الخارج يُحيي الطوائف اللبنانية ثم يُميتها
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الخارج يُحيي الطوائف اللبنانية ثم يُميتها

الخارج يُحيي الطوائف اللبنانية ثم يُميتها

 الجزائر اليوم -

الخارج يُحيي الطوائف اللبنانية ثم يُميتها

حازم صاغية

لا تصير الطائفة اللبنانية وحدة وقوة سياسية ناجزة من دون اكتسابها «سياسة خارجية» تتميز بها عن سواها. فإلى الذراع العسكرية، والحد الأدنى من رواية إيديولوجية «حديثة»، يُسبَغ على التكون السياسي للطوائف ما يمكن أن يُسمى ديبلوماسية الوضاعة أو بروتوكول التبعية والالتحاق. وهذه الأخيرة ليست مجرد عنصر عَرضي في قوة الطوائف، بل شرط شارط لتلك القوة. فهي، فضلاً عن توفيرها التسليح والتدريب، وأحياناً التمويل السخي، تتيح للطائفة الصغيرة أن تكبر حجمها وتكثر أهميتها تبعاً لعلاقتها بدولة كبيرة. وفي وسع تلك «السياسة الخارجية» أن تُظهر «القضية» التي تقاتل الطائفةُ دفاعاً عنها قضيةً عامة، شاملة، إن لم يكن متعالية، وفي الآن نفسه شأناً استراتيجياً خطيراً عابراً للحدود، يضيف شيئاً من المهابة على الضآلة التي تسم كل طائفة محلية. هكذا يُرتهن صعود الطائفة، بوصفها وحدة سياسية فاعلة، بهذه «السياسة الخارجية». فالتبعية لإيران، وجزئياً لسورية حتى 2011، كانت جزءاً تكوينياً من سيرة «حزب الله»، ومن نموه وتضخم دوره، كتنظيم راديكالي للطائفة الشيعية في لبنان. لكن هذه العلاقة تنطوي على طورين متلاحقين ومتضاربي الأثر، ويبدو اليوم أننا دخلنا طور الغرم التالي على طور الغنم. ذاك أن السيد الخارجي له أيضاً، وبطبيعة الحال، طلباته التي قد تعجز الطائفة المحلية، وهي تعريفاً محدودة القدرة، عن تلبيتها كلها. وبديهيٌ، والحال على ما هي عليه، أن الطرف الخارجي لم يسمن حليفه الداخلي إلا لكي يطالبه بمطالب مُسمنة تليق بالأكلاف التي بُذلت لأجله. وربما كان «حزب الله»، وهو يوسع انخراطه في الحرب السورية التي هي جزئياً حرب إيران في سورية، يدخل اليوم طوره الثاني، طور تسديد الديون التي وفرتها له «سياسته الخارجية» وما لازمها من تحالفات. وغني عن القول إن حرباً في سورية أكبر كثيراً من إمكانات حزب لبناني، كما أن الانتصارات اللفظية غير المرئية على إسرائيل (التي ننتصر جميعاً عليها!) أصعب تسويقاً بلا قياس حين يتعلق الأمر بسورية المرئية جداً. فإذا انطوى طور الغنم على توسع في فرص العمل والخدمات لقاعدة الحزب، وعلى تصاعد في نبرة اعتداده، فضلاً عن تعميمه الثابت روايته الانتصارية، حمل طور الغرم المآسي، لا لحزب الطائفة وحده، بل للطائفة التي انجرت، لهذا السبب أو ذاك، وراءه، وللوطن كله من ورائها. هكذا ينقلب الاحتفال حزناً على ضحايا بريئة يحصدها الإرهاب المجرم، أو يتهدد بحصدها، كما يتصاحب ذلك مع مغادرة الخائفين هذه المنطقة إلى واحدة أكثر أمناً، ولو في جوار عدو سابق، فيما تُباع البيوت المملوكة في المناطق الأقل أمناً، وتصاب التجارة والأعمال وفرص العمل بكساد قاتل. ووراءنا تجربة المسيحيين اللبنانيين في أوائل الثمانينات، حين ترافق صعود أكثر قياداتهم راديكالية، وصولاً إلى انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية، مع تعاظم الدور الإسرائيلي الذي اندفع، في 1982، إلى الغزو والاجتياح. لكن طور الغرم سريعاً ما أطل برأسه انهياراً في «حرب الجبل» وطرداً للسلطة المركزية من بيروت والضاحية الجنوبية، وإسقاطاً لاتفاق 17 أيار، وهجرةً مفتوحة على مصراعيها. لقد ذهب التورط بعيداً، مُرتباً من الديون ما لا تستطيع طائفة محلية صغيرة سداده. وهناك تجربة سابقة عليها، أصغر حجماً وأضعف أثراً وأقل كلفة، تورطت فيها الطائفة السنية مع الناصرية المصرية – السورية أواخر الخمسينات، ثم مع المقاومة الفلسطينية في الستينات وأوائل السبعينات. لكن الناصرية منحت الزعامة السنية للرئيس الماروني فؤاد شهاب، قبل أن تمنحها الثورة الفلسطينية للزعيم الدرزي كمال جنبلاط. وهي تجارب وعبر من المؤلم أن «حزب الله» لم يعتبر بها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخارج يُحيي الطوائف اللبنانية ثم يُميتها الخارج يُحيي الطوائف اللبنانية ثم يُميتها



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria