بعد أربعين عاما الصحراء مغربية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بعد أربعين عاما.. الصحراء مغربية

بعد أربعين عاما.. الصحراء مغربية

 الجزائر اليوم -

بعد أربعين عاما الصحراء مغربية

خيرالله خيرالله

في أربعين عاما تغيرت أمور كثيرة. ما لم يتغير أن الصحراء مغربية، منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه 'المسيرة الخضراء' التي كانت مسيرة ملك وشعب في الوقت ذاته.

قبل أربعين عاما، أطلق الملك الحسن الثاني، رحمه الله، “المسيرة الخضراء” التي استهدفت استرجاع الصحراء الغربية إثر جلاء الاستعمار الأسباني عنها. بعد أربعين عاما، يتبين أن الحسن الثاني لم يكن يحافظ على مصالح المغرب وحقوقه الوطنية وأمنه فحسب، بل حافظ أيضا على الأمن الإقليمي لا أكثر ولا أقلّ. حافظ، عمليا، على أمن كلّ دولة من دول المنطقة، بما في ذلك موريتانيا التي قبلت في البداية بأن يكون جزء من الأرض الصحراوية تحت سيادتها.

كانت الخطوة المغربية، ولا تزال، خطوة من أجل الاستقرار على الصعيد الإقليمي بهدف حماية دول شمال أفريقيا من الإرهاب والتطرّف. ما كان سائدا إبان الحرب الباردة لا يزال سائدا اليوم في ظلّ نموّ الحركات المتطرّفة التي تسعى إلى تحويل الساحل الأفريقي كلّه إلى بؤرة إرهابية. هناك من لا يزال يحاول استخدام قضية اسمها قضية الصحراء، وهي قضية مفتعلة، من أجل خلق بؤر يتسلل منها الإرهاب إلى دول المنطقة كلّها، وذلك كي يعشش فيها بهدف واحد وحيد هو النيل من المملكة المغربية ومن استقرارها.

عندما انطلقت “المسيرة الخضراء” التي شارك فيها ما يزيد على نصف مليون مواطن مغربي، لم يكن الحدث مفاجأة سوى للذين لا يعرفون شيئا عن المغرب وعن العلاقة المتجذّرة بين المواطن والملك. العلاقة ليست من نوع عادي بأي شكل، بمقدار ما أنّها علاقة تكامل ذات عمق ضارب في التاريخ. تبلور هذه العلاقة الشخصية المغربية التي تبقى شخصية فريدة من نوعها ليس في شمال أفريقيا فقط، بل على صعيد المنطقة العربية والأفريقية ككل أيضا.

هناك مؤامرات كثيرة حيكت ضدّ المغرب منذ استرجاع أراضيه في الصحراء الغربية. كانت البداية انسحاب موريتانيا من الصحراء من القسم الصحراوي الذي كانت فيه بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مختار والد دادا. لم يتأثر المغرب بذلك. تابع مسيرته وأكّد سيادته على الصحراء كلّها بعدما تبيّن أن الشريك الموريتاني الذي كان يمكن الاعتماد عليه، لم يعد موجودا، بل صار في معسكر آخر. ليس بعيدا اليوم الذي سيكشف فيه من استثمر في الانقلاب العسكري الموريتاني الذي كان موجّها في الواقع ضدّ المغرب.

رفع المغاربة التحدي في وقت كانت مجموعات مسلّحة تدرّبها وتسلّحها الجزائر تشنّ هجمات على المواقع المغربية في الصحراء. سقط عدد كبير من الشهداء في حرب الاستنزاف التي شنتها الجزائر على المغرب، بواسطة عصابات مسلّحة. انضمت إلى الحرب لاحقا ليبيا ـ معمّر القذّافي التي انقلبت على كلّ الشعارات التي كان يطلقها “العقيد”، في مقدّمها شعار الوحدة العربية. حصل ذلك من أجل الإساءة إلى المغرب أيضا. لا يعود شعار الوحدة العربية صالحا، عندما يتعلّق الأمر بالمغرب. كلّ شيء مباح في الحرب على المغرب، بما في ذلك الاستعانة بالقذّافي وأمواله وأسلحته.

ما لبث الحسن الثاني أن استوعب القذّافي الذي أدرك مبكرا أنّه لن تكون له كلمة في الصحراء المغربية. كلّ ما كان مطلوبا منه جزائريا هو تسليح الـ”بوليساريو” وتقديم المساعدات المالية لها. لم يكن القذّافي غبيا وساذجا إلى درجة تسمح باستغلاله إلى هذا الحدّ، وهو الذي كان يعتبر نفسه “ملك ملوك أفريقيا”.

مورست كلّ أنواع الضغوط على المغرب. برعت الدبلوماسية الجزائرية في هذا المجال. أدخلت “الجمهورية الصحراوية”، التي ليست سوى جمهورية وهمية أو “فضائية” كما سمّاها الحسن الثاني في أحد مؤتمراته الصحفية، “منظمة الوحدة الأفريقية” التي صارت لاحقا “الاتحاد الأفريقي”. انسحب المغرب من “منظمة الوحدة الأفريقية”. تبيّن مع الوقت أن الخاسر من انسحاب المغرب هو الأفارقة. يستطيع المغرب الاستغناء عن “منظمة الوحدة الأفريقية”، لكن المنظمة تصبح لا شيء في غياب بلد مثل المغرب.

ربح المغرب كلّ الحروب التي تعرّض لها طوال أربعين عاما. ربح حرب الصحراء عسكريا عندما أقام “الجدار” الذي أمّن الحماية الكاملة لما يوصف بالقسم “المفيد” من الصحراء. وكسب بعد ذلك كلّ الحروب السياسية والدبلوماسية التي توجّها الملك محمّد السادس بطرح مشروع الحكم الذاتي الموسّع للصحراء. هذا المشروع هو اللعبة الوحيدة في المدينة الآن، وهو تحدّ لكل من يريد التوصل إلى تسوية تحفظ ماء الوجه للجميع، وتؤمّن الحياة الكريمة للمواطن المغربي في الصحراء. ولكن هل هناك من يريد الحياة الكريمة لهذا المواطن، أم المطلوب متابعة المتاجرة به والمحافظة على مخيمات تندوف الموجودة في الأراضي الجزائرية من أجل نشوء جيل جديد من الشبّان البائسين الذين لا يصلحون سوى وقود في معركة لا مصلحة لهم فيها.

في سياق كلّ الحروب، ذات الأشكال المختلفة، التي تعرّض لها المغرب، لم تتردد المملكة يوما في مساعدة الجزائر على المحافظة على أمنها وذلك قبل سنوات طويلة من سقوط معمّر القذّافي وتحوّل ليبيا إلى مصدر تهديد لكلّ دول المنطقة. في خريف العام 1988، حصلت ثورة شعبية في الجزائر. كان ذلك عائدا إلى عجز الدولة عن تأمين الحدّ الأدنى من وسائل العيش للمواطن، فضلا عن وجود أزمة سكن حادة. كان السبب الرئيسي للأزمة هبوط أسعار النفط والغاز التي تمثّل العمود الفقري للاقتصاد الجزائري.

سارع المغرب إلى إرسال كلّ أنواع المساعدات إلى الشعب الجزائري، ولكن من دون تحقيق النتائج المرجوة، خصوصا أن الشاذلي بن جديد ما لبث أن اضطر إلى التنحي بعد تحقيق الإسلاميين فوزا ساحقا في الانتخابات البلدية. أثار هذا الفوز مخاوف المؤسسة العسكرية.

حاول الشاذلي بن جديد القيام بخطوات في اتجاه تسوية مع المغرب كاشفا أن النزاع هو نزاع جزائري – مغربي ولا شيء آخر غير ذلك، وأن الـ”بوليساريو” ليست سوى أداة في حرب استنزاف يتعرّض لها المغرب. ولكن، مع رحيل الشاذلي بن جديد، تلاشى كلّ أمل في تسوية معقولة تؤمن للجزائر تمرير خط أنابيب للغاز في الصحراء المغربية. مثل هذا الخط يضمن للجزائر مصالحها الحيوية التي لا يريد المغرب حرمانها منها، ولكن في ظلّ سيادته الثابتة على صحرائه.

في أربعين عاما تغيّرت أمور كثيرة. ما لم يتغيّر أن الصحراء مغربية، منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه “المسيرة الخضراء” التي كانت مسيرة ملك وشعب في الوقت ذاته، مسيرة شعب يعرف مقدار الظلم الذي لحق به جراء ممارسات الاستعمار الفرنسي الذي اقتطع قسما لا بأس به من أراضي المملكة لمصلحة دول الجوار. تلك الدول التي بزّت الاستعمار، بعد استقلالها، في محاولات النيل من المغرب بكل الوسائل المتاحة وفي ظلّ كل الشعارات الفارغة من نوع “حق تقرير المصير”. إنّه حق تقرير المصير لشعب منتشر من جنوب موريتانيا إلى جنوب السودان، مرورا بجنوب الجزائر. يستطيع هذا الشعب أن يجد لنفسه دولة في الجزائر نفسها في حال كانت الجزائر تؤمن، فعلا، بحقّ تقرير المصير للشعوب… بدل المتاجرة بهذا الحق وبهذه الشعوب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد أربعين عاما الصحراء مغربية بعد أربعين عاما الصحراء مغربية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria