في تأصيل «حزب الله» وكراهية لبنان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

في تأصيل «حزب الله» وكراهية لبنان...

في تأصيل «حزب الله» وكراهية لبنان...

 الجزائر اليوم -

في تأصيل «حزب الله» وكراهية لبنان

بقلم : حازم صاغية

لم يولد «حزب الله» من عبث أو فراغ. أما الأسباب التي مهدت له فتمتد من قيام الثورة الخمينية إلى اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية، ومن المشروع الشيعي الذي رعاه موسى الصدر إلى الغزو الإسرائيلي في 1982.

لكن الحزب وُلد أيضاً من أفكار وممارسات أعاد توضيبها في أوعية دينية ومذهبية. وفي رأس الأفكار والممارسات العداء القاطع للاستعمار والإمبريالية الذي ارتبط تقليدياً بالمجمع القومي – اليساري، فصار عند «حزب الله» عداء قاطع للغرب بلا تمييز. وفي هذه الخانة نفسها اندرج تأييد المجمع القومي – اليساري لـ «الأنظمة الوطنية والتقدمية» والانضواء في «جبهاتها»، وهو ما دفعه الحزب ليغدو مشاركة قتالية نشطة دفاعاً عن النظام السوري. أما مقاومة إسرائيل، العابرة للحدود وغير العابئة بها، فكانت الشهوةَ القومية – اليسارية التي وجدت في المقاومة الفلسطينية تلبيتها، فإذا بالحزب يغدو هو هو المقاومة التي تفضح نقص الكفاءة عند سابقتها. وبالطبع هناك قرابة يجلوها مبدأ الإذعان لمركز عالمي. وهنا أيضاً جعل «حزب الله» الامتثال القديم لمصر الناصرية أو الاتحاد السوفياتي هفوات إذا ما قيس بالقانون الحديدي الذي يحكم ارتباطه بإيران.

إذاً، هناك تقليد استأنفه ثم طوره «حزب الله» شعبوياً. واليوم يأتي الموقف من المصارف ليكمل العمل باستئناف هذا التقليد وبتجاوزه الراديكالي.

صحيح أن أي نظام أعدل في لبنان يصطدم بموقع المصارف المركزي في اقتصادنا، ويتدخل في أنظمة تسليفها وفي انعكاسها على القطاعات المنتجة، كما في شبحية تلك المصارف وغفليتها العادمة للشفافية. لكن هذا شيء والعداء للمصارف شيء آخر. وقد سبق أن درج الشيوعيون، في تأسيسهم ذاك التقليد، على اعتبار رجال المصارف «اليمين الغبي» مقابل «اليمين الذكي» الذي كانه الصناعيون. ومع اندلاع حرب السنتين، كان من الأنشطة البارزة والمبكرة للمجمع القومي – اليساري، اللبناني – الفلسطيني، نهب البنك البريطاني. ودائماً كان البنك، ومثله الملهى والفندق، شتيمة أخلاقية، إذ الخدمات والسياحة موضع هجاء إلا ما أقيم منها في فارنا البلغارية إبان عهدها الشيوعي. أما مع «حزب الله» فصار المطلوب أن نعيش، بمن فينا جمهور الحزب وبورجوازيو طائفته، بلا مصارف، وربما بنظام المقايضة و»الشنطة». وهذا مع العلم بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، شدد قبل أيام أربعة فحسب على أن «الاقتصاد المقاوم (...) لا يعني الانعزال عن العالم»، وحض الولايات المتحدة كي «تشجع المصارف على العمل مع طهران، بعد رفع العقوبات».

وفي عمومه، يرقى التقليد المذكور إلى برنامج من العداء للبنان، ومحاولة تصديعه، برنامجٍ باشره المجمع القومي – اليساري وتوجه «حزب الله». فالأخير، وعلى عكس ما يرى البعض، لم ينقلب شيطاناً يوم قتاله في سورية بعد طور ملائكي مديد. ذاك أن قتاله السوري كان الحصيلة الطبيعية لقتاله إسرائيل، أي لتصديعه لبنان، مرة بالحرب في جنوبه ومرة في شرقه. فالحزب ولد شره مع ولادته وولادة مقاومته التي لم تكن إلا لتمكين إيران، بذريعة مقاتلة إسرائيل، ولإعدام لبنان الذي يحوله كل قتال إلى مسرح اقتتال. ولبنان المكروه هذا هو حيث الأفراد أكثر حرية بلا قياس مما في جوارهم، يستطيعون أن يختاروا أفكارهم وأهواءهم وانحيازاتهم، كما يستطيعون أن يرفضوا حتى وطنيتهم نفسها، وهي أصلاً وطنية رخوة وفولكلورية لا تمتلك أيديولوجيا رسمية وقتالية تقول للناس كونوا فيكونون. ثم إن لبنان الذي يُراد عقابه، والذي فُضلت عليه بلغاريا الشيوعية مرة وإيران الخمينية مرة، هو حيث لا تنشأ جدران تفصل الداخل عن الخارج بحجة المقاومة وحاجاتها، بل تمتد جسور تلبي حاجة سكانه لأن يكونوا أعرف وأذكى وأغنى. وأحد هذه الجسور المصارف وأحدها اللغات، مما يضعه في قلب العالم ولا يعزله عنه.

فإذا تساوت الأحزاب والزعامات الطائفية في تخلفها وفسادها، فإن «حزب الله» فاقها جميعاً في أنه حامل النموذج المكتمل البديل، وهو نموذج واعد بمثال كوري شمالي، «مُكتفٍ ذاتياً» بالتأكيد. وهذا ما يجعل الحزب وحده نقيض لبنان الكامل، يقوده غصباً عنه إلى الموت بالحرب أو الموت بالعزلة، مستدرجاً باقي اللبنانيين كي يجهروا بما يحسونه: لا نريد العيش مع حزب كهذا في وطن واحد، وليكن لنا وله وطنان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في تأصيل «حزب الله» وكراهية لبنان في تأصيل «حزب الله» وكراهية لبنان



GMT 18:54 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

سياسات السيّد مالي حيال إيران

GMT 23:05 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

سوريّا والتاريخ الممنوع دائماً

GMT 23:52 2021 الأحد ,14 آذار/ مارس

أخلاق النخبة العونيّة

GMT 21:06 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

عن العراق المعذّب الذي زاره البابا

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria