أوروبا ضدّ الشعبويّين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أوروبا ضدّ الشعبويّين؟

أوروبا ضدّ الشعبويّين؟

 الجزائر اليوم -

أوروبا ضدّ الشعبويّين

بقلم : حازم صاغية

ترتعد فرائص الديموقراطيّين الأوروبيّين وهم يرسمون الحدود التي باتت تحدّهم: دونالد ترامب، في ما وراء الأطلسيّ، حيث يوحي صعوده بالتخلّي عن الحماية الأميركيّة للديموقراطيّة في أوروبا، والتي استعرضت نفسها بفعاليّة مرّتين في القرن العشرين. 

وفلاديمير بوتين إلى الشرق، يردّ على الوجهة التاريخيّة في «تغريب روسيا»، أي دمقرطتها، بـ «ترويس أوروبا»، أي تعزيز مواقع الاستبداد فيها، على ما بات يفضحه دعم موسكو أطرافَ اليمين المتطرّف في «القارّة القديمة». ورجب طيّب أردوغان إلى الجنوب، بسلطويّته المتعجرفة ومثاله السلطانيّ، وبورقتي ابتزازه: اللجوء والإرهاب.

وفي داخل هذه الحدود، يقضم اليمين الأقصى موقعاً ويتهيّأ لقضم مواقع أخرى، فيكمّل برابرةُ الداخل برابرةَ الخارج في استهدافهم مهد الحداثة والديموقراطيّة ومسرح الأمن والتوتّر الدوليّين.

لكنْ كيف تردّ أوروبا الديموقراطيّة؟
لا بدّ، أوّلاً، من التذكير ببعض نقاط القوّة التي باتت الصدمات تحجبها: فالهزيمة في بريكزيت لم تحصل إلاّ بفارق ضئيل، وفي امتداد ذلك نالت هيلاري كلينتون أكثريّة العدد المقترع بفارق مليونين، وتتصاعد الدعوات لإعادة الانتخاب، أو إعادة العدّ، في الولايات الأميركيّة الرجراجة. وفي أوروبا، كما في أميركا، صوّت العنصر الشبابيّ للديموقراطيّة، لا للشعبويّة، ما يوحي بأنّ الأخيرة لن تأمن المستقبل ولن يهادنها المستقبل، وهذا فارق كبير بين يومنا والثلاثينات الفاشيّة. وأخيراً، ليس ثمّة بين الشعبويّين الحاليّين من أعلن أنّه سيلغي العمليّة الانتخابيّة أو يضع حدّاً للديموقراطيّة.

لكنّ ذلك لا يمنع من تفحّص النواقص التي يستحقّ بعضها الاستدراك فيما يحضّ بعضها على المراجعة:

فشجاعة أنغيلا مركل، التي تستدعي الإكبار، لا تُغني عن مخيّلة تعيد تصوّر أوروبا، وتعاود اختراعها، من غير أن تكتفي بتقديم ردود حدثيّة على وجهة عريضة وعامّة. وهنا يتبدّى أنّ سياسة ميركل المتقدّمة حيال اللجوء استنفدت المخيّلة السياسيّة الألمانيّة، فلم تتقدّم لتجيب عن أزمة تتعدّى السياسة إلى الحضارة ذاتها.

كذلك لا تزال الأحزاب المحترمة، في «اليمين» و «اليسار»، تتجاهل الاستجابة لأصوات مثقّفين وكتّاب يطالبون بإيلاء اهتمام أكبر للمسألة الاجتماعيّة. لقد اتّضح اليوم، لمن لم يتّضح له بالأمس، أنّ «الطريق الثالث» لتوني بلير وبيل كلينتون وغيرهارد شرويدر وليونيل جوسبان لم يفعل، في محاباته النيوليبراليّة، سوى دفع المزيد من اليائسين والمفقرين إلى أحضان الشعبويّين، وترك شعبويّين آخرين من طينة جيريمي كوربن يواجهون التحدّي المطروح بخفّة صبيانيّة.

واليوم، في أحزاب الاشتراكيّة الديموقراطيّة الأوروبيّة كما في الحزب الديموقراطيّ الأميركيّ، غدا مُلحّاً استرجاع هذه الأحزاب بوصفها أدواتٍ نضاليّة وسياسيّة وفكريّة بعدما حُوّلت مجرّد وظائف انتخابيّة يقتصر دورها الموسميّ على جمع التبرّعات. فسذاجة التسعينات عن الخطّ المستقيم والصاعد لازدهار «القرية الكونيّة» في «ما بعد التاريخ» تكشّفت عن خراب عظيم لا يُعالَج بالأسباب التي أدّت إليه. وما يضاعف هذا الإلحاح أنّ المناخ الذي لا يزال يهبّ بقوّة، عبر تيريزا ماي البريطانيّة أو، ربّما في غد أسود آخر، فرانسوا فيّون الفرنسيّ، لا يشجّع على افتراض معالجات للأزمة التي انفجرت في 2008 قبل أن يكرّسها الصعود الشعبويّ الراهن.

وتجوز المغامرة بالقول إنّ أوروبا تنتظر الركيزة الصلبة لتجديد إقلاعها الديموقراطيّ، وهي ما لن ينتجه إلاّ ائتلاف بين ليبراليّين يناهضون النيوليبراليّة ويساريّين يناهضون العنف ويقطعون تماماً مع أشكال الحكم الاستبداديّ.

لكنْ إذا كان «اليمين» و «اليسار» المحترمان لا يزالان يكابران في المسألة الاجتماعيّة، فثمّة تهوين ملحوظ في أمر التطرّف بإنجازاته كما بشعاراته. فاليوم يتبيّن كم كان من الحمق النظر إلى انتخاب باراك أوباما («الأسود»، «المسلم») كإنجاز «شكليّ»، أو التشكيك بسياسة مركل في اللجوء ووصمها بالقصور أو الانتهازيّة. وكم كان من الحمق اعتبار أنّ «الجماهير» في الغرب قادرة أن تهضم جرعات راديكاليّة أكبر وأشدّ استجابة لـ «الصواب السياسيّ» على أنواعه!

والحال أنّ موقفاً مركّباً يجمع بين الاعتدال في التحويلات الاقتصاديّة التي تخدم مصلحة الأكثريّات الشعبيّة، والاعتدال في التحويلات الثقافيّة بما يخدم التقدّم والمساواة، سيكون أقدر على دفع الأمور في اتّجاه يمتصّ الارتداد الارتجاعيّ لشعبويّ هنا أو فاشيّ هناك.

وهو، في الحالات جميعاً، زمن مكثّف ومشبع بالدروس لأوروبا وأميركا اللتين لا نملك ولا يملك عالمنا إلاّ أن ينتظر دروسهما.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا ضدّ الشعبويّين أوروبا ضدّ الشعبويّين



GMT 18:54 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

سياسات السيّد مالي حيال إيران

GMT 23:05 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

سوريّا والتاريخ الممنوع دائماً

GMT 23:52 2021 الأحد ,14 آذار/ مارس

أخلاق النخبة العونيّة

GMT 21:06 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

عن العراق المعذّب الذي زاره البابا

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria