة الزعماء والحكّام العرب في القرن العشرين، كان الوحيد الذي يملك قيماً اجتماعيّة تتعدّى توسيع قاعدة السلطة من خلال التأميمات والإصلاحات الزراعيّة. لقد كانت مسألة التقدّم ومسألة المرأة وحقوقها أساسيّتين في الوعي البورقيبيّ. فهو جادل بأنّ الاستقلال يفقد الكثير من جدواه حين يؤدّي إلى قطيعة مع الغرب، لأنّ إحدى أهمّ وظائف الاستقلال أن يوفّر فرصاً أكبر للاستفادة من منجزات ذاك الغرب ومن حداثته. وكان أبرز ما فعله على هذا الصعيد إصداره، صيف 1956، ما عُرف بـ «مجلّة الأحوال الشخصيّة» التي تمنع تعدّد الزوجات وتحصر أمور الطلاق في المحاكم، فضلاً عن إنجازات أخرى يحاول النهضويّون والسلفيّون اليوم الالتفاف عليها. بالتأكيد لم يكن بورقيبة ديموقراطيّاً، إلاّ أنّه رعى استبداداً وديعاً بالقياس إلى المستبدّين العرب الذين عاصروه وجاؤوا بعده. وأهمّ من ذلك أنّ استبداده ترافق مع تنمية واسعة للطبقة الوسطى التونسيّة القادرة، أقلّه نظريّاً، على إقامة الديموقراطيّة. بمعنى آخر فإنّ الخيار الزائف الذي أقامه المستبدّون الآخرون بين التنمية والديموقراطيّة، هم الذين سحقوا الاثنتين، لم يكن زائفاً بالقدر نفسه في الحالة البورقيبيّة حيث تمّت رعاية التنمية من غير استئصال الاحتمالات الديموقراطيّة المكبوتة. وفي هذا، يجوز وصف الزعيم التونسيّ الراحل بأنّه أحد الآباء غير المباشرين لـ «الربيع العربيّ» الذي جاء ردّاً على استئصال الديموقراطيّة ووأد التنمية في وقت واحد. لكنّ بورقيبة، إلى ذلك، كان من مؤسّسي الواقعيّة في السياسة العربيّة، هو الذي خاض معركة شهيرة ضدّ راديكاليّة صالح بن يوسف، دفاعاً عن استقلالٍ يحصل تدريجاً ويجنّب التونسيّين الآلام التي عاناها الجزائريّون، من دون أن يقود إلى قطيعة مع المتروبول الاستعماريّ. هكذا، وعلى عكس معاصريه العرب، كانت سياسته تأخذ في الاعتبار توازنات القوى والصلة بين القدرات والشعارات المطروحة، كما تستند إلى فرضيّة ضمنيّة مفادها أنّ دفع الصراع السياسيّ مع «الاستعمار» بعيداً يفيض عن السياسيّ إلى الثقافيّ ويهدّد بالقطع مع الحداثة والتقدّم. وهذا، بدوره، يتّصل بمسألة أعادها «الربيع العربيّ» إلى الصدارة، هي أنّ التعامل مع المسائل الخارجيّة يفترض وجود داخل متماسك للبلدان المعنيّة هو الذي يقرّر مدى قدرة البلد المعنيّ على المساهمة في تلك المسائل. في هذا المعنى كان للمعركة السياسيّة التي خاضها الرئيس محمود عبّاس مؤخّراً للحصول على مقعد عضو مراقب لفلسطين في الأمم المتّحدة، أن ذكّرتنا بموقف بورقيبة الشهير في مطالع 1965. آنذاك، وفي خطاب شهير ألقاه في مدينة أريحا، دعا اللاجئين الفلسطينيّين إلى الاعتراف بقرار التقسيم العائد إلى 1947. وقد قامت القيامة يومها ضدّ الزعيم التونسيّ، وراح عبد الناصر والبعث السوريّ يتباريان في كيل التهم والشتائم له فيما يخوضان مزايدة شرسة في ما بينهما باسم فلسطين وعلى حساب الفلسطينيّين. لكنْ بعد عامين فقط، حلّت الهزيمة الرهيبة التي نزلت بالطرفين المزايدين، وتحوّل تقسيم 1947 إلى هدف لا يزال يستدعي نضالاً فلكيّاً لبلوغه. إنّ بورقيبة اليوم راهنٌ هنا وهناك، في تونس وفي المشرق، أكثر من أيّ سياسيّ عربيّ آخر، حيّ أو ميّت. نقلاً عن جريدة "الحياة"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بورقيبة اليوم هنا وهناك بورقيبة اليوم هنا وهناك



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria