فقط لو لم يتحدّث أمين معلوف
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

فقط لو لم يتحدّث أمين معلوف!

فقط لو لم يتحدّث أمين معلوف!

 الجزائر اليوم -

فقط لو لم يتحدّث أمين معلوف

بقلم : حازم صاغية

يسكن النظريّةَ المناهضة للتطبيع مخلوق غير ديموقراطيّ، بل عميق في استبداده: لا تصالحهم، لا تصافحهم، لا تحدّثهم، لا تترجمهم، لا تؤاكلهم، لا تشاربهم، لا تسمعهم إلخ...

وهو منطق يحاذي الوعي الدينيّ ممثّلاً في وصاياه العشر، مع ما يفترضه من قصور في البشر، وحاجة إلى معلّم يهدي إلى صحيح السلوك وإلى الخطأ المودي بأهله إلى النار.

إلاّ أنّه أيضاً يحاذي الوعي الدمويّ والقرابيّ: فبما أنّ الدعوة موجّهة إلينا كعرب، وبما أنّنا مُطالَبون كلّنا بموقف واحد في القطيعة، فهذا ما يدرجها في خانة القَبَليّة، بمعناها الدقيق. فنحن علينا «كلّنا»، وقد تساوينا في الموقف والنيّة والإرادة والذوق، أن نقف في مواجهة «كلّهم». والانقسام شامل ومطلق يتعدّى السياسة: فالكلام معهم ممنوع ولو في شؤون الطبخ أو في رصد العوامل المناخيّة في حوض المتوسّط.

والحال أنّ المسألة لم تكن على هذين القبليّة والإغلاق إبّان ذروة الصراع في الستينات، وإن أسّست تلك الحقبة لماهويّة الصراع المفترضة. لكنّ عناصر ثلاثة على الأقلّ جعلتها هكذا: فقد صعد الثقافيّ (هويّة، استشراق...) على حساب السياسيّ والاقتصاديّ (حدود، دول، إمبرياليّة، تنمية...)، فيما تزايد وزن الوعي الإسلامويّ في مُجمّع الوعي المناهض للصهيونيّة (والإسلاميّون أكثر من ترجم برداءة أعمال اللاساميّة الأوروبيّة)، وأخيراً، وفي لبنان وسوريّة تحديداً، حصل تلاقح غير مسبوق مع نظريات القوميّين السوريّين (مساواة اليهوديّة والصهيونيّة، الخصوم هم «يهود الداخل»، «حرب وجود لا حرب حدود»...).

ما يتعدّى الأسباب والمقدّمات، وهنا مأساة الوعي المناهض للتطبيع ومأساتنا معه، أنّ نهجه في مكافحة إسرائيل هو تعريفاً النهج الذي قوّاها علينا وجعل الفوارق فلكيّة. فبالاستبداد والطائفيّة، وهي أخت القَبَليّة، صارت بلداننا مسارح لحروب أهليّة، تعجّ بالجماعات المتناحرة وتفتقر إلى الشعوب والدول. وبالاستبداد والقَبَليّة يراد أن نمضي في مكافحة التطبيع مع إسرائيل. ولئن كانت النزاعات الطائفيّة ما طرد موضوع فلسطين من اهتمامات بلدان فاضت عليها شواغلها، فمناهضو التطبيع يريدون إثارة اهتمامنا بفلسطين عبر تحريك القبَليّة نفسها التي أوصلتنا إلى الحالة الراهنة.

ولشديد الأسف، باتت إسرائيل قويّة ومطمئنة على نحو لا يحوجها إلى الالتفات صوبنا. صحيح أنّ المقاطعة تزعجها في أوروبا، لكنّه إزعاج لا يرقى بتاتاً إلى خطر وجوديّ ما دامت القضيّة الأمّ نفسها تعاني الضمور الذي تعانيه. ولربّما صحّت هنا الدعابة المعروفة: العمليّة الجراحيّة نجحت لكنّ المريض مات.

والمسألة لا تخلو من تعقيد إضافيّ. ففي مراجعته كتاب ضابط «الموساد» يوسي ألفِر «المحيط: بحث إسرائيل عن شركاء شرق أوسطيّين»، يكتب ناثان ثرال في «لندن ريفيو أوف بوكس» (http://www.lrb.co.uk/v37/n21/nathan-thrall/along-the-divide)

«بغضّ النظر عن الضجيج الكثير حول عزلة إسرائيل الدولية، فتجارتها مع أوروبا في تزايد أيضاً، وهي تبقى على رأس قائمة مصدّري الأسلحة في العالم. ومع اكتشاف احتياطات كبرى من الغاز الطبيعيّ، أصبحت إسرائيل مُصدّراً للطاقة التي تخطّط لبيعها إلى الدول العربيّة. ووفقاً لما تذكره دائماً الحكومة الإسرائيليّة كلّما تعاظم التوتّر الأوروبيّ-الإسرائيليّ حول مستوطنات الضفّة الغربيّة، فعلاقاتها تنمو مع الصين والهند، لا بل بدأت الهند تدعمها في الأمم المتّحدة».

وهذه الصفعات على وجوهنا تعزّزها الوقائع المعروفة عن انقسام السلطة الفلسطينيّة سلطتين، ووجود بعض أسوأ النخب العربيّة على رأس السلطتين معاً. ويُستحسن هنا ألاّ تسكرنا رصاصتا رشّاش أو طعنة يائسة بسكّين مطبخ.

فحال المسألة الفلسطينيّة بلغت من السوء أنّ الأشدّ حماسة لها لا يجرأون على قول كلمة بحقّ السيّد بوتين، حليف إسرائيل وضامنها، لأنّه يقاتل معهم في سوريّة. لكنّ الشجاعة تستعرض نفسها ضدّ الأديب الفرنسيّ، اللبنانيّ الأصل، أمين معلوف لأنّه تحدّث إلى قناة إسرائيليّة في... الأدب!

وبين انكماش سياسيّ تعيشه القضيّة وانتفاخ ثقافيّ يستعرضه متطوّعوها، ثمّة شيء مَرَضيّ جدّاً هو ما يضع أمين معلوف حيث يجب أن يحلّ بوتين. فمعلوف، في أغلب الظنّ، ليس هو من يقف حائلاً دون تحرير فلسطين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقط لو لم يتحدّث أمين معلوف فقط لو لم يتحدّث أمين معلوف



GMT 18:54 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

سياسات السيّد مالي حيال إيران

GMT 23:05 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

سوريّا والتاريخ الممنوع دائماً

GMT 23:52 2021 الأحد ,14 آذار/ مارس

أخلاق النخبة العونيّة

GMT 21:06 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

عن العراق المعذّب الذي زاره البابا

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria