إيران وقد أكلت العراق
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إيران وقد أكلت العراق

إيران وقد أكلت العراق

 الجزائر اليوم -

إيران وقد أكلت العراق

حازم صاغية

قبل أيّام، وكما التكتّم على فضيحة، مرّت الذكرى الخامسة والثلاثون للحرب العراقيّة – الإيرانيّة، تلك التي بدأها صدّام حسين بالتوغّل في إيران ثمّ احتلال خورمشهر، قبل أن ينهيها آية الله الخمينيّ بـ «تجرّع كأس السمّ»، كنايةً عن عجزه عن إسقاط صدّام، ثمّ اضطراره إلى الموافقة على وقفٍ لإطلاق النار ترعاه الأمم المتّحدة.

الحرب بين المستبدّين الحجريّين كانت أطول الحروب التقليديّة زمناً في القرن العشرين. فهي لم تتوقّف إلاّ في 1988، بعد ثماني سنوات على اندلاعها. وقد كلّفت، فضلاً عن الخراب الماديّ الهائل الذي نزل خصوصاً بالمدن والموانىء، أرقاماً من القتلى قدّرها البعض بمليون، وقدّرها آخرون بأكثر من مليون في عدادهم زهرة شبّان العراق وإيران. وتأدّى عن الحرب، إلى هذا وذاك، قصف أكراد حلبجة بالسلاح الكيماويّ، فيما فرّخت شروطُ القتال تنظيمات كـ «حزب الله» اللبنانيّ، وإرهاباً تبادله صدّام حسين وحافظ الأسد في ساحات عدّة، وممارسات كخطف الأجانب في بيروت، وخرافات لا حصر لها عن مشاركة الأنبياء والمرسلين في المعارك، وبذاءات عنصريّة عن الفرس والعجم والصفويّين وما إلى ذلك.

لقد أصيب عقل العالم الإسلاميّ، فضلاً عن جسده، إصابات بالغة، وتحت أقدام هذا العالم، على ما تبيّن بعد وقت قصير، بدأ يذوي العشب والنسغ المغذّي.

لكنّ الحرب، وعلى حساب الشعبين العراقيّ والإيرانيّ، لم تبخل بالمكرمات على بطليها. فهي صلّبت حكم الملالي الذي مكّن قبضته الحديد، فاجتثّ أدنى نأمة احتجاج أو اختلاف، كما منحته القضيّة التي عزّز بها قضيّته الإسلاميّة الأمّ، فصالحتها مع الوطنيّة الإيرانيّة، وبهذا أمدّت في عمر القضيّتين. أمّا في العراق، فطوى صدّامُ صفحةَ رئيسه الذي نحّاه للتوّ، أحمد حسن البكر، وصفحاتِ رفاقه البعثيّين الذين لم يطمئنّ إليهم، وأغلبُهم شيعة، فأعدمهم. ولم تكن تلك الحرب غير مقدّمة لحرب أخرى هي غزو الكويت حيث انكشفت الطاقة العدوانيّة للنظام البعثيّ وميله إلى معالجة الأزمات بالتوسّع.

والعراقيّون، بعدما كانوا يحتفلون، على نحو مطنطن، بهذا «النصر التاريخيّ»، ويسبغون عليه أسماء مستقاة من تواريخ الفتح، كفّوا عن هذه العادة منذ 2003، مع إسقاط صدّام ونظامه السنّيّ ووقوع بغداد في عهدة الأحزاب الشيعيّة التي رعتها طهران وتلك التي نشأت في طهران. وقد تُرك الاحتفال للإيرانيّين وحدهم، فجعلوا يهلّلون لـ «نصر تاريخيّ» على صدّام، ثمّ يمدّون مفاعيل «النصر»، خطابيّاً ورمزيّاً، ليطال الأميركيّين ممّن كانت قوّاتهم لا تزال في العراق.

بيد أنّ إيران أيضاً ما لبثت أن انقطعت زغردتها. فما إن خرج الأميركيّون من «بلاد الرافدين» واستكملت طهران إحكام قبضتها عليها من خلال أنصارها العراقيّين، حتّى كفّ الملالي أنفسهم، وهم المعروفون بالتجهّم، عن الاحتفال.

ومع مضيّ أكثر من ثلث قرن على اندلاع تلك الحرب، يبدو أنّ أحداً لم ينتصر فيها على أحد، وأحداً لم ينهزم أمام أحد، بل يبدو أنّ الحرب نفسها لم تحدث. ذاك أنّ التباهي على بلد بات يقوده حيدر العبادي ونوري المالكي أشبه بتباهي النفس الواحدة بتغلّب بعضها على بعضها الآخر.

ومن هذا كلّه لا يتبقّى إلاّ نصر طائفيّ قضت الظروف أن توفّره الولايات المتّحدة للشيعة على السنّة. فإذا بالعراق يتكشّف إطاراً يحضن الصراع السنّيّ – الشيعيّ، وإذا بإيران تتبدّى جمهوريّةً مصنوعة لمجد طائفة بعينها. وفي النهاية، غلبت طائفةٌ عابرة للحدود طائفةً أخرى عابرة للحدود، وهذا أصل المسألة وفصلها.

أمّا أن يخطىء مسؤول من مسؤولي إيران، كعلي يونسي، فيتحدّث عن المدائن بوصفها عاصمةً لإمبراطوريّته، فهذا ما لم يعد يستدعي أكثر من تنبيه خبيث: لقد عادت، لقد عادت، ولا داعي، أيّها الأحمق، للضجيج أو للاحتفال. فالمضيّ في اللطم أقدر على إخفاء البطن وامتلائها بما لذّ وطاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وقد أكلت العراق إيران وقد أكلت العراق



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria