إيران واتفاق الجزائر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إيران واتفاق الجزائر

إيران واتفاق الجزائر

 الجزائر اليوم -

إيران واتفاق الجزائر

بقلم : خيرالله خيرالله

ليست إيران، في الوقت الراهن في وضع الدولة القوية، خصوصا أنها تتعرض لعقوبات أميركية في غاية الجدية. لذلك تبحث عن تعزيز وضعها في العراق بما يسمح لها بالالتفاف على العقوبات.

هناك إشارات عدة صدرت أخيرا عن بغداد تشير إلى رضوخ لما تريده طهران. حصل ذلك على الرغم من كل المقاومة التي يظهرها قسم كبير من الشيعة العراقيين للهيمنة التي تحاول إيران فرضها على العراق.

من بين تلك الإشارات قبول العراق، ممثلا برئيس حكومته عادل عبدالمهدي، بترتيبات ناشئة عن اتفاق الجزائر للعام 1975. لم يعلن العراق، صراحة، إعادة العمل بالاتفاق الذي كان بمثابة استسلام منه لإيران في عهد الشاه. وقّع الاتفاق في شهر آذار – مارس من تلك السنة، محمّد رضا بهلوي مع صدّام حسين الذي كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة في العراق والرجل القويّ في البلد. كان ذلك برعاية الرئيس الجزائري هوّاري بومدين الطامح إلى لعب دور على الصعيد الإقليمي.

في الواقع لم يكن اتفاق الجزائر سوى نتيجة لاختلال موازين القوى في الداخل العراقي لمصلحة الأكراد على حساب النظام البعثي، الذي كان مستعدا لقبول أيّ تنازلات لإيران في مقابل تخليها عن دعم الأكراد.

بالفعل، انهار الأكراد بعد توقّف الدعم الإيراني لهم وبقي نظام البعث في العراق إلى العام 2003. حققت إيران من خلال اتفاق الجزائر، كلّ ما تريده بالنسبة إلى تحديد الحدود البحرية في شطّ العرب. وكان أوّل ما فعله صدّام حسين تمهيدا لشنّ حرب، في العام 1980، على إيران إلغاء اتفاق الجزائر.

بدأت إيران في تلك المرحلة تتحرّش بالعراق عن طريق إثارة الغرائز المذهبية في ما يمكن وصفه بحرب من نوع آخر استهدفت سقوط العراق من الداخل. ما لبث صدّام حسين أن عاد عن الإلغاء في العام 1990 عندما اعتقد، بسذاجته المعروفة، أنّ في استطاعته استمالة إيران، وإقناعها بالوقوف معه في وجه الولايات المتحدة وحلفائها في الكويت.

إيران بدأت تنظر إلى العقوبات بجدّية بدليل طبيعة تصرفاتها في العراق حيث لا يزال كثيرون يعتقدون أنّها تمسك بأوراق كثيرة، فيما يعتقد منتمون إلى مدرسة أخرى أن هذه الأوراق لن تفيدها في شيء

ظنّ نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الذي أصبح رئيسا للعراق في العام 1979 أن “الجمهورية الإسلامية”، التي أسّسها آية الله الخميني في العام الذي أصبح فيه رئيسا، ستنتهز فرصة المغامرة العراقية المجنونة في الكويت لتقف إلى جانبه في التصدّي لـ”الشيطان الأكبر”. لم يعرف في أي وقت من الأوقات، بعقله التبسيطي، ما هي الطبيعة الحقيقية لهذا النظام الإيراني الذي اعتبر العراق، كبلد عربي مستقلّ يمتلك تركيبة خاصة به، هدفه الأوّل وذلك منذ العام 1979. لم يدرك أن إيران ستستغل الخطأ الذي لا يغتفر المتمثل باحتلاله للكويت إلى أقصى ما تستطيع. هدفها تحقيق مآرب خاصة بها في العراق.

كان اتفاق الجزائر للعام 1975، الذي ما زالت إيران متمسّكة به، من بين الخطايا الكثيرة لنظام البعث في العراق، ولكبار رجالاته الذين كانوا على استعداد لكلّ الارتكابات من أجل البقاء في السلطة. لم يكن هناك في أيّ وقت، أي حدود من أيّ نوع، للتنازلات أو المغامرات التي يمكن أن يذهب إليها النظام من أجل تفادي سقوطه.

ليست إيران، في الوقت الراهن، في وضع الدولة القويّة، خصوصا أنّها تتعرّض لعقوبات أميركية في غاية الجدّية. لذلك تبحث عن تعزيز وضعها في العراق بما يسمح لها بالالتفاف على العقوبات. كان ذلك الهدف من زيارة الرئيس حسن روحاني لبغداد والنجف، حيث سمع كلاما لا يعجبه من المرجع الشيعي علي السيستاني الذي يؤمن بسيادة العراق واستقلاله، على الرغم من أنّه من أصول إيرانية.

يفتّش التاجر المفلس، عادة، في دفاتره القديمة. نبشت إيران اتفاق الجزائر وهي تطبقه على أرض الواقع في شط العرب. استفادت إلى حد كبير من وجود عادل عبدالمهدي في موقع رئيس الوزراء، ومن حاجته إليها لمواجهة قوى شيعية ترفض، هذه الأيّام، الخضوع لإيران من رموزها عمّار الحكيم ومقتدى الصدر وحيدر العبادي وإياد علّاوي.

ما هو أهمّ من ذلك كلّه، أن هناك شعورا لدى معظم أبناء الشعب العراقي بأن إيران تلعب دور القوة الاستعمارية التي تسعى، بالفعل، إلى تنفيذ ما كانت أعلنت عنه في الماضي عن الحصول على تعويضات بمليارات الدولار من العراق لسداد ما تكبدته من خسائر في حرب 1980 - 1988.

ليس السعي إلى تطبيق اتفاق الجزائر، وهو طلب رفضه الزعيم الكردي جلال الطالباني عندما كان رئيسا للجمهورية، من بين الضغوط التي تمارسها إيران على العراق ونجحت فيها إلى حد كبير.

هناك إشارات من نوع آخر صدرت أخيرا توحي بأن إيران تجد أن هناك مجالا لتكريس قيام وضع عراقي جديد نشأ عن الاحتلال الأميركي في العام 2003. تندرج في هذا السياق التعديلات التي أقرّها مجلس النواب العراقي، والتي تعطي جوازا عراقيا لمن أقام سنة في العراق ضمن شروط معيّنة.

الهدف من ذلك واضح. المطلوب تجنيس أكبر عدد من الإيرانيين في العراق، تتويجا لعملية تغيير طبيعة المدن والمناطق العراقية. بكلام أوضح، تسعى إيران إلى إغراق العراق بالإيرانيين لا أكثر.

هناك حال هجومية إيرانية في كلّ الاتجاهات. تريد إيران إثبات أنّها قوة إقليمية، وأنّ لديها أوراقا تردّ بها على الولايات المتحدة. هذا ما يفسّر الهجمة التي يتعرّض لها الرئيس سعد الحريري في لبنان. صحيح أن هذه الهجمة يشنّها وزير مسيحي محسوب على رئيس الجمهورية، لكنّ الصحيح أيضا أن هذا الوزير ليس سوى أداة يستخدمها “حزب الله” الذي يعرف تماما نقاط الضعف عند معظم الموارنة في لبنان. تظلّ نقطة الضعف الأبرز لدى هؤلاء استعدادهم لعمل أي شيء من أجل الوصول إلى موقع رئيس الجمهورية.

لا يمكن بالطبع فصل استدعاء بشّار الأسد إلى طهران أخيرا عن هذه الهجمة الإيرانية. تؤكد ذلك طبيعة الاتفاقات التي وجد بشّار نفسه مضطرا إلى توقيعها مع إيران. تشمل هذه الاتفاقات إدارة ميناء اللاذقية.

للمرّة الأولى، سيكون في استطاعة إيران الادعاء أنّها تدير ميناء على البحر المتوسّط بشكل رسمي. والواضح أن ذلك أثار الجانب الروسي الذي أرسل وزير الدفاع، سيرجي شويغو، إلى دمشق للاستفسار من بشّار عن طبيعة ما توصّل إليه من اتفاقات مع إيران برعاية من “الحرس الثوري”.

في النهاية، هل تنجح إيران في لعب دور القوّة الإقليمية المهيمنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث دفعت الحوثيين إلى عرقلة اتفاق السويد في شأن ميناء الحديدة؟

سيعتمد الكثير على جدّية الإدارة الأميركية التي تعد بالذهاب بعيدا في العقوبات المفروضة على إيران والتي تشمل أدواتها الإقليمية من ميليشيات مذهبية. ستكون هناك دفعة جديدة من العقوبات في أيّار – مايو المقبل.

الأكيد أن إيران بدأت تنظر إلى العقوبات بجدّية بدليل طبيعة تصرفاتها في العراق حيث لا يزال كثيرون يعتقدون أنّها تمسك بأوراق كثيرة، فيما يعتقد منتمون إلى مدرسة أخرى أن هذه الأوراق لن تفيدها في شيء. يستند هؤلاء إلى المنطق الذي يقول، أوّل ما يقول، إنّ مشكلة إيران مع الإيرانيين في الداخل الإيراني قبل أن تكون مع العراقيين ومع اتفاق الجزائر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران واتفاق الجزائر إيران واتفاق الجزائر



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 18:39 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 23:41 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العقرب

GMT 22:23 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تنتهي من تصوير برنامج" طرب" مع مروان خوري

GMT 03:20 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تغير المناخ يؤثر على صحراء بيرو ويهدد مزارعيها بالجفاف

GMT 13:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة ميكونوس المكان المثالي لقضاء أجمل شهر عسل

GMT 08:04 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عز الدين عليا عبقرية كوكو شانيل ورحيل في هدوء تام

GMT 21:38 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية تضرب المملكة العربية السعودية الاثنين

GMT 07:11 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع فريجات في سيشل نقطة انطلاق لرحلة لن تتخيلها

GMT 13:51 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف 130 عصا في قبر توت عنخ آمون يُثبت إعاقته

GMT 12:36 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

إكسسوارات مطبخ المنزل بألوان مبهجة

GMT 07:36 2017 الخميس ,29 حزيران / يونيو

مرض رمد العين أنواعه وعلاجه وأساليب الوقاية منه

GMT 06:29 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب يكشف عن تفاخر ساركوزي بثدي زوجته في اجتماع وزاري

GMT 16:19 2017 الجمعة ,30 حزيران / يونيو

نادين نسيب نجيم تكشف أسباب خوفها من عادل إمام

GMT 15:23 2015 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

أقوال سما المصري وحيدر البغدادي في واقعة التهديد
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria