كم نفتقد جبران وسمير
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كم نفتقد جبران وسمير...

كم نفتقد جبران وسمير...

 الجزائر اليوم -

كم نفتقد جبران وسمير

خيرالله خيرالله

اثنان نفتقدهما هذه الايّام، اثنان ينتميان الى ثقافة الحياة. اثنان فجرتهما ثقافة الموت التي كان اللواء وسام الحسن آخر ضحاياها. نفتقد جبران تويني الذي اغتيل قبل سبع سنوات(يوم 12-12 2005) ونفتقد سمير قصير الذي استشهد فس الثاني من حزيران- يونيو 2005 والذي كان أول من ربط علنا بين ربيع بيروت وربيع دمشق الذي كان لا بدّ من ان يحلّ يوما. وقد حلّ بالفعل في آذار- مارس 2011. ادرك سمير قصير بحسه السياسي المرهف أنّ لا خلاص لبيروت ما دامت دمشق ترزح تحت نظام لم يكن لديه ايّ هدف في ايّ يوم من الايّام سوى ارهاب السوريين واستعبادهم وتصدير هذا الارهاب الى كلّ المنطقة، خصوصا الى لبنان. عزاء سمير وجبران أن ربيعي بيروت ودمشق كانا آتيين منذ اظهر النظام السوري افلاسه باغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005. لم تذهب دماؤهما هدرا. فما يتبيّن كل يوم أن كل الجرائم التي ارتكبت من اجل تغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه لم تجد القتلة. بقي لبنان صامدا. بقي يقاوم الميليشيا الايرانية التي اسمها "حزب الله". تلك الميليشيا المذهبية التي حاولت مباشرة وعبر الادوات المستأجرة من نوع النائب المسيحي ميشال عون ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري السوري من لبنان. المحزن أن وعد سمير قصير وجبران تويني سيتحقق قريبا، لكنّهما لن يكونا حيث يجب أن يكونا، اي في الطريق الى دمشق للاحتفال بتحريرها من المستعمر الذي يرتدي كلّ القبعات المطلوب منه ارتداءها من اجل البقاء في السلطة ونشر البؤس في سوريا كلّها. لم يعد بعيدا اليوم الذي سيسقط فيه النظام السوري الذي قضى على خيرة السوريين وعمل من اجل تفتيت لبنان عن طريق اثارة النعرات الطائفية والمذهبية بدءا باثارة اللبنانيين على الفلسطينيين والفلسطينيين على لبنان واللبنانيين، ثم الطوائف اللبنانية على بعضها البعض. كان النظام السوري يعتقد، حتى لحظة اغتيال رفيق الحريري، أنّه سيكون قادرا على الاحتفاظ بلبنان الى ما لا نهاية. كيف لا وهو استطاع تدجين قسم كبير من اللبنانيين كما تخلّص باكرا من كلّ من بدأ يفكّر في كيفية المحافظة على لبنان عن طريق ابعاده عن لعب دور "الساحة". في البداية جاء اغتيال كمال جنبلاط في لحظة كان يسعى الى مدّ يده الى اللبناني الآخر. كان الهدف من اغتيال كمال  في 1977 افهام اللبنانيين جميعا أنّ لا وجود، لدى حافظ الاسد، لكبير في لبنان وأنه مثلما خضع الدروز في سوريا لنظامه، لا مجال امام دروز لبنان سوى السير على خطاهم. جرّب الاسد الاب هذا الاسلوب في سوريا ونجح فيه الى حدّ كبير. ادّب العلويين اوّلا عندما وضع صلاح جديد في السجن وتخلّص من محمّدعمران بعد لجوئه الى طرابلس، في شمال لبنان. امعن الاسد الاب في عملية اذلال اللبنانيين بعد اذلاله السوريين. تخلّص من كل سنّي يمتلك حيثية. اغتال صائب سلام وتقيّ الدين الصلح سياسيا. وتخلّص من المفتي حسن خالد ومن عشرات الشخصيات السنّية من اجل افراغ الطائفة من اي رمز استقلالي يتمتع بالعقلانية ويؤمن بثقافة العيش المشترك. في الوقت ذاته شتت المسيحيين الذين افتقدوا منذ وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية في العام 1970 القدرة على استيعاب ما يدور في المنطقة. وعندما ظهرت شخصية مسيحية قوية مثل بشير الجميّل، كان لا بدّ من تفجيرها، خصوصا أن بشير تحولّ في مرحلة معيّنة، خصوصا بعد رفضه توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل، الى مشروع زعيم وطني استقلالي. كان جبران تويني وسمير قصير من ابرز اللبنانيين الذين فهموا النظام السوري في العمق، فدفعا ثمنا غاليا. فهما أن الاستقلال الحقيقي للبنان يكون عبر التغيير في سوريا، اي عبر استعادة سوريا حريتها والشعب السوري كرامته وشعوره بانتمائه العربي الحقيقي. كانا شاهدين على كيفية تغيير طبيعة المجتمع الشيعي في لبنان بقوة السلاح والمال وتغييب زعمائه الحقيقيين، الذين يمتلكون حدا ادنى من الوعي والشعور الوطني، كي يكون في كلّ وقت من الاوقات في خدمة المشروعين السوري والايراني اللذين يلتقيان عند تحويل لبنان "ساحة" لا اكثر. سيتحقّق حلم جبران وسمير قريبا. فقد امتلكا ما يكفي من الشجاعة لمواجهة السوري بشكل مباشر عندما كان جيشه لا يزال يحتلّ لبنان. كان مطلوبا في مرحلة ما القضاء على كلّ مقاومة لبنانية. كانا يعرفان أن رفيق الحريري بقي سندا لهما، حتى بعدما طلب منه بشّار الاسد في الشهر الاخير من السنة 2003 بيع اسهمه في "النهار" والتوقف عن دعمها. فهم النظام السوري تماما ماذا يعني بقاء المؤسسات اللبنانية على رجليها. حاول القضاء على كلّ مؤسسة ناجحة، بما في ذلك "النهار"، ولا شكّ انه نجح في ذلك جزئيا. كانت حربه على لبنان جزء لا يتجزّأ من هجمة ثقافة الموت التي يمثلها "حزب الله" على ثقافة الحياة التي كان يرمز اليها شهداء لبنان. على رأس هؤلاء رفيق الحريري وباسل فليحان وجورج حاوي وبيار امين الجميّل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن، اضافة بالطبع الى الشهداءالاحياء مروان حمادة والياس المرّ ومي شدياق. تبيّن مع الوقت أن لبنان اقوى بكثير مما يعتقده كثيرون، بمن فيهم كبار المسؤولين السوريين الذين لم ستوعبوا يوما أن الصيغة السورية اكثر هشاشة من الصيغة اللبنانية وأن ليس في الامكان اعطاء دروس في الوطنية عن طريق ممارسة الهروب الى امام والمتاجرة بلبنان واللبنانيين وفلسطين والفلسطينيين وسوريا والسوريين. دفع لبنان غاليا ثمن انتصاره. دفعه من دماء خيرة ابنائه الذين صمدوا في وجه التخلّف والاجرام بكل اشكالهما وفي وجه اثارة الغرائز المذهبية بكلّ الوانها والرهان عليها. سيظل جبران وسمير مثالا يحتذي به آلاف الشبّان من الذين يؤمنون بأنّ ثقافة الحياة لا يمكن الا أن تنتصر على ثقافة الموت...وأنّ الرهان على النظام السوري، رهان على وهم بدليل استمرار الثورة السورية، كما أن سقوط ما يزيد على خمسين الف سوري لم يضعف الثورة بل زادها قوة ورسوخا. كان رهان جبران وسمير في مكانه. كان رهانهما على الشعب السوري وليس على نظام لا يستطيع التحالف الاّ مع اسوأ انواع اللبنانيين من الذين يعتبرون العمالة مهنة والذلّ وساما. انهما رمز لصمود لبنان وانتصاره لا اكثر ولا اقلّ.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم نفتقد جبران وسمير كم نفتقد جبران وسمير



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria