ما يجمع بين البعث وحزب الله
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما يجمع بين البعث و'حزب الله'

ما يجمع بين البعث و'حزب الله'

 الجزائر اليوم -

ما يجمع بين البعث وحزب الله

خيرالله خيرالله

قبل لبنان، كان الثامن من آذارـ مارس، تاريخ شؤم في سوريا. في مثل هذا اليوم من العام 1963، نفذ حزب البعث انقلابا عسكريا استهدف تدمير سوريا بشكل تدريجي.

في الثامن آذار ـ مارس من كلّ سنة، لا نتذكّر فقط حركة “الثامن آذار” في لبنان، وهي كناية عن تظاهرة كبيرة لـ”حزب الله” جاءت بعد ثلاثة أسابيع على اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005. خطب في تلك التظاهرة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله وكان عنوان خطابه: “شكرا سوريا”. هل أراد شكر النظام السوري على تغطية اغتيال رفيق الحريري، في أقلّ تقدير، أم شكره على هذه التغطية التي ستقود إلى الانسحاب السوري العسكري والأمني في لبنان تاركة لـ”حزب الله” ملء هذا الفراغ؟

في كلّ الاحوال، سارت الأمور في لبنان بعد الثامن من آذار ـ مارس 2005 في اتجاه مرحلة جديدة واجه فيها “حزب الله”، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، إرادة اللبنانيين ورغبتهم في الحرية والسيادة والاستقلال وصولا إلى ما نحن عليه الآن من وضع يد إيرانية على البلد. لعل أفضل تعبير عن وضع اليد هذه التي قاومها اللبنانيون وما زالوا يقاومونها بأجسادهم العارية، منع انتخاب رئيس للجمهورية وذلك بعد أقل بقليل من سنتين على خلوّ موقع الرئاسة في البلد.

قبل لبنان، كان الثامن من آذارـ مارس، تاريخ شؤم في سوريا. في مثل هذا اليوم من العام 1963، نفّذ حزب البعث انقلابا عسكريا استهدف تدمير سوريا بشكل تدريجي، وذلك بعد محاولات لإعادة بناء الحياة السياسية في البلد استمرّت أقل من سنتين. بدأت هذه المحاولات في أيلول ـ سبتمبر 1961، شهر انتهاء الوحدة مع مصر.
    
سيصمد لبنان
    

لم يكن الثامن من آذار السوري أقلّ سوءا من الثامن من آذار اللبناني. ففي الحالين، هناك فلسفة جديدة في الحكم تقوم على البناء على الهزيمة وتحويلها انتصارا. في سوريا، انتصر البعث الذي انبثق منه النظام العلوي ثم نظام العائلة الحاكمة على سوريا والسوريين. وفي لبنان، انتصر “حزب الله” بعد رفعه شعار “المقاومة” على لبنان واللبنانيين وذلك إرضاء للمشروع التوسّعي الايراني الذي يستثمر في إثارة الغرائز المذهبية.

منذ ما قبل العام 1963، أي منذ ما قبل وصول البعث إلى السلطة تنتقل سوريا من كارثة إلى أخرى. تمثّلت الكارثة الأولى في الوحدة غير الطبيعية مع مصر التي أسست في العام 1958 لنظام أمني راح يقضي على الحياة الحزبية والسياسية والنظام الاقتصادي الحرّ شيئا فشيئا.

جاء نظام البعث ليشكل في 1963 استمرارا لما بدأ في 1958. خرجت كل النخب السورية من سوريا. لم يعد من مكان سوى لعسكريين جهلة أزاحوا في البداية البعثيين المدنيين من السلطة وما لبثوا أن حوّلوا النظام إلى نظام طائفي تحت سيطرة ضباط علويين في البداية، مثل صلاح جديد ومحمّد عمران وحافظ الأسد، ثمّ تحت سيطرة الأسد الأب الذي انفرد بالسلطة ابتداء من خريف العام 1970. مهّد ذلك لقيام نظام العائلة الحاكمة مع التابعين لها منذ خلافة بشّار الأسد لوالده في صيف العام 2000.

في كلّ المحطات التي مرّ فيها هذا النظام، كانت لديه القدرة على الاستفادة من الهزائم وتحويلها إلى هزائم للشعب السوري وانتصارا للنظام. صبّ حرمان سوريا من أفضل السوريين عن طريق تهجيرهم ومصادرة أملاكهم ومصانعهم في خدمة نظام جعل من إفقار الشعب هدفا بحد ذاته. كانت كلّ الحروب التي خاضها النظام هزائم، لكنه أحسن استخدامها لتقوية وضعه.

هل من هزيمة أكبر من هزيمة حرب 1967 التي مهّدت لوصول حافظ الأسد إلى قمّة الهرم في السلطة، علما أنّه كان وزيرا للدفاع في أثناء تلك الحرب؟ خسرت سوريا مرتفعات الجولان التي لا تزال محتلّة إلى اليوم. لم يسع النظام يوما إلى استعادة الجولان، بل خاض حرب 1973 من أجل الوصول إلى اتفاق لفصل القوّات في الجولان وطيّ صفحة استرجاع الأرض المحتلة. لولا الولايات المتحدة التي أوقفت حرب 1973، لكانت إسرائيل وصلت إلى دمشق. على الرغم من ذلك، تحدّث النظام السوري عن انتصارات كانت في الواقع تمهيدا لاحتلال لبنان لسنوات طويلة وتوريط الفلسطينيين في حروب داخلية جعلت قضيّتهم في مهبّ الريح.

كان النظام السوري عبقريا بالفعل، خصوصا بعدما أدرك أن لا مانع لدى إسرائيل في دخوله لبنان وسعيه إلى السيطرة عليه وترك الجنوب “ساحة” لتبادل الرسائل. كان إبقاء الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي بمثابة ضمانة للنظام السوري الذي عرف تماما أن الانتصار على لبنان صار بديلا من الانتصار على إسرائيل.. وأن التغاضي عن الجولان بمثابة بوليصة تأمين له.

خسر النظام السوري كلّ المواجهات العسكرية مع إسرائيل، بما في ذلك مواجهة حرب صيف العام 1982 في لبنان. كانت هزيمته في 1982 تمهيدا للعودة إلى بيروت ثم لوضع اليد على البلد كلّه بفضل بطولات النائب المسيحي ميشال عون، قائد الجيش السابق، الذي هيأ كل الأجواء المطلوبة من أجل دخول القوات السورية القصر الجمهوري في بعبدا ووزارة الدفاع القريبة منه في العام 1990.

كان الثامن من آذار ـ مارس السوري الكارثة الكبرى على السوريين وكان الثامن من آذار ـ مارس اللبناني يوم شؤم على اللبنانيين. استفاد “حزب الله” من تجربة البعث السوري. حوّل الهزائم غلى انتصارات له. كانت انتصاراته ولا تزال انتصارات على لبنان واللبنانيين.

أفقر البعث سوريا ودمّر النسيج الاجتماعي فيها من أجل الإمساك بالبلد والمحافظة على النظام. يعمل “حزب الله” بالطريقة ذاتها. ألحق هزيمة منكرة بلبنان في حرب صيف العام 2006 التي خاضها مع إسرائيل. كان في لبنان مليون سائح في ذلك الصيف فأصبح فيه مليون مهجّر. لم يمتلك الحزب، حتّى، حدّا أنى من الوفاء للعرب الشرفاء الذين ساعدوا لبنان في إعادة بناء ما دمّرته إسرائيل. كان على رأس هؤلاء المملكة العربية السعودية التي بذلت كل جهد من أجل تمكين لبنان من تجاوز المحنة واستعادة بعض من عافيته.

على الرغم من كلّ ما لحق بلبنان، رفع “حزب الله” علامات النصر. إذا كان انتصاره في حرب صيف 2006، التي كلّفت لبنان آلاف الضحايا ودمارا هائلا، انتصارا، فما هو مفهومه للهزيمة. هل يكفي أن ينتصر “حزب الله” على لبنان، كي ترضى عنه إيران؟ هل يكفي أن ينتصر النظام السوري على السوريين ويهجّرهم بمئات الآلاف وأن يدمّر القرى والبلدات والمدن بصواريخه وبراميله المتفجّرة، مستعينا بالروسي والإيراني والميليشيات المذهبية، كي تجدّد له إسرائيل بوليصة التأمين التي يبحث عنها؟

لكلّ من لبنان وسوريا الثامن من آذار ـ مارس الخاص به وكأن تجربة “حزب الله” اللبنانية امتداد لتجربة البعث في سوريا.

ما يجمع بين ما يشهده لبنان وتشهده سوريا فلسفة واحدة مبنية أوّلا وأخيرا على عبقرية بعثية تقوم على اختراع أحلام يقظة تحوّل الهزائم إلى انتصارات وهمية لا تصبّ في نهاية المطاف سوى في القضاء على البلدين. “سوريا الأسد” التي عرفناها انتهت. هل يصمد لبنان؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يجمع بين البعث وحزب الله ما يجمع بين البعث وحزب الله



GMT 23:36 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 13:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 21:08 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

اعتذار للدكتور كمال الجنزوري

GMT 14:56 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

وطنُ الصَفْحِ والمصالحةِ والمصافحة

GMT 05:53 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

إنقاذُ لبنان قبل فَواتِ الأوان؟

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria